دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال "قوات سوريا الديمقراطية" ما لا يقل عن 16 صحفياً وإعلامياً خلال حملة أمنية شنّتها في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا.
وقالت الشبكة في بيان اليوم الأحد إن "دوريات أمنية تتبع لقوات سوريا الديمقراطية اعتقلت ما لا يقل عن 16 إعلامياً وصحفياً بينهم سيدتان، عبر مداهمة أماكن وجودهم في مدينة الرقة في 30 من تموز الجاري".
وأضافت أن "الإعلاميين يعملون لدى عدة جهات إعلامية ومؤسسات محلية، حيث اعتقلوا من قبل جهاز الاستخبارات التابع لقوات سوريا الديمقراطية ووُجهت لهم تهمٌ (بالتجسس)".
وأشارت إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية تتبع سياسة مشابهة للنظام السوري في عمليات الاعتقال، فلا توجد أية مذكرات اعتقال، بل يتم الاعتقال عن طريق الخطف من الطرقات والأسواق والأماكن العامة، أو مداهمة مقارّ الجهات الإعلامية والفعاليات المدنية، دون مذكرات قضائية، كما مُنع المحتجزون من التواصل مع ذويهم أو توكيل محام".
وأعربت الشبكة عن خشيتها من أن "يتعرض الإعلاميون المعتقلون لعمليات تعذيب، وأن يصبحوا في عداد المُختفين قسرياً كحال 85 في المئة من مُجمل المعتقلين". مؤكدةً أنها "رصدت أيضاً تَعرُّضَ عدد من المعتقلين لعمليات ضرب مبرح في أثناء عملية اعتقالهم، ووُجهت تهديدات لهم".
مطالبات بحماية الإعلاميين والصحفيين
ودانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عمليات اعتقال الإعلاميين، مطالبة بضرورة الإفراج الفوري عنهم، وتعويضهم مادياً ومعنوياً عن الضرر الذي ألحق بهم، كما دانت كل الانتهاكات الواقعة بحق الكوادر الإعلامية والمراكز الإعلامية، ودعت إلى حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، نظراً لدورهم في نشر الحقائق والوقائع في مناطق وجودهم وفي تسليط الضوء على الانتهاكات الواقعة على المدنيين.
وطالبت الشبكة باحترام حرية العمل الإعلامي المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والسماح بدخول كل وسائل الإعلام، والتوقف عن التحكّم في عمل الصحفيين وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة، وإبطال جميع "القرارات الأمنية" التي تقمع حرية الرأي والتعبير والكف عن توجيه التهم الأمنية كذريعة لعمليات الاعتقال والاحتجاز.
ومنذ نهاية تموز من العام الجاري، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام قوات "قسد" بتصعيد عمليات الاعتقال التعسفي، والتجنيد وقمع الحريات بشكل خطير في المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي انعكس على مختلف جوانب الحياة؛ حيث تدهورت حرية العمل الصحفي والسياسي، لجميع منتقدي سياسة "قوات سوريا الديمقراطية".
انتهاكات "قسد" بحق الناشطين
وتستمر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بشنّ حملات الاعتقال الواسعة ضد ناشطين وإعلاميين يعملون ضمن مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا.
ويتعرض الصحفيون والناشطون الإعلاميون في مناطق سيطرة "قسد" لانتهاكات متكررة واعتقالات واسعة تمارس بحقهم، في ظل انتشار السلاح وسطوة عناصر "قسد"، وقد أسهم عمل الناشطين في كشف حقائق وانتهاكات، عمدت "قسد" إلى تحريفها وإخفائها.