يضطر عدد من الشباب المقبلين على الزواج في سوريا إلى شراء أثاث وأدوات كهربائية مستعملة من الأسواق الشعبية لكونها رخيصة الثمن، بسبب ارتفاع الأسعار الكبير، في حين تلجأ الفتيات إلى استئجار أثواب زفاف مستعملة بغية توفير ما أمكن من المال.
يقول أحد تجار الأدوات الكهربائية المستعملة لصحيفة (تشرين) التابعة للنظام إن "الظروف الاقتصادية التي يعيشها الشباب أدت إلى جعلهم يفرشون منازلهم بأثاث مستعمل، ومن يرغب بشراء قطعة جديدة واحدة يمكن أن يفكر قبل شرائها بشراء قطعتين مستعملتين بثمن واحدة".
ويرى تاجر يعمل في بيع وشراء الأثاث والمفروشات المنزلية المستعملة أن "ارتفاع الأسعار الكبير الذي شمل مختلف الأدوات والتجهيزات المنزلية جعل أكثر من ثلث الشباب يعزفون عن الزواج، لأن كلفة تجهيز الشقة الواحدة يقدر بـ 10 ملايين ليرة (أثاث فقط)، وذلك نتيجة عدم قدرتهم على تأمين هذه المستلزمات". في حين يؤكد تاجر آخر أن المستعمل بات مرغوباً أكثر من الجديدة بسبب فرق السعر الكبير.
صيغة العروس تقتصر على الخاتم فقط
شاب موظف مقبل على الزواج يقول: "أتابع مواقع التواصل الاجتماعي، فبعض الأسر تعرض أدوات كهربائية وأثاثاً منزلياً للبيع بقصد التجديد فتكون هذه الأثاثات (لقطة) لأنها لم تتعرض للتخريب".
ويقول خبير التنمية البشرية محمد خير لبابيدي إنه "قد يجد الشباب في شراء الأثاث المستعمل حلاً للتخفيف من أعباء الزواج ومصاريفه المرهقة". مشيراً إلى أن "الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت أكثر من 80 في المئة من الشباب إلى اتباع هذه الطريقة".
ويضيف أن "الكثيرين أيضاً اكتفوا بخاتم الزواج فقط، بعد أن كانت الصيغة جزءاً أساسياً من مهر العروس لا يجب الاستغناء عنه، ولكن الظروف الاقتصادية حتمت عليهم الاقتصاد في المصروف وتيسير الأمور على الطرفين".
كم مليون ليرة يكلف الزواج في سوريا؟
وكان موقع "تلفزيون سوريا" أجرى في وقت سابق استطلاعاً بين عدد من المقبلين على الزواج، وفي أسواق الذهب والمفروشات والأدوات المنزلية، في مدينة دمشق وريفها، رصد فيه تكاليف المستلزمات الأساسية، وأجمع من استطلعهم على أن انخفاض سعر صرف الليرة وما يرافقه من غلاء في الأسعار، جعل تكاليف الزواج تختلف "بحسب سعر السوق"، واختصر معظم الشبان المقبلين على الزواج الاحتياجات "الضرورية والأكثر ضرورة".
ووفق الاستطلاع، يحتاج المقبل على الزواج، والمقيم داخل سوريا، إلى نحو 17 مليون ليرة سورية على الأقل، وتصل النفقات إلى أكثر من 20 مليون ليرة عند إضافة مستلزمات، مثل الألبسة والأغطية وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
الأزمة الاقتصادية في سوريا
وأثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان في مناطق سيطرة النظام السوري على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.