ملخص:
- "قسد" أعلنت إطلاق عملية "الأمن الدائم" في ريف الهول شمال شرقي سوريا.
- العملية استهدفت خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي وتمشيط مناطق واسعة. على حد زعمها.
- أسفرت العملية بحسب مزاعم قسد عن اشتباكات، إذ تمّ قتل عنصر، واعتقال 40 آخر.
زعمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" اعتقال 40 عنصراً من تنظيم الدولة ضمن عملية "الأمن الدائم" في ريف مدينة الهول شمال شرقي سوريا، والتي - على حد زعمها - تهدف إلى القضاء على خلايا داعش.
وأفادت "قسد" بأنها أنهت عمليات التمشيط في الريف الشمالي ومناطق واسعة من الريف الجنوبي، وصولاً إلى المناطق الحدودية مع العراق. وأسفرت العملية عن "اشتباكات مع خليتين إرهابيتين، قُتل خلالها عنصر وأُصيب آخر، واعتُقل 40 عنصراً، إضافة إلى ضبط أسلحة وذخائر." بحسب ما أعلنته عبر موقعها الإلكتروني.
يأتي الإعلان عن هذه العملية في إطار محاولات "قسد" لتقديم نفسها كقوة فعالة في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد هجمات إرهابية مثل عملية الطعن التي تبناها تنظيم "داعش" في ألمانيا وأودت بحياة ثلاثة أشخاص.
ولليوم الثاني على التوالي، تتواصل عملية "الأمن الدائم" في مخيم الهول ومحطيه، بحسب البيان.
استثمار الأحداث لتعزيز الدعم
قال المحلل السياسي سامر الأحمد لموقع تلفزيون سوريا، إن "قسد" تسعى إلى تسليط الضوء على نشاطاتها الأمنية كوسيلة للضغط وكسب الدعم، خصوصاً بعد فشلها في إجراء الانتخابات التي كانت تسعى من خلالها إلى تعزيز شرعيتها في شمال شرقي سوريا.
وأشار الأحمد إلى أن "قسد" تعمل على ربط عملياتها الأمنية بالأحداث الإرهابية العالمية، لتظهر نفسها كحاجز أمني ضروري يحمي المصالح الإقليمية والدولية.
اتهامات وتحفظات
في المقابل، يلفت الباحث عامر العبد الله إلى أن بعض الانتقادات تُوجَّه لـ"قسد" بشأن استغلال العمليات الأمنية لتعزيز قبضتها على المنطقة، إذ يُتهم بعض قادتها بالتواطؤ مع عناصر من "داعش" لتحقيق مصالح سياسية وأمنية. وأكد العبد الله، في حديثه لـ تلفزيون سوريا، أن هناك مناطق في جنوبي الحسكة وريف دير الزور لم تضبطها "قسد" بشكل كامل، ما سمح للتنظيم بالنشاط فيها واستغلته "قسد" لاحقاً لشن عمليات دهم واعتقالات.
الحذر يسود موقف "قسد" بعد فوز ترمب
في سياق متصل، أوضح بسام إسحاق، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الجناح السياسي لـ"قسد"، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن ما يسمعونه من المسؤولين الأميركيين من كلا الحزبين لم يتعدَ "الوعود الكلامية". وأضاف أن الحذر هو سيد الموقف حالياً بعد فوز ترمب، مشيراً إلى أن "قسد" تنتظر معرفة مشروعات الرئيس الجديد فيما يخص شمال شرقي سوريا، ومستقبل القوات الأميركية التي يبلغ عددها نحو 900 عنصر، خصوصاً وأن ترامب كان قد أمر بسحبها عام 2019 قبل أن يوقف القرار تحت ضغط من مستشاريه ووزارة الدفاع "البنتاغون".
وأشار إسحاق أيضاً إلى أن الموقف لا يزال غامضاً بشأن كيفية تعامل ترمب مع تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، مع التخوف من أن تأتي أي صفقة محتملة بين واشنطن وأنقرة على حساب "قسد".