برأ محققان قبرصيان ضباط شرطة من تهمة إساءة معاملة لاجئة سورية حامل وصلت إلى الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط على متن قارب قادم من لبنان في آب الماضي.
وخلص المحققون في قضية اللاجئة الحامل إلى أنه لا توجد أي مخالفات ارتكبها ضباط الشرطة، على الرغم من أنهم أجبروها على الانفصال عن زوجها وأولادها فور وصولهم إلى الأراضي القبرصية، حيث اضطرت لقضاء الليل على رصيف الميناء بحجة عدم وجود مكان لإيوائها.
وعلى الرغم من أن المرأة لم تتلق رعاية مناسبة وأنجبت وحدها بعد وقت قصير من وصولها إلى قبرص على متن قارب من لبنان فإن المحققين الجنائيين اللذين عينتهما "هيئة التحقيق المستقلة" بشأن الادعاءات والشكاوى ضد الشرطة، أقرا بعدم وجود مخالفات ارتكبها الضابطين.
وتعرضت معاملة اللاجئين، الذين أُعيدوا إلى لبنان، لانتقادات شديدة بعد أن تم فصل الزوج وطفلي المرأة السورية الحامل قسراً عنها وإعادتهم إلى حيث وصلوا، ما اعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وناقش البرلمان في قبرص اليونانية يوم 23 أيلول الماضي، إساءة شرطة البلاد معاملة لاجئة سورية حامل وصلت إلى الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط على متن قارب قادم من لبنان.
وذكرت صحيفة "haberler" التركية، أن فصل اللاجئة السورية الحامل عن أطفالها وزوجها والمعاملة "اللاإنسانية والمهينة" التي تعرضت لها، نُوقشت على جدول أعمال اجتماع لجنة حقوق الإنسان في برلمان قبرص، وطُلب من الشرطة تقديم توضيح بشأن هذه الحادثة.
الجدير بالذكر أن المرأة ورضيعها موجودان حالياً في مركز استقبال "Kofinou" لطالبي اللجوء.
كم عدد اللاجئين السوريين في قبرص؟
ووقعت قبرص اتفاقية مع الحكومة اللبنانية العام الماضي، تقضي باستعادة لبنان أي شخص يحاول الوصول إلى الجزيرة عبر البحر بالقوارب.
وعلى الرغم من انتقادات منظمات حقوق الإنسان لهذه الاتفاقية لكونها تنتهك القانون الدولي، فإن المهاجرين لا يُمنحون الفرصة لتقديم طلب اللجوء.
وفي وقت سابق، طالبت قبرص، التي تبعد 170 كيلومتراً عن سوريا و 230 كيلومتراً عن لبنان، وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" بوقف تدفق المهاجرين الوافدين من دول من بينها تركيا وسوريا ولبنان.
ومنذ العام 2019، وصل أكثر من 1337 سورياً إلى قبرص عن طريق البحر، وتقول الحكومة القبرصية إن عدد المهاجرين الذين تلقوا أو تقدموا بطلبات للحصول على الحماية في قبرص يمثّل 4% من السكان، البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة.
ووفق بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، طلب منذ العام 2011 أكثر من 12 ألف سوري اللجوء في قبرص، مُنح 8500 منهم وضع الحماية الدولية، في حين رفضت طلبات البقية.