ارتفعت أسعار الملابس بشكل كبير جداً مع دخول موسم عيد الأضحى المبارك، حيث باتت المناسبات تشكل عبئاً إضافياً على معظم العائلات من ذوي الدخل المحدود باللاذقية، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام السوري.
وتساءل أمجد وهو موظف حكومي، عن كيفية قدرته على تأمين مبالغ مالية كافية لشراء ما يلزم من ألبسة جديدة لأطفاله الثلاثة لاستقبال عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن راتبه 97 ألف ليرة لا يشتري إلا بنطالاً واحداً لأحدهم من دون شراء أي شيء آخر، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
كم متوسط الأسعار؟
وذكر أمجد أن سعر أي قطعة لباس جديد للأطفال في السوق لا يقل عن 90 ألف ليرة، وفي حال كان طقماً ولادياً كاملاً وما يسمى "طقم العيد" فسعره من النوعية المتوسطة لا يقل عن 200 ألف ليرة من دون الحذاء، الذي يباع بأسعار تتراوح بين 75 – 100 ألف ليرة.
في حين أن فستان العيد للبنات الصغيرات، سعره يتراوح بين 150 – 300 ألف ليرة بحسب النوعية والسوق الذي يباع فيه، أما الكندرة الصغيرة فسعرها لا يقل عن 80 ألف ليرة، ما يعني أن كلفة لباس العيد للطفل أو الطفلة لا تقل عن 400 ألف ليرة.
أمين سر جمعية الخياطة والألبسة الجاهزة في اللاذقية، بسيم القصير قال إن ارتفاع أسعار الألبسة يعود لارتفاع أسعار كل مستلزمات الإنتاج وجميع المواد بشكل عام وهو أمر طبيعي في ظل ارتفاع سعر الصرف الذي انعكس على كل الأسعار التي ارتفعت بشكل جنوني وغير منطقي.
وأضاف القصير: أن الإقبال على شراء ألبسة العيد ضعيف جداً ولا توجد أي حركة في السوق حتى تاريخه، مشيراً إلى أن كلفة لباس العيد للطفل على سبيل المثال لا تقل عن 500 ألف ليرة، والشريحة الكبيرة من المواطنين لا قدرة لها على شرائه بل تفكيرهم فقط في تأمين لقمة العيش، بينما من تبقى منها تشكل 1– 2 بالمئة قادرة على شراء اللباس من السوق.
وذكر أن المصنّع والخياط والتاجر جميعهم يدفعون ضرائب كبيرة ومبالغ مالية كبيرة كرسوم إدخال واستيراد لشراء المواد الداخلة بالإنتاج من القماش والمعدات وغيرها وجميعها مصاريف كبيرة جداً تنعكس في النهاية على أسعار الألبسة ويكون ضحيته المواطن من ذوي الدخل المحدود.
ارتفاع تكاليف التصنيع
وأوضح: أن تكاليف تصنيع اللباس ارتفعت 3 أضعاف، ومنها أجور خياطة البنطال الذي كان يكلف 3 آلاف ليرة ليصبح حالياً 10 آلاف ليرة، يضاف إليها سعر متر القماش الذي لا يقل عن 45 ألف ليرة ومنه إلى أجور تاجر الجملة وتاجر المفرق ليصل إلى المستهلك بسعر لا يقل عن 100 ألف ليرة.
وأردف أن سعر بنطال الجينز يتراوح بين 100– 130 ألف ليرة، في حين أن الجاكيت السبور يصل حتى 300 ألف ليرة، واللباس الكامل للطفل يبدأ من 300 ألف ليرة من السوق الشعبي "عن البسطة"، ويصل حتى 500 ألف ليرة في السوق العادي، مبيناً أن هذه الأسعار ارتفعت بنحو 300 بالمئة عن العام الماضي.
ولفت القصير إلى أن أجور اليد العاملة كذلك الأمر ارتفعت والعامل أو الخياط يبحث بالمقابل عن لقمة عيشه التي ارتفعت مقابل أجرته ما اضطرنا لرفعها، ومنهم يحصّل بين 800 ألف حتى مليون ليرة للعامل المهني في الشهر الواحد، وهي قيمة زادت ثلاثة أضعاف عن الفترة الماضية.
وتشهد مهنة الخياطة حالات إغلاق كثيرة وتركاً نهائياً للمهنة من جراء عدم القدرة على التوازن بين التكاليف والإنتاج في ظل صعوبات في تأمين الطاقة الكهربائية والمواد الأولية، إضافة إلى دفع ضرائب خيالية تبدأ بربع مليون ليرة سنوياً على الأقل.
ويعيش الخياطون ومنتجو الألبسة حالياً في فترة إحباط ويأس، وسط تحذيرات من ترك البقية للمهنة علماً أن العدد المتبقي في الجمعية لا يتجاوز 400 حرفي ضمن الهيئة العامة للجمعية في اللاذقية.