icon
التغطية الحية

غياب الرقابة وارتفاع الأسعار يحولان مولات دمشق إلى مكان للتنزه

2023.03.11 | 13:17 دمشق

أسعار مرتفعة في مولات دمشق
تبيع المولات في دمشق بأسعار أعلى من الأسواق
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

تخسر مولات دمشق زبائنها شيئاً فشيئاً حتى باتت أغلبها شبه فارغة من الزبائن الراغبين بالشراء فعلياً، واقتصر الحضور في العطل إما "لتغيير الجو" وفقاً للبعض، أو لتناول الوجبات السريعة التي تشهد تراجعاً كبيراً في الإقبال أيضاً.

وفي جولة لموقع تلفزيون سوريا على مول شام سنتر وداماسكينومول وتاون سنتر ومول المزة وقاسيون مول بدمشق خلال الأسبوع الماضي، بدت المولات شبه فارغة تماماً من الزوار، حتى محلات الوجبات السريعة التي كانت الأكثر جذباً لشريحة زوار تلك الأماكن في العطل، في حين كان عدد المتجولين ضمن المول أكبر يوم الجمعة، بينما بقيت المحلات شبه فارغة دون تسجيل حركة في البيع والشراء.

أغلب محلات الألبسة في المولات قدمت عروضاً وخصومات حتى 70 في المئة لبعض الماركات، لكن ذلك لم يكن جاذباً، يقول عدنان أحد زائري المول إن الأسعار بعض التخفيضات تعتبر من "كوكب المريخ" على حد تعبيره فسعر البنطال 100 ألف ليرة على سبيل المثال بعد التنزيلات بينما يمكنه شراؤه بـ70 ألف خارج المول.

مولات دمشق للتسلية

عدنان شاب يدرس في كلية الحقوق بالسنة الرابعة، ويعمل كاشيير (محاسب) في محل للشاورما بدمشق، يؤكد أنه يقوم وأصدقاؤه بالتجول في المولات أيام الجمعة فقط كنوع من "تغيير الجو" بدلاً من المشي في الشوارع وخاصةً في الأيام الماطرة والباردة التي يكون فيها المول دافئاً وملاذاً مناسباً.

عدنان وأصدقاؤه لا يشترون حتى "علبة الكولا" من المول وفقاً لحديثه، التي يزيد سعرها عن أي محل في الخارج 50 في المئة على الأقل. ويؤكد ذلك بسام وهو أب لـ3 أطفال، حيث قال إن المولات باتت "متوحشة" بأسعارها غير المنطقية، مشيراً إلى أن علبة الكولا التي تباع بـ5500 ليرة خارج المول، تباع في المول بـ7500 ليرة، بينما أرخص بالون يمكن أن يحمله الطفل بـ10 آلاف ليرة.

يعاني بسام من عدم قدرته على تسلية أطفاله بالعطلة، حيث كان يأخذهم سابقاً إلى المول للعب بالألعاب خاصةً في فصل الشتاء، لكنه أشار إلى أن أسعار الألعاب باتت غير منطقية حيث تبدأ من 4 آلاف ليرة للطفل وتصل إلى 7 آلاف ليرة لبعض الألعاب، وقد يحتاج إلى 50 ألف ليرة إن أراد أطفاله اللعب بـ3 ألعاب متنوعة، وفقاً لحديثه.

مرح طالبة جامعية، تقصد المول للتسلية والاطلاع على البضائع الجديدة فيه وخاصة في أقسام الألبسة، لكنها لا تستطيع شراء شيء، مؤكدةً أن "المول بات للمشي والتسلية فالأسعار الجنونية تجعل التسوق منه أو تناول الطعام فيه شبه مستحيل".

تبدأ أسعار سندويش السناك من 23 ألف ليرة والوجبات من 33 ألف ليرة في أرخص المحلات، وسعر المشروبات الغازية والعصائر والمياه المعدنية أعلى من سعرها خارج المول بـ 1500ليرة وما فوق، بينما تفرض محلات الطعام أيضاً ضرائباً على جميع مبيعاتها سواء كانت مشروبات أو طعام.

وفي جولة للموقع ضمن الماركت في المولات المذكورة، لوحظ ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار والفواكه وغيرها من مستلزمات عن السوق بين 15 – 20 في المئة، وجميع العروض الموجودة تعتبر وهمية إن قورن السعر بما هو عليه في الأسواق.

الرقابة معدومة في مولات دمشق

لا توجد أي رقابة على الأسعار في المولات وقد تختلف الأسعار من مول إلى آخر لذات السلعة لكنها تبقى أغلى من السوق، إضافةً إلى وجود مهربات ومنها مياه معدنية لبنانية سعر عبوة الـ2 لتر منها 10 آلاف ليرة سورية، وفقاً لحديث مالك وهو يسكن بجوار قاسيون مول في منطقة حاميش، مشيراً إلى أنه قاطع المول وبات يشتري مستلزماته من السوق فالأسعار فيها قد ترفع فاتورة مشترياته اليومة 50 ألف ليرة لذات السلع التي يمكن أن يشتريها من أي مكان آخر، لكنه يضطر أحياناً للتوجه إلى المول واستغلال حالة عدم الرقابة لشراء بعض المستلزمات المهربة التي لا تباع بالأسواق بكثرة ويصعب الحصول عليها.

وفي عام 2018، أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة أن الدوريات التموينية في المولات غير مجدية لأنها لا تكون بشكل مستمر، داعياً للاستمرار بالمراقبة وزيادة عدد الجولات، مؤكداً أن وجود التهريب بشكل واضح ومعلن في المولات التجارية دليل على عدم وجود الرقابة.

وتكاد تكون ضبوط وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام في المولات شبه معدومة منذ عام 2018 حيث لم يعلن عن ضبوط تذكر بحجم المخالفات السعرية الموجودة هناك منذ ذلك الوقت. ويبرر المستثمرون في المولات ارتفاع أسعارهم إلى ارتفاع أجرة المحلات إضافةً إلى تكاليف التشغيل.