icon
التغطية الحية

قتل بهدف السرقة.. تفشي المخدرات في السويداء يؤدي إلى جرائم مروعة

2024.08.19 | 13:46 دمشق

أدى انتشار المخدرات والكبتاغون في سوريا، إلى ارتكاب جرائم بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات
أدى انتشار المخدرات في سوريا إلى ارتكاب جرائم بهدف الحصول على المال لشرائها
السويداء ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • انتشار المخدرات في السويداء أدى إلى ارتكاب جرائم قتل وسرقة للحصول على المال لشراء المخدرات.
  • تعاطي المخدرات يشكل خطرا اجتماعيا كبيرا، حيث يدفع بعض الشباب إلى ارتكاب جرائم دون تفكير في العواقب.
  • تداول المخدرات في السويداء ازداد بعد عام 2013، مدفوعا بمجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السوري.
  • أنواع جديدة من المخدرات مثل "الكريستال ميث" دخلت السوق بعد 2018، مما زاد من خطورة الظاهرة.
  • الجرائم المروعة، مثل قتل شاب لوالدته وضحايا آخرين، أصبحت شائعة نتيجة لتعاطي المخدرات في المنطقة.

أدى انتشار المخدرات والكبتاغون في سوريا، إلى ارتكاب جرائم بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات، ففي السويداء جنوبي البلاد، أقدم شاب على ضرب والدته المسنة بأداة قاتلة على الرأس في حزيران الماضي بهدف الحصول على المال، في حين قام شابان يافعان بتخدير رجل مسن وقطع وريده لسرقة مصاغ ذهبي قبل أيام، والقاسم المشترك كان الحصول على المخدرات.

يشكل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين شريحة ليست قليلة من فئة الشباب واليافعين في محافظة السويداء، خطراً داهماً يهدد القيم والثوابت الاجتماعية، وقد أسهم بشكل كبير في انحلال الأخلاق لدى متعاطيها، ما يدفع  بعضهم لارتكاب جرائم قتل وسرقة بهدف الحصول على المال لشراء جرعة من المخدرات، دون أدنى تفكير بخطورة أو عواقب ما يقدمون عليه.

من الحشيش إلى الكريستال ميث

تعود ظاهرة تعاطي حشيش الكيف في السويداء إلى ما قبل عام 2011، لكنها كانت محدودة وتقتصر على أصحاب السوابق، وبعض الشباب الذين كانوا يعملون في لبنان، أما الانتشار الكبير للمخدرات بكل أصنافها فبدأ بعد عام 2013 حيث أسهمت بانتشارها مجموعات مسلحة تتبع أمنيا للنظام السوري، من دون أن تلقى أي مقاومة شعبية خوفاً من بطشها، وإثر ذلك أصبحت تباع المخدرات بشكل شبه علني.

وبدأ تداول المخدرات بأصنافها كلها في أوساط الشباب بشكل كبير حتى عام 2018، لكن وبعد القضاء على عصابة راجي فلحوط في عتيل، ومن ثم الحملة التي استهدفت أماكن وبسطات بيع المخدرات وملاحقة المروجين، أصبحت تباع للمتعاطين بحذر ودخل السوق أنواع جديدة وخطيرة من المخدرات "كالكريستال ميث والجمجمة" وغيرها من الأنواع الشديدة الإدمان ذات السعر المرتفع، والتي تذهب بعقول متعاطيها وتقودهم لفعل أي أمر مقابل الحصول عليها.

جرائم مروعة في السويداء

وقبل أكثر من شهر قتل أحد متعاطي الكريستال في قرية العفينة جنوبي المحافظة والدته، عن طريق ضربها بأداة نحاسية على رأسها بعد أن رفضت إعطاءه المال حين علمت أنه يدمن المخدرات، بحسب مصدر من الأمن الجنائي في السويداء.

وأضاف المصدر لموقع تلفزيون سوريا، أن رجلاً ستينياً يدعى "فاضل أبو دقة" من مدينة صلخد جنوبي المحافظة، فقد حياته، على يد يافعين مدمنين على المخدرات أواخر الأسبوع الماضي.

وأوضح أن "الشابين (ر ـ بالي ور ـ أشرف)، أصدقاء لابن المغدور، وكانا يعلمان أن المغدور يملك "طربوشا مطرزا من ليرات الذهب ورثه عن زوجته المتوفية"،  فقاما بزيارته متذرعين بأنهما على موعد مع ابن القتيل في منزل والده، وأشار المصدر إلى أن القاتلين طلبا من الضحية أن يحضر لهما الماء بعد أن قام بإعداد القهوة وإحضارها ليقوما بدس المخدر له في فنجانه، وبعد تخديره، بحثا عن الطربوش في المنزل لكن الرجل استفاق وبدأ بالصراخ، فأقدم رـ بالي على قطع شرايين يده بنية قتله خوفاً من أن يفضحهما".

وأردف المصدر؛ أن اليافعين نقلا جثة الرجل إلى أرض زراعية على أطراف المدينة فاكتشفا أنه لا يزال حيا فقاما بشنقه بحزام أحدهما حتى ضمنا موته، ليتم اكتشاف الجريمة بعد ساعات عندما وجد أحد الفلاحين الجثة، وأبلغ عنها، حيث تم اكتشاف أمرهما واعترفا بما ارتكباه".

وقال الجناة إنهما اقترفا تلك الجريمة بعد أن حاولا سرقته بهدف تأمين المال لشراء المخدرات، مشيرين إلى أن الضحية كان يعلم أنهما يتعاطيان، وقد قام عدة مرات بإقراضهما المال لشراء جرع المخدر لكنه في الفترة الأخيرة كان يرفض إعطاءهما المال.

ويقول معتز سعيد أحد الناشطين المدنيين لموقع تلفزيون سوريا؛ "قد تبدو هذه القصص ضربا من ضروب الخيال في مجتمع كمجتمع السويداء الذي يعنى بالعادات والقيم النبيلة لكن الحقيقة المرة هي أن ذلك بات يحدث فعلاً بجهود السلطات التي لم تجد أفضل من اللجوء للمخدرات من أجل ضرب المجتمع بعد عجزها عن إثارة االفتنة لتفكيك تركيبته التي اتصفت بالمتانة لعقود عدة".

يذكر أن معدلات جرائم القتل في مناطق سيطرة النظام السوري ارتفعت خلال العام الماضي 2023 مقارنة بالعام 2022، في حين شهدت معدلات الانتحار انخفاضاً طفيفاً.

وقال معاون المدير العام لـ"الهيئة العامة للطب الشرعي" التابعة للنظام، ياسر القاسم، إن معدلات جرائم القتل ارتفعت بين العامين بنسبة 0.71 بالمئة باختلاف الطرق "ما بين طلق ناري أو خنق أو ذبح أو طعن أو أذية انفجارية".