ملخص
- بشار الأسد مسؤول عن كارثة بيئية وإنسانية في سوريا.
- تراكم الأنقاض والمواد الخطرة في المناطق المتضررة.
- تأثير الحرائق وتسربات النفط على صحة السكان.
- استخدام المياه كسلاح حرب سبّب مشكلات صحية خطيرة.
- الإنتاج اليومي للنفايات في سوريا 850 طناً.
دعا تقرير أعدّه قاضٍ سابق في المحكمة الجنائية الدولية لإلغاء دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور قمة المناخ "كوب 28" هذا الشهر في الإمارات، مؤكداً أنه "مسؤول عن كارثة بيئية وإنسانية واضحة ومستمرة في سوريا".
وقال القاضي السابق في الجنائية الدولية، السير هوارد موريسون، إن بشار الأسد "مسؤول عن الدمار الشامل والأضرار التي لحقت بالبيئة" في سوريا، من خلال الهجمات التي شنتها قواتها، وحملات القصف واستخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب المستمرة منذ سنوات في سوريا.
وأضاف موريسون أن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا موثقة بشكل جيد، ولكن بسبب الطريقة التي دمرت بها البلاد بشكل منهجي علينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار الأثر البيئي الهائل نتيجة للدمار الذي لحق بالمدن، والاعتداءات المستمرة على المنشآت النفطية"، وفق ما نقلت قناة "سكاي نيوز" البريطانية.
أنقاض ونفايات وأمراض
وبناء على طلب مجموعة من السوريين، أعد السير هوارد موريسون تقريراً عن الانتهاكات البيئية المرتكبة في سوريا، ومن المقرر تقديمه إلى البرلمان البريطاني اليوم الأربعاء.
وقال التقرير إن تدمير الأسد للمدن السورية أدى إلى تراكم أنقاض النزاع على نطاق واسع، والتي يمكن أن تحتوي على مواد خطرة تشكل مخاطر بيئية، في حين تسببت الهجمات على صناعة النفط في سوريا بحرائق وتسربات دمرت مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة وأراضي الرعي وقتلت الماشية.
ووفق التقرير، فإن "حرائق النفط وتسرباته كان لها تأثير خطير على صحة السوريين، بما في ذلك زيادة أمراض الجهاز التنفسي والأمراض التنفسية، في حين أبلغت النساء عن تعرضهن لإجهاز متكرر بعد تسرب النفط".
وذكر أن المياه تستخدم في سوريا "كسلاح حرب"، موضحاً أن عدم حصول السوريين على مياه آمنة ونظيفة يؤدي إلى مشكلات صحية لا تعد ولا تحصى، في حين أن الأضرار التي لحقت بأنظمة الصرف الصحي للمياه أدت إلى تلويث المياه الجوفية".
مشكلات بيئية حادة
ويقدّر التقرير الإنتاج اليومي من النفايات في سوريا بنحو 850 طناً يومياً، وتترك النفايات الزائدة في الشوارع أو تشعل فيها النيران، مما يؤدي إلى إطلاق أبخرة وسموم خطيرة.
وعن الغطاء الحراجي في سوريا، قال التقرير إنه "تم تقليصه بشكل ينذر بالخطر" خلال السنوات الماضية، بسبب الحاجة إلى الفحم والحطب ونتيجة للقتال.
وحذّر التقرير من أن ذلك "يؤدي إلى مشكلات بيئية حادة، بما في ذلك زيادة خطر الفيضانات وانخفاض في التنوع البيولوجي".
تناقض وجود الأسد في القمة
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل إلغاء دعوة بشار الأسد لقمة الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، المزمع عقده بالإمارات في 30 من تشرين الأول الجاري، مؤكداً على ضمان أن تتناول القمة الانتهاكات البيئية الواسعة النطاق، التي يرتكبها رئيس النظام السوري وقواته.
وعن سبب عدم دعوة الأسد لحضور القمة، قال القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية إن "أي صراع كبير سيؤدي إلى الكثير من الدمار والموت، بغض النظر عن الحقوق والأخطاء السياسية أو الأخلاقية للصراع، لكن في سوريا، كان هناك هجوم طويل ومتعمد على مدن ومنشآت، حيث التأثير البيئي يفوق بكثير الضرورة العسكرية".
وأشار السير هوارد موريسون إلى أن "هناك تناقضاً في وجود شخص في مؤتمر بيئي مسؤول عن مثل هذه الأضرار البيئية الفظيعة، والتي كان يمكن تجنبها".