أكد ناشطون وصحفيون عدم قدرتهم على الوصول إلى موقع تلفزيون سوريا بدون تشغيل خدمة الـ VPN أو برامج تجاوز الحجب في مناطق شمال شرقي سوريا المخدمة من شركة فالين المحتكرة للإنترنت.
وكشف مصدر من شركة فالين لموقع تلفزيون سوريا عن "فرض استخبارات قسد على شركة فالين المزود الوحيد لخدمة الإنترنت في مناطقها حجب العديد من المواقع عن مستخدمي خدمة الإنترنت".
وأشار المصدر إلى أن "قائمة الحجب تضم عشرات المواقع أبرزها مواقع سورية معارضة منها موقع تلفزيون سوريا وعنب بلدي وبلدي نيوز وغيرهم في حين مواقع النظام الرسمية ومنصات الإعلام الموالي له مستثناة من الحجب".
وضغطت "قسد" على إدارة الشركة لحجب مواقع إلكترونية كردية تابعة أو مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني إلا أن إدارة الشركة المزودة للخدمة بالكابل الضوئي في السليمانية رفضت الأمر خشية تعرضها لمشكلات من قبل سلطات الإقليم" بحسب المصدر.
لماذا حجبت "قسد" مواقع المعارضة؟
وقال ناشط إعلامي (لم يكشف هويته لأسباب أمنية) إن "حزب الاتحاد الديمقراطي ومن خلفه العمال الكردستاني عمل جاهداً على إنشاء قنوات وإذاعات وعشرات المنصات والوسائل الإعلامية المحلية للترويج لأفكار وسياسات معينة في مناطق شمال شرق سوريا".
ويرى الناشط أنه "رغم الزخم في النشر والدعم المالي الكبير، إلا أن تبني هذه الوسائل لخطاب إعلامي مؤدلج بشكل فاقع جعل منها منصات هامشية وغير مؤثرة على الرأي العام سواء في مناطق سيطرة قسد أو في بقية المناطق السورية".
وتابع: "في كل عام يغلق القائمون على ملف الإعلام في قسد وسائل إعلامية ويتم إنشاء منصات ومواقع إلكترونية جديدة في محاولة للالتفاف على الفشل المتكرر لهذه المنصات والتي تأخذ بعضها طابعا يستهدف السوريين في مناطق النظام والمعارضة وتحاول تبني خطاب إعلامي متزن بعيد عن المقاربة والدعم الصريح لـ الاتحاد الديمقراطي وقسد" وفق الناشط.
ويرى الناشط إن "إقدام الأجهزة الأمنية في قسد على حظر مواقع المعارضة يأتي من جراء بروز هذه المواقع كمصادر نشطة وأكثر موثوقية لدى السوريين عموماً في تغطية الأخبار والأحداث في مناطق شمال شرقي سوريا وحتى بقية المناطق السورية مقارنة بالوسائل الإعلامية التابعة لـ قسد أو النظام".
فرض DNS وأنظمة معينة على موزعي الإنترنت
قال مهندس شبكات وتقني معلومات لموقع تلفزيون سوريا إن شركة "فالين" فرضت مؤخراً على كافة موزعي الإنترنت في مناطق شمال شرقي سوريا استخدام عنوان DNS معين من قبلها وبرمجيات خاصة وحظرت كافة السيرفرات ممن يستخدمون عناوين مختلفة".
وبحسب المهندس الذي لم يكشف عن اسمه لدواع أمنية فإن "الخطوات التي قامت بها الشركة تأتي في إطار زيادة مستوى الرقابة على شبكة الإنترنت إلى جانب حجب المواقع على كافة الخوادم الرئيسية والفرعية والقدرة على الوصول لمعلومات أكثر حول المستخدمين وموزعي الأنترنت".
وأشار المهندس إلى أن "هذه الخطوات ساهمت في إضعاف سرعة الإنترنت لكون القيام بأي إجراءات أمنية بهدف مراقبة شبكة الإنترنت يساهم في زيادة الضغط على الخوادم والشبكة وبالتالي إضعاف سرعة الإنترنت وعدم استقرارها".
شركة "فالين" المالكة لـ RCELL
تحتكر شركة "فالين" خدمة تزويد مناطق سيطرة "قسد" بالإنترنت عبر الكبل الضوئي أو عبر خدمة الإنترنت من الجيل الرابع (4G) من خلال شركة "روجافا سيل" (RCELL) التابعة لها.
وتتبع "فالين" لشركة "IQ" العراقية ومقرها مدينة السليمانية وتشير مصادر تلفزيون سوريا إلى أن الشركة تتبع فعلياً لهيرو طالباني زوجة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
ورغم أنّ شركة "فالين" تعرّف عن نفسها بأنها شركة خاصة ويملكها رجل أعمال من مدينة المالكية بريف الحسكة، فإنها تحظى بدعم واسع من "الإدارة الذاتية" والأجهزة الأمنية التابعة لـ"قسد"، ولم يُسمح لأي جهة منافستها في توفير خدمة الإنترنت للمنطقة.
وفي مطلع العام 2019، أطلقت الشركة خدماتها تزامناً مع منع "الإدارة الذاتية" جميع أصحاب المحال وشركات توزيع الإنترنت، من استخدام الإنترنت التركي منعاً لـ"التجسّس" حسب قولها، وأجبرت الجميع على اعتماد شركة "فالين" مصدراً وحيداً للإنترنت.
وبحسب المصادر، كثيراً ما تتدخل الأجهزة الأمنية لصالح شركة "فالين" ضد مستثمرين وموزّعين للإنترنت، وتصادر أجهزتهم وتمنعهم من العمل في بعض المناطق، كما تضيّق الخناق على كل مَن يحاول منافسة الشركة.