قال قادة الأردن ومصر وفرنسا، الملك عبد الله الثاني، والرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون، إنّ الخسائر البشرية في غزة "لا تطاق"، مشدّدين على "الحاجة الملحة" لوقف إطلاق النار في القطاع.
جاء ذلك في مقالة مشتركة، نشرتها، أمس الإثنين، صحف: الرأي الأردنية، والأهرام المصرية، ولوموند الفرنسية، وواشنطن بوست الأميركية.
وأفاد القادة بأنّ "الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تتسبّب فيها يجب أن تنتهي الآن، لا يمكن للعنف والإرهاب والحرب أن يجلبوا السلام إلى الشرق الأوسط، لكن حل الدولتين سيحقق ذلك، فهو الطريق الوحيد الموثوق به لضمان السلام والأمن للجميع".
وأضافوا: "قبل عشرة أيام، اضطلع أخيراً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمسؤوليته من خلال المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، في خطوة حاسمة يجب تنفيذها بالكامل دون مزيد من التأخير".
وتابع القادة: "نحن قادة مصر وفرنسا والأردن، وعلى ضوء الخسائر البشرية التي لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".
وأردفوا: "نؤكد على الضرورة الملحة لتنفيذ مطلب مجلس الأمن بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن، ودعمنا للمفاوضات التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار والرهائن والمحتجزين".
وأمس الإثنين، عاد وفد التفاوض الإسرائيلي من العاصمة المصرية القاهرة برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع، إلى إجراء مزيد من المشاورات في "تل أبيب".
وتسعى وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وهدنة ثانية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد الأولى التي استمرت أسبوعاً، حتى مطلع كانون الأول الماضي.
وحذّر القادة الثلاثة من "العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، التي نزح إليها أكثر من 1.5 مليون مدني فلسطيني"، مشيرين إلى أنّ "مثل هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير القسري الجماعي لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمي".
ومساء أمس، تحدّث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن "تاريخ محدد" لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لتحقيق ما سمّاه "النصر الكامل" على حركة حماس، دون أن يكشف عن ذلك الموعد، رغم تحذيرات دولية من أي عملية عسكرية في المدينة التي تعد الملاذ الأخير لنازحي القطاع.
وقال القادة: "لم يعد الفلسطينيون في غزة يواجهون مجرد خطر المجاعة، فالمجاعة بدأت بالفعل، وثمة حاجة ملحة إلى زيادة هائلة في تقديم المساعدة الإنسانية وتوزيعها، هذا مطلب أساسي لقراري مجلس الأمن رقمي 2720 و2728، اللذين يؤكدان الحاجة الملحة لتوسيع إمدادات المساعدات".
ومن جرّاء الحرب والقيود الإسرائيلية التي تنتهك القوانين الدولية، بات سكان قطاع غزة، ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من ستة أشهر، حرباً مدمّرة على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية رسميّة، ما استدعى محاكمة "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".