دخلت قافلة محمّلة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى شمال غربي سوريا، يوم الإثنين، وهي الأخيرة بموجب التفويض الممنوح للأمم المتحدة بإدخال المساعدات عبر الحدود.
ونشرت إدارة معبر "باب الهوى" عبر صفحتها الرسمية في (فيس بوك)، صوراً لشاحنات أممية محملة بالمساعدات، من دون أن تذكر عددها.
ويأتي ذلك في ظل انتهاء صلاحية موافقة مجلس الأمن الدولي على تسليم مساعدات من تركيا لعدة ملايين من المدنيين في شمال غربي سوريا، بينما يكافح أعضاء المجلس لإقناع روسيا بتمديد عملية الأمم المتحدة الضخمة لأكثر من ستة أشهر.
تأجيل التصويت على تمديد آلية إيصال المساعدات
أجّل مجلس الأمن الدولي، مساء الإثنين، التصويت على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سوريا، ليوم الثلاثاء، "لمواصلة المشاورات".
وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة بربرا وودورد التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر تموز الجاري، إن التصويت المقرر في العاشرة صباحاً (14,00 ت غ) الإثنين "تمّ تأجيله للسماح باستمرار المشاورات".
وأضافت "نريد أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل 4,1 ملايين سوري بحاجة ماسة للمساعدة. لذا فإن المفتاح هو إيجاد تفاهم"، وتنتهي الإثنين الآلية التي تم تجديدها لستة أشهر في كانون الثاني الفائت، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وسط تحذيرات من كارثة إنسانية..هل يمدد مجلس الأمن قرار تمديد آلية إدخال المساعدات؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) July 10, 2023
تقرير: عبد الجبار جواش @Abduljabbar_jaw#سوريا_اليوم #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/qIrxpFD3Uu
النظام يرفض تمديد المساعدات من معبري باب السلامة والراعي
وأمس الأحد، قالت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري نقلاً عن "مصادر دبلوماسية في نيويورك"، إن النظام السوري يرفض تمديد المساعدات من معبري باب السلامة والراعي، في حين لا يمانع من إدخالها من معبر باب الهوى ولمدة 6 أشهر فقط.
وبعد الزلزال، وافق النظام السوري على فتح معبرين حدوديين آخرين، لكنّ التفويض الذي منحه ينتهي في منتصف آب المقبل.
آلية إدخال المساعدات إلى سوريا
وتسمح الآلية التي تم إنشاؤها عام 2014 للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في شمال غربي سوريا من دون الحصول على موافقة النظام السوري الذي يعرقل مع روسيا التمديد.
وشملت الآلية في البداية أربعة معابر حدودية، لكن بعد سنوات من الضغط وخصوصاً من موسكو حليفة النظام، بقي معبر باب الهوى فقط قيد التشغيل، وتمّ تقليص فترة استعماله إلى ستّة أشهر قابلة للتجديد، ما يعقّد التخطيط للأنشطة الإنسانية.
وبحسب مصادر دبلوماسية عدّة، فإنّ القرار الذي أعدّته سويسرا والبرازيل المكلّفتان بالملفّ، ينصّ على تجديد التفويض لمدة عام على النحو الذي طالب به العاملون في المجال الإنساني.
لكنّ روسيا التي رفضت تمديد التفويض لمدة عام في تموز 2022، لا تزال تصرّ على تمديده لمدة ستة أشهر فقط، وفق المصادر نفسها.
وفي الأسبوع الماضي، جدّد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث مطالبته بفتح أكبر عدد ممكن من نقاط العبور لمدة عام على الأقلّ.
وقال غريفيث "إنه أمر لا يطاق بالنسبة لسكّان الشمال الغربي وللأرواح الشجاعة التي تأتي لمساعدتهم أن يمرّوا بهذه التقلّبات كل ستة أشهر"، مشيراً إلى أنّ وكالات الإغاثة تضطر في كل مرة لوضع مساعدات مسبقاً داخل سوريا تحسّباً لإمكانية عدم تمديد التفويض.
وتقول الأمم المتحدة إن أربعة ملايين شخص في شمال غربي سوريا، معظمهم من النساء والأطفال، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للإستمرار بعد سنوات من النزاع والأزمات الاقتصادية وتفشي الأمراض والفقر المتزايد الذي فاقمه زلزال شباط المدمر.