كشفت مصادر محلية في اللاذقية عن انتشار شبكات كبيرة منظمة لتقديم خدمات الدعارة في الساحل السوري، يديرها شخصيات سابقة في ميليشيات "الدفاع الوطني" والأجهزة الأمنية، ويتخذ بعضها من المدينة الرياضية في اللاذقية مركزاً لها.
وأشارت المصادر المحلية أن هذه الشبكات باتت تسيطر على معظم العاملين في هذه المهنة، وتؤمن لها الحماية، مقابل كسب أموال طائلة، كما أنها باتت تضم عشرات النساء إليها مستفيدة من سوء الأوضاع الاقتصادية لاسيما النساء الأرامل.
وأفادت أن "راضي إبراهيم" وهو قيادي سابق بما يسمى "الأمن القومي" في اللاذقية، و"عادل صالح" قيادي سابق بـ "الدفاع الوطني" المعروف في جبلة، هما أبرز الوجوه الأمنية التي تشرف على عمل هذه الشبكات.
اقرأ أيضاً.. جريمتان تهزان اللاذقية.. مقتل فتاة بعد اغتصابها وأخ يقتل أخاه
وأكدت المصادر أن سكاناً في حي الجبيبات (شرق مدينة جبلة) قدموا قبل أيام شكوى رسمية إلى قائد شرطة المنطقة العميد بشار راجح لإغلاق بيوت دعارة ضمن عمارات سكنية باتت تنتشر بشكل واسع في الحي، إلا أنه لم يتحرك أحد، في رسالة واضحة أن ما يحدث هو بعلم ورعاية أجهزة الدولة، وأن على السكان أن يلزموا الصمت ولا خيار لديهم.
وأوضحت في الوقت ذاته أن كل منطقة لها مسؤول عن هذه المجموعات يعملون بتنسيق معه، ويؤمن لهم الحماية مقابل مقاسمتهم الأرباح، وهذا المسؤول يعينه قادة المليشيات والأفرع الأمنية من مركز قيادتهم الذي أصبح في المدينة الرياضية.
اقرأ أيضاً: بسبب "التنمّر".. جريمتا قتل وطعن في اللاذقية (صور)
أين تتوزع شبكات الدعارة؟
من جانب آخر قال مسؤول "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي في تصريح لموقع "تلفزيون سوريا" إن عناصر الميليشيات المنحلة في الساحل السوري "باتت تحظى بنفوذ أكبر من أجهزة الشرطة، وتعمل بتنسيق كبير مع أجهزة الأمن في التهريب ونشر المخدرات والممنوعات كما باتت هي الراعي حالياً لشبكات الدعارة".
وأشار "جبلاوي" إلى أن انتشار هذه الشبكات لم يعد كالسابق مقتصراً على أماكن محددة كالمقاصف أو حتى بعض المنازل المنعزلة بل باتت تتوزع ضمن العمارات السكنية وبشكل علني.
في حين أكد ناشطون ومصادر محلية في اللاذقية تواصل معها موقع "تلفزيون سوريا" أن شبكات الدعارة تتوزع بشكل رئيسي في المقاصف المعروفة بالمحافظة مثل مقصف "القصبجي"(على طريق اللاذقية- جبلة) و"الشاطئ الأزرق" في اللاذقية و"الشاطئ الذهبي" في طرطوس، وهذه تعمل بشكل علني.
كما تنتشر شبكات أخرى في المنازل والعمارات السكنية، وتتركز غالباً في الضواحي، حيث أكدت المصادر أن ضاحية "السكن الشبابي" في اللاذقية، وضاحية "المجد" في مدينة جبلة باتت منطقة معروفة بهذه الشبكات التي تعمل بشكل شبه علني.
ولفتت المصادر أن المشكلة لا تتمثل بانتشار هذه الشبكات فحسب بل في طريقة ترويجها، وإيقاع ضحاياها من خلال نشر الفتيات في الحدائق العامة، وفي ساحات رئيسية، وأسواق لاستدراج الشبان بشكل فاضح، دون مراعاة للأخلاق والثقافة الاجتماعية.
اصطياد الفتيات:
لا يمكن فصل انتشار شبكات الدعارة في اللاذقية عن الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها المحافظة جراء الفقر والأزمات المعيشية وارتفاع نسبة الذين يحتاجون للإعالة، إلا أن توظيف نساء بهذه الأعمال واستغلالهن بات "سياسة ممنهجة" وفق ما يرى الناشط الإعلامي محمد اللاذقاني.
ويوضح الناشط في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا حديثه بالقول: "هناك من يستغلون بعض أخطاء الفتيات، ويصطادوهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإجبارهن على هذه الأفعال، أو فضحهن، والمشكلة الأساسية أن هؤلاء الفتيات لا يتوفر لهن أي حماية، لاسيما أن من يهددهن هم أشخاص متنفذون في قوى أمنية، لا قدرة للشرطة على ملاحقتهم أو رد حقوق الفتيات".
ويتابع "اللاذقاني" مشكلة الدعارة هي حلقة ضمن سلسلة كبيرة من المشكلات الاجتماعية المنتشرة في المحافظة، وهي تتصل بشكل مباشر بالمخدرات التي تروجها الميليشيات والفقر والاستغلال.. في أي مكان تغيب عنه الحقوق والسلطة ويترك لقطاعي الطرق والعصابات حرية العمل فإن النتائج ستكون هكذا".
تساهل في الإجراءات:
من جانب آخر تحدث محامٍ سوري يعمل في اللاذقية (فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) عن تساهل كبير من قبل أجهزة الشرطة والأمن في التعامل مع شبكات الدعارة رغم كثرتها حالياً، وأضاف أن بعض الحالات التي كان على اطلاع عليها تم إطلاق سراحه بعد أيام قليلة دون أي تدخل من القضاء وذلك بعد تدخل وساطات ومعارف.
ونوه المحامي أن التحقيقات تقتصر في الغالب على الأشخاص الذين يتم إمساكهم بالواقعة، دون التحري والبحث عن المشغلين الأساسيين والمستفيدين، كما أكد على عدم وجود رغبة حقيقية من قبل الأجهزة الأمنية بملاحقة هذه الشبكات، رغم خطورتها الكبيرة على المجتمع.
اقرأ أيضاً: عنصر سابق في الفيلق الخامس يقتل بناته الثلاث وينتحر (صور)