توفي سوريان، إثر غرق قارب مطاطي كان يحمل 39 مهاجراً قبالة السواحل الليبية، مساء يوم الأربعاء الفائت، الأمر الذي يسلط الضوء مجدداً على معاناة السوريين في رحلة اللجوء إلى أوروبا.
وبحسب شهادات أحد الناجين، فقد انطلق القارب من نقطة قريبة من مدينة الخمس، لكن حادثاً مفاجئاً أدى إلى تسرب المياه داخله، ورغم محاولات صاحب الرحلة لإيقاف المحركات والسيطرة على الوضع، إلا أن القارب انقلب.
وتم تنظيم الرحلة من قبل مهرب ليبي يدعى حمادة الأسود، ويلقب "حيدر"، وذلك بالتنسيق مع مندوبين من بلدة حفير الفوقا بريف دمشق، وهما محمد نصار أبو ياسر ومحمد غرة، بحسب موقع "تجمع أحرار حوران".
وحاول ركاب القارب النجاة باستخدام عبوات بلاستيكية كانت مخصصة لتخزين البنزين، ورغم قربهم من الشاطئ بنحو 8 كيلومترات، إلا أن غياب سترات النجاة أدى إلى وفاة شخصين.
وأشار المصدر إلى أنه تم إنقاذ 33 شخصاً من قبل فرق الإنقاذ الليبية، في حين جرى نقل جثتي الضحيتين إلى برادات دفن الموتى، وهما محمد حسن سوسق ولؤي صلاح عاشور المنحدرين من مدينة رنكوس بريف دمشق.
انتهاكات ضد السوريين في سجن تاجوراء
ناشد عشرات السوريين المحتجزين داخل سجن تاجوراء، لإطلاق سراحهم وإيقاف الانتهاكات التي يتعرضون لها بعد فشل رحلة العبور إلى أوروبا.
وأوضح أحد الناجين أنه دفع فدية قدرها 2400 دولار أميركي ليتمكن من مغادرة السجن بعد أن قضى عشرة أيام داخله، إذ تعثرت رحلته منذ البداية بسبب تعطل القارب.
وفي بادئ الأمر، تم نقل المهاجرين إلى مستودع قريب من الشاطئ، وهناك تم سلبهم ممتلكاتهم الشخصية وأوراقهم الثبوتية، واحتجزوا وسط ظروف إنسانية سيئة وبعد ساعتين، اقتحمت السلطات الليبية المستودع ونقلتهم إلى سجن تاجوراء.
وأشار إلى أن الرحلة كانت قد نُظمت من قبل مهرب ليبي يدعى "الحاج مصطفى" بالتنسيق مع مندوبين سوريين، يعرفون باسم "أم ماريا" و"أيمن أبو ربيع"، الذين سلموا المهاجرين للسلطات الليبية بعد فشل محاولة الوصول إلى أوروبا.
وداخل السجن، عانى المحتجزون من سوء المعاملة، إذ تعرضوا للإهانات والجوع، وتم تقديم وجبات غير كافية لهم، ويشير المصدر إلى أن عشرات سوريين ما زالوا محتجزين في السجن رغم مرور أكثر من شهرين على احتجازهم.
يشار إلى أن السوريين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، يتعرضون بشكل متكرر إلى انتهاكات من قبل المهربين وخفر السواحل، إضافة إلى حوادث الغرق التي تؤدي معظمها إلى سقوط ضحايا.