أدى الارتفاع الكبير والمستمر للأسعار في مناطق سيطرة النظام السوري إلى تخلي الكثير من المواطنين عن المواد الغذائية الأساسية، حيث باتت عظام الذبائح بديلاً عن اللحم بالنسبة لعدد كبير من السوريين.
ونقل موقع (أثر برس) المقرب من النظام عن رجل ستيني في دمشق أن "اللحم لم يعد متاحاً للفقراء إطلاقاً". مضيفاً أن "عظام الذبائح التي كان يرميها الجزارون سابقاً أو تقدم مجاناً من أجل وضعها تحت الوجبات الدسمة كورق العنب والمحاشي، تباع اليوم بالكيلو في الأسواق وبأسعار تصل إلى الآلاف".
وأشار إلى أن "الكثير من السوريين يقبلون اليوم على شراء العظام بدل اللحم الذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير، ويستعيضون عنه بالعظام المغلية مع الشوربا أو المطهية مع الرز والبرغل وغيرها من الوجبات التي ما تزال ممكنة".
ويقول صاحب محل لبيع اللحوم في سوق باب سريجة بدمشق، إن "العظام تعطي الرائحة نفسها التي يقدمها اللحم وبعض الدسم، لذلك نلاحظ الإقبال عليها نتيجة رخصها". مبيناً أن "الاستهلاك والطلب خفيف على اللحوم الحمراء، كما أن العرض انخفض بشكل واضح".
أسعار اللحوم في سوريا
ووصل سعر كيلو هبرة الغنم مع 25 في المئة دهن في الأسواق السورية إلى 45 ألف ليرة، في حين سعرت "وزارة التجارة الداخلية" في حكومة النظام السوري الكيلوغرام بـ 33 ألف ليرة. أما كيلو الهبرة الخالية من الدهن فوصل إلى 50 ألف ليرة.
أما كيلو لحم العجل الخالي من الدهن، فوصل سعره إلى 40 ألف ليرة، في حين حددت "التجارة الداخلية" سعره بـ 30 ألفاً، كما بلغ سعر هبرة البقر الرسمي 25 ألفاً، أما الشرحات والموزات 26 ألفاً. وفق (أثر برس).
انخفاض الطلب على شراء اللحوم
وكان رئيس "جمعية اللحامين" في دمشق وريفها أدمون قطيش كشف لصحيفة (الوطن) المقربة من النظام قبل أيام، عن انخفاض الطلب بشكل واضح على سوق اللحوم والفروج بسبب الغلاء، نتيجة ارتفاع أسعار العلف ومختلف المستلزمات، والظروف الراهنة التي انعكست على استهلاك المادة، في ظل تدني دخل المواطن.
واستغنى كثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام عن شراء اللحوم والفروج والبيض وغيرها من المنتجات الحيوانية نتيجة ارتفاع أسعارها، وبات المواطنون يشترون اللحوم بالأوقية. وازداد الأمر سوءاً مع رفع الدعم عن آلاف العائلات وارتفاع سعر المازوت والخبز، في ظل انهيار الليرة السورية وتلاشي قيمتها الشرائية مع تدني الرواتب بالقطاعين العام والخاص.