أطلق ناشطون حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة شركة آرسيل - RCELL وهي مزود خدمة إنترنت والوحيدة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرقي سوريا، بعد اكتشاف انتهاكها خصوصية العملاء عبر جمع معلومات واسعة عن المشتركين بما فيها الوصول لموقع المشتركين ومراقبة الكاميرا والوصول إلى الصور والاستديو ومتابعة الروابط.
وتداول مئات المستخدمين خلال ساعتين من إطلاق الحملة وسم #آرسيلتنتهكخصوصيتنا_قاطعوها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل أسبوعين كشفت مصادر لموقع تلفزيون سوريا بأنّ شركة "RCELL" المملوكة لمؤسسة "فالين" أطلقت تطبيقاً يهدف إلى جمع معلومات دقيقة عن المشتركين.
ونشرت الصحفية والناشطة الحقوقية سيماف حسن منشوراً يتضمن صورة عن بنود الأحكام والشروط قبل التسجيل في تطبيق (ANA) يوضح منح التطبيق أذونات بالوصول إلى "معلومات تتعلق بالموقع وجهات الاتصال وصور ومعلومات أخرى من الكاميرا بما فيها مكتبة الصور".
وكذلك تنص أحكام التطبيق وفق المنشور على "كشف بيانات المشتركين للمحاكم والسلطات المحلية" في إشارة إلى قسد ومحاكمها.
وبعد نحو ساعة من إطلاق حملة الهاشتاغ حذفت الشركة صفحة الأحكام والشروط من صفحة التطبيق، دون توضيح الأسباب.
ونشرت الشركة بياناً على معرفاتها الرسمية نفت فيه أن تطبيق ANA يجمع معلومات مستخدمي المنصة، وتذرعت بأن الشروط والقيود الموجودة على التطبيق "تمت ترجمتها بطريقة تلقائية من التطبيق مما أحدث خطأ في صيغة النصوص والذي دفعنا لإزالتها من على المنصة وسيتم إعادتها بعد إجراء التعديلات اللازمة".
ولمح الصحفي جيان حاج يوسف إلى تواطؤ بين الشركة وأجهزة أمن النظام لمراقبة المشتركين في منشور على صفحته كتب فيه: "رضيان باختراق خصوصيتنا بشرط ما يكون برنامج التجسس بتمويل وتدريب من محور الممانعة".
وتوسعت دائرة المشاركة في الحملة التي انطلقت من مدينة القامشلي لتشمل صفحات ناشطين وصفحات محلية في مناطق الرقة ودير الزور وعين العرب ومنبج.
وشركة "RCELL" التابعة لـ مؤسسة "فالين" تزوّد مناطق سيطرة "قسد" في شمال شرقي سوريا، بالإنترنت (الجيل الرابع)، وذلك عبر كابل ضوئي من محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق.
تطبيق "ANA/ أنا"
وأطلقت الشركة في وقت سابق تطبيق "ANA/ أنا"، موضحةً عبر صفحتها على فيسبوك أن التطبيق "يهدف إلى جعل حسابك أكثر أماناً وأسهل استخداماً".
ويطلب التطبيق من المشتركين تحميل معلومات شخصية دقيقة مثل صور واضحة لوجه المشترك وصورة عن هويته الوطنية، إضافة إلى معلومات مفصّلة عن موقع إقامته يشمل الحي والشارع ورقم البناء.
وقالت المصادر إن "إطلاق التطبيق جاء بتوجيه من أجهزة استخبارات قسد ورعايتها، ويهدف إلى جمع معلومات دقيقة عن المشتركين ومراقبة نشاطهم على الإنترنت".
ووفق المعلومات المدونة في التطبيق، فإنّ "قسد" ستصبح قادرة على الوصول إلى معلومات واسعة عن المشتركين، ويشمل ذلك المطلوبين لخدمة "واجب الدفاع الذاتي" (الخدمة العسكرية الإجبارية)، وعن السياسيين والناشطين والصحفيين، بما يتضمن مناطق وجودهم ونشاطهم على الإنترنت.
وأوضح المصدر أنّ "المعلومات التي يوفّرها التطبيق هو تحديد هوية الشخص وموقعه وبالتالي يمكن وضع المستهدفين (من معارضين وناشطين وصحفيين ومطلوبين) تحت الرقابة"، كما يوفّر معلومات عن الوقت المستغرق وكمية استهلاك البيانات وطبيعتها ومواقع التصفّح".
شركة "فالين"
تحتكر شركة "فالين" خدمة تزويد مناطق سيطرة "قسد" بالإنترنت عبر الكبل الضوئي أو عبر خدمة الإنترنت من الجيل الرابع (4G) من خلال شركة "روجافا سيل" (RCELL) التابعة لها.
ورغم أنّ الشركة تعرّف عن نفسها بأنها شركة خاصة ويملكها رجل أعمال من مدينة المالكية بريف الحسكة، فإنها تحظى بدعم واسع من "الإدارة الذاتية" والأجهزة الأمنية التابعة لـ"قسد"، ولم يُسمح لأي جهة منافستها في توفير خدمة الإنترنت للمنطقة.
في مطلع العام 2019، منعت "الإدارة الذاتية" جميع أصحاب المحال وشركات توزيع الإنترنت، من استخدام الإنترنت التركي منعاً لـ"التجسّس"، وأجبرت الجميع على اعتماد شركة "فالين" مصدراً وحيداً للإنترنت.
بحسب المصادر، كثيراً ما تتدخل الأجهزة الأمنية لصالح شركة "فالين" ضد مستثمرين وموزّعين للإنترنت، وتصادر أجهزتهم وتمنعهم من العمل في بعض المناطق، كما تضيّق الخناق على كل مَن يحاول منافسة الشركة.