اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أمس الثلاثاء، مراسل شبكة رووداو الإعلامية برزان فرمان في مدينة القامشلي واقتادته إلى جهة مجهولة.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا، إن "ثلاثة عناصر ملثمين من استخبارات قسد داهموا مقر شبكة رووداو الإعلامية في مدينة القامشلي واعتقلوا الصحفي برزان فرمان".
وبحسب المصدر فإن "المجموعة المسلحة أوضحوا لكادر القناة أنهم سوف يطلقون سراح فرمان بعد إخضاعه للتحقيق لمدة لا تتجاوز الساعتين".
ويقع مقر شبكة رووداو في الشارع السياحي، الذي يعتبر أرقى أحياء القامشلي، ويضم مقارّ لمنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة وأخرى محلية بالإضافة إلى مكاتب لشركات التجارة العامة وتنتشر في الشارع عشرات كاميرات المراقبة معظمها مرتبطة بالقوات الأمنية التابعة "لقسد".
ما الذي صرحت به عائلة برزان فرمان ؟
وقال مصدر مقرب من عائلة فرمان لموقع تلفزيون سوريا، إن "قوات الأمن الداخلي" (الأسايش) نفت صلتها بعملية الاعتقال وكذلك الجهات الرسمية التابعة للإدارة الذاتية".
وأوضح المصدر أن "العائلة تخشى بشكل كبير على مصير فرمان من جراء اعتقاله بشكل غير قانوني وعدم قدرتهم على معرفة مكانه بعد".
وتعرّض مكتب رووداو في القامشلي ستّ مرّات، في فترات متفاوتة، لهجمات بقنابل المولوتوف والحجارة والعصي من قبل تنظيم "الشبيبة الثورية ".
استخبارات قسد تخطف وتعذب طاقم رووداو
وكان كادر من الشبكة قد تعرّض للاعتقال، في شباط الماضي، بمدينة القامشلي على يد "خمسة أشخاص يرتدون الزي العسكري، لكنهم ليسوا أفراداً من قوات الأمن أو قوات الشرطة، قاموا باقتياد المصور عيسى حسن خلف والسائق عبد الله مجدل، إلى مكان خارج مدينة القامشلي، ومن ثم أطلقوا سراحهم بعد تعرضهم للتعذيب والضرب والتهديد"، بحسب بيان سابق.
وأضافت القناة حينئذٍ أن "المجموعة المسلحة صادرت الهويات والبطاقات الشخصية لكادر القناة بالإضافة للمعدات، مثل الكاميرا وجهاز البث المباشر".
وأعلنت دائرة الإعلام التابعة "للإدارة الذاتية"، في 5 شباط 2022، أي بعد يومين من تعرض طاقم القناة للاعتقال عن إيقاف عمل الشبكة في كافة المناطق الخاضعة لسلطتها، وسحب كافة رخص العمل والمهمات الصحفية التي تم منحها للشبكة والعاملين فيها.
واعتبرت "رووداو" القرار الصادر عن "الإدارة الذاتية" بإيقاف عملها الإعلامي في شمال وشرق سوريا "عملاً سياسياً بحتا"ً، مبينة أنه لا يستند الى أي أساس قانوني.
وبالرغم من توقف نشاط القناة في مناطق "الإدارة الذاتية" فإنها احتفظت بمكتبها في مدينة القامشلي وثلاثة موظفين، بينهم مديرا المكتب والإذاعة والمراسل برزان فرمان، وسط أنباء عن سعي القناة لإعادة الحصول على رخص للعمل في مناطق سيطرة "قسد".
انتهاكات ضد الإعلاميين في مناطق "قسد"
ودانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال "قسد" ما لا يقل عن 16 صحفياً وإعلامياً خلال حملة أمنية شنّتها في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
وزادت حدة التضييق على الناشطين والصحفيين في مناطق سيطرة "قسد"، شملت إجراءات من قبيل إيقاف صحفيين وخطف آخرين والاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة أموالهم وأجهزتهم الشخصية وسحب الرخص لبعض المؤسسات الإعلامية.