يستذكر السوريون في الـ 21 من آب من كل عام تفاصيل المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام في غوطتي دمشق عام 2013 بالسلاح الكيماوي والتي راح ضحيتها 1144 شخصاً، لكن هنالك عائلات فنيت بكاملها ولم يكن فيها ناجون يروون تفاصيل اللحظات الأخيرة التي مروا بها قبل موتهم.
تصادف اليوم الذكرى السنوية الثامنة لواحدة من أفظع وأبشع المآسي التي تعرض لها الشعب السوري في تاريخه الحديث، وبشكل خاص أهالي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، اللتين استخدم النظام السوري ضدَّهما السلاح الكيماوي في 21/ آب/ 2013، بهجوم وصفته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأنه أضخم هجوم عرفه العالم بالأسلحة الكيماوية بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، التي دخلت حيِّز التنفيذ في 29/ نيسان/ 1997.
تفاصيل الهجوم.. التوقيت والأسلوب يؤكدان تقصد ارتكاب إبادة جماعية
شنَّ النظام السوري ليلة الأربعاء 21/ آب/ 2013 قرابة 4 هجمات بأسلحة كيماوية على مناطق مأهولة بالسكان في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية (بلدة معضمية الشام) بمحافظة ريف دمشق، استخدم فيها ما لا يقل عن 10 صواريخ محملة بغازات سامة.
وتقدر سعة الصاروخ الواحد بـ 20 ليتراً، أي أن المجموع الكلي 200 ليتر، حيث تم إطلاق الصواريخ عبر منصات إطلاق مُخصصة بعد منتصف الليل، واستخدمت كميات كبيرة من غاز السارين؛ فيما يبدو أنه نية مبيّتة ومقصودة لإبادة أكبر عدد ممكن من الأهالي حين تباغتهم الغازات وهم نيام؛ الأمر الذي يُـخفّض من فرص النجاة.
كما أن مؤشرات درجات الحرارة تلك الليلة كانت تشير إلى انخفاضها بين الساعة الثانية والخامسة فجراً؛ ما يؤدي إلى سكون الهواء، وبالتالي عدم تطاير الغازات السامة الثقيلة، لتبقى قريبة من الأرض؛ ما سيتسبب بوقوع أكبر قدر ممكن من الضحايا بين قتلى ومصابين، الأمر الذي يسهم لاحقاً في إرهاب الناجين من الهجوم ويرسل لهم ولبقية الشعب السوري رسالة تحذير من مغبة الاستمرار في مناهضة حكم الأسد.
وأكدت الشبكة السورية في تقريرها أن ما سبق ذكره يجعلها تعتقد بوجود نية وتخطيط دقيق لدى النظام السوري يهدف إلى إبادة أكبر قدر ممكن من الشعب السوري الذي طالب بتغيير حكم العائلة وخرج عن سيطرته ورغبات الأجهزة الأمنية.
إضافة إلى ما سبق، فقد ساهم الحصار المفروض على الغوطتين الشرقية والغربية من قبل النظام منذ نهاية عام 2012، ومنع إدخال الوقود والمحروقات، وعدم توافر الأدوية والمعدات اللازمة لعلاج المصابين؛ في ارتفاع حصيلة الضحايا أيضاً.
جميع الأسباب المذكورة آنفاً ساهمت في سقوط هذا الكمِّ الهائل من الضحايا بين قتلى ومصابين، سجَّلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالاسم والتَّفاصيل مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، يتوزعون إلى:
- 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 امرأة (أنثى بالغة)
- 25 من مقاتلي المعارضة المسلحة
كما سجلت الشبكة السورية إصابة 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
عائلات فقدت أكثر من 10 من أفرادها
واصلت فرق الإسعاف والإنقاذ الليل بالنهار في ليلة المجزرة، ومع ساعات الصباح الأولى بدا المشهد أكثر وضوحاً، فالجثث تملأ أروقة المشافي الميدانية وتتكدس خارجها على جوانب الطرق.
عثر الأهالي على جثث أبنائهم وذويهم بعد ساعات من البحث بين المستشفيات المكتظة، حيث تشابهت الوجوه في الأعراض والملامح والبياض.
وفي حين ذهب البعض لدفن جثث ذويهم، وبدأت الجرافات تجهز القبور الجماعية، وظن أهالي الغوطتين أن حصيلة ضحايا المجزرة قد اكتملت، بدأ الأهالي يعثرون على مزيد من الجثث في المنازل، فقد ماتت عوائل بأكملها حيث تسكن.
وحصل موقع تلفزيون سوريا من الشبكة السورية لحقوق الإنسان على إحصائية بعدد العائلات التي فقدت أكثر من 10 أشخاص من أفرادها:
15 ضحية و ما فوق:
- عائلة غازي – زملكا
- عائلة النداف - زملكا
- عائلة اللحام - زملكا
- عائلة زغيب - زملكا
- عائلة محيي الدين - زملكا
بين 10 - 15 ضحية
- عائلة سليمان – زملكا
- عائلة الدباس- زملكا
- عائلة رسلان - زملكا
- عائلة حزرومة - جوبر