أعلنت مؤسسة محمود درويش، فوز كل من الكاتب السوري فاروق مردم بيك والصحفي السوري صبحي حديدي بجائزة "محمود درويش للإبداع 2022".
جاء ذلك خلال حفل أقامته المؤسسة في قاعة الجليل بمتحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مدينة رام الله، أمس الأحد، حيث أعلن رئيس مجلس أمناء المؤسسة، رامز جرايسي أسماء الفائزين.
وتوزعت الجائزة على 4 فائزين هم: "فلسطينياً الناقد فيصل دراج، وعربياً فاز بالجائزة مناصفة صديقا محمود درويش، الناقد صبحي حديدي والكاتب والمترجم والناشر فاروق مردم بيك، اللذان قاما بنشر نصوص محمود درويش، وعالمياً فاز (صديق الشعب الفلسطيني) المغني والمؤلف الموسيقي روجر ووترز لمواقفه الشجاعة والواضحة تجاه فلسطين وشعبنا"، بحسب جرايسي.
وسلّم الجوائز للفائزين ومن ينوب عنهم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمود دوريش زياد أبو عمرو، ونائبه رامز جرايسي، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد.
من جهته، قال عضو لجنة الجائزة نبيه القاسم، نيابة عن رئيس اللجنة واسيني الأعرج، إن "الجوائز منحت تقديراً لأعمال الفائزين، شاكراً مؤسسة محمود درويش على توفير كل أجواء النجاح لعمل اللجنة".
وأضاف القاسم: "بعد اجتماعات عديدة ونقاشات مثمرة، قررت لجنة تحكيم جائزة محمود درويش في جلستها الأخيرة بتاريخ 20 كانون الثاني 2022، عبر تطبيق زوم، اختيار شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية".
الفائز الفلسطيني فيصل دراج
ولفت إلى أن "الجائزة مُنحت للناقد الفلسطيني الكبير الدكتور فيصل دراج، لتفانيه في عمله النقدي والمعرفي، من أجل تثبيت مفهوم حقيقي للنقد، يعتمد على آليات موضوعية من دون التفريط في جماليات النصوص".
بدوره قال فيصل دراج في كلمة بعث بها إلى الحفل "جمع محمود درويش بين عشق فلسطين والدفاع عن حرية الإنسان في كل مكان سائراً من هواء الجليل إلى أحزان الهندي الأحمر".
وأضاف "يُتذكر محمود درويش اليوم تلميذاً ومعلماً وقائداً ونرى في قصائده سماء فلسطين وأرضها ونصغي إلى أحمد في تل الزعتر".
الفائزان العربيان مردم بيك وصبحي حديدي
وأشار نبيه القاسم إلى أنه "نظراً لأهلية الكثير من المترشحين العرب، من صناع السينما والفنون البصرية والإبداع الأدبي، للفوز بجائزة محمود درويش، ومع صعوبة الفصل بين الكثير من مستحقي الجائزة بامتياز، فقد اجتهدت اللجنة، في إطار ما يخوله لها القانون، بمنح الجائزة مناصفة بين شخصيتين مرموقتين في الثقافة العربية، قدمتا الكثير لفلسطين، ولمحمود درويش ولأعماله من أجل الحفاظ على ذاكرته الأدبية حية دوماً.
وأوضح أن الفائز الأول هو "الناشر فاروق مردم بيك، مدير السلسلة العربية في دار آكت-سود Actes Sud قام برعاية أعمال درويش رعاية كاملة، نشراً ومتابعة وترجمة إلى اللغة الفرنسية، وسمح لمدونة درويش الأدبية، بأن تلقى الاهتمام الذي يليق بها، في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية".
وأردف أن الفائز العربي الثاني هو "الناقد صبحي حديدي الذي جمعته صداقة ثقافية بمحمود درويش، فكان من أهم المتابعين لأعماله نشراً ونقداً.
وفي إطار ذلك قال مردم بيك في كلمة أرسلها إلى الحفل "لكل مولع بالشعر قصة مع محمود درويش، وقد شاء القدر أن تكون قصتي معه طويلة متشعبة، وأن تزدحم أحداثها في ذاكرتي، قارئاً وصديقاً ومترجماً وناشراً".
وأضاف "لم أكن مع ذلك أتوقع أن يتفضل القائمون على مؤسسة محمود درويش ولجنتها التحكيمية بمنحي جائزة تحمل اسمه، هي الأغلى في نظري ولست الأجدر بها".
من جهته، عبر حديدي عن اعتزازه "الشديد بهذا التكريم الفائق لأنه يحمل اسم الشاعر الفلسطيني الكوني الكبير، وبهجتي غامرة على نحو خاصّ لأنّ فلسطين تلتفت اليوم إلى اثنين من أبناء سوريا، البلد الذي أحبه محمود درويش وكتب عنه بحرارة وتضامن وانتماء، وزاره مراراً، وتزوج منه".
وأردف"هذه الجائزة تضيف دَيْناً جديداً إلى ديون درويش الشعرية والجمالية والأخلاقية الكثيرة التي تراكمت في ذمتي، وتعاقبت على امتداد أربعة عقود".