قررت السلطات الهولندية إيواء نحو ألف مهاجر بشكل مؤقت في باخرة سياحية ترسو في ميناء العاصمة أمستردام، وذلك بعد تدخلها قبل أيام ونقلها أكثر من 700 مهاجر كانوا يفترشون العراء أمام مركز استقبال تير أبيل شمالي البلاد.
وبدأت تحركات السلطات الهولندية بعد وفاة طفل رضيع في مركز تير أبيل، وتسليط الإعلام المحلي والدولي الضوء على المركز وسوء الخدمات المقدمة فيه، وعدم استيعابه لمئات المهاجرين الذين باتوا أسابيع في العراء أمام المركز، على أمل الوصول إلى الموظفين وتقديم أوراق اللجوء.
ويمكن للمهاجرين مغادرة السفينة التي ستبقى راسية في العاصمة لستة أشهر على الأقل، متى أرادوا.
وجرى استئجار السفينة التي تتسع لألف و500 شخص، بموجب اتفاق بين المدينة والحكومة المركزية، وكان أعلن وزير الدولة الهولندي لشؤون اللجوء إريك فان دير بورغ، في تموز الماضي، عن خطة لإيواء المهاجرين على متن سفن سياحية ترسو في موانئ محددة، إلا أن جمعيات عدة انتقدت الاقتراح ومنها مفوضية اللاجئين، قائلة إن جعل المهاجرين على متن سفن بدلاً من مراكز إيواء، ستعزل المهاجرين و”سيصبحون خارج المجتمع، وبالتالي مقيدي الحركة“، ما سيفضي إلى أزمات أكبر.
وأوضحت جمعيات أخرى منها مجلس اللاجئين الهولندي، أن عزل المهاجرين وطالبي اللجوء في سفن لا سيما من عاشوا عرضة لاعتقال وتعذيب، سيزيد من معاناتهم.
وفي حين يضع المهاجرون هولندا نصب أعينهم لعدد من الأسباب أهمها سرعة لم شمل عائلاتهم؛ شهد نظام الاستقبال في هولندا تحديات عدة في السنوات الماضية، ابتداء من نقص مراكز الاستقبال والإيواء إلى نقص في الموظفين والعاملين في وكالة اللاجئين الهولندية.
ويضطر كثير ممن حصلوا على صفة لاجئ إلى الإقامة في مراكز مخصصة لطالبي اللجوء وفق وكالة "أسوشييتد برس".
وسبق أن أعلنت الحكومة عن استخدام مواقع عسكرية سابقة بمنزلة مراكز إيواء، إضافة إلى سفينة تتسع لـ200 شخص على نهر آرنهيم، وأماكن أخرى في منشأة تابعة لإحدى الجامعات غربي البلاد، بمنزلة حلول لأزمة التسكين التي لا تزال تسعى إلى تجاوزها.
للحد من تدفق اللاجئين.. هولندا تجري تغييرات في قوانين "لم الشمل"
أعلنت الحكومة الهولندية عن عدة إجراءات لحل أزمة اللجوء التي تشهدها البلاد منذ أشهر وكان أبرزها التشديد "المؤقت" للم شمل أُسر طالبي اللجوء - الذين يشكل السوريون معظمهم - حيث قد تصل فترة انتظار طالبي اللجوء للم شمل ذويهم إلى مدة عام ونصف.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فإن الحكومة الهولندية وافقت على تدابير للحد من تدفق طالبي اللجوء، مشيرة إلى أن هذا التدابير "جزء من خطة رئيسية لتحسين استقبال طالبي اللجوء".
لم الشمل بعد الحصول على منزل
وأعلنت الحكومة أنها بسبب الازدحام ستفرض قيوداً مؤقتة على لم شمل الأسرة حتى عام 2023 وقال وزير اللجوء والهجرة إريك فان دير بورغ: "إن الإجراء يخفف الضغط على مراكز استقبال اللجوء"، مضيفاً بأن هذا الإجراء سيحد من وصول أفراد الأسرة بعد لم شملهم إلى تير آبل "خوفاً من بقائهم من دون رعاية".
ومع الإجراء الجديد، سيحصل الأقارب على تأشيرة (وبالتالي إذن بالحضور إلى هولندا) عندما يكون المنزل جاهزاً لهم.
إذا لم يكن هناك منزل متاح بعد خمسة عشر شهراً من تقديم الطلب، فسيبقى لديهم الحق بالحصول على تأشيرة للقدوم إلى هولندا.
وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية فإن هذا الإجراء سيطبق حتى عام 2023 ويأتي ذلك بسبب الازدحام في مراكز استقبال اللجوء في هولندا وخاصة في تير أبيل.
ووفقاً لشبكة "إن أو إس" فإن مركز تسجيل اللاجئين في تير أبيل ممتلئ منذ الخريف الماضي وأعداد اللاجئين ما زالت في ازدياد.
هولندا تنفي حظر اللجوء الكامل
وفي الأشهر الستة الأولى من هذا العام، جاء نحو 5700 من أقارب اللاجئين في سياق لم الشمل إلى هولندا، وفي المجموع وصل نحو عشرين ألف طالب لجوء جديد إلى هولندا خلال هذه الفترة.
وبحسب ما قالت وسائل الإعلام الهولندية، فإنه لم يكن الحظر الكامل على اللجوء أبداً خياراً، لأنه يتعارض مع المعاهدات الدولية التي تعد هولندا جزءاً منها.