غرق العشرات من طالبي اللجوء في انقلاب قارب كان يقلّهم باتجاه جزر الكناري التابعة لإسبانيا في المحيط الأطلسي، قبالة الشواطئ المغربية.
وذكرت منظمة "ووكينج بوردرز" غير الحكومية والمعنية بقضية الهجرة، أن نحو 39 مهاجراً قضوا غرقاً أمس الأربعاء، إثر انقلاب زورق كان متجهاً بهم نحو جزر الكناري الإسبانية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية أن طفلاً واحداً على الأقل لقي حتفه، بينما تمّ إنقاذ 24 طالب لجوء من الزورق الغارق، في عملية إنقاذ بقيادة مغربية، وذلك على بعد نحو 141 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من جزيرة "غران كاناريا".
وأفادت منظمتا "ووكينج بوردرز" و"ألارم فون" بأن الزورق كان يحمل 59 طالب لجوء. وفي حين ذكرت منظمة "ووكينج بوردرز" بأن عدد الغرقى هو 39 شخصاً، أشارت المنظمة الأخرى (ألارم فون) إلى أن المفقودين بلغ عددهم 35 شخصاً.
وتعدّ الشواطئ المغربية من الممرات التقليدية لطالبي اللجوء المتجهين إلى إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، أو باتجاه جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي، الذي يعد أكثر خطورة. وفي مطلع نيسان الماضي، قضى على هذا الطريق 11 طالب لجوء من المغرب ودول أفريقية أخرى، بعد غرق قاربهم قبالة السواحل الجنوبية للمغرب.
ضحايا الغرق بين طالبي اللجوء إلى أوروبا
شهدت الأشهر الستة الأولى من هذا العام أثقل حصيلة لوفيات طالبي اللجوء (المهاجرين غير الشرعيين) منذ العام 2017، في مجمل طرق الهجرة عبر البحر المتوسط باتجاه أوروبا، وفق بيانات الأمم المتحدة. لكنّ تدفق طالبي اللجوء باتجاه إسبانيا خصوصاً، تراجع بأكثر من 25 بالمئة في عام 2022، مع انخفاض ملحوظ، خصوصاً في أعداد الوافدين من طريق البحر، بحسب وزارة الداخلية الإسبانية.
ويأتي الحادث الأخير بعد مرور قرابة أسبوع على حادثة غرق قارب اللاجئين قبالة سواحل اليونان، والتي تعدّ من أسوأ مآسي الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط في التاريخ المعاصر. فالأربعاء الماضي، غرقت سفينة انطلقت من السواحل الليبية وكانت تقصد إيطاليا، تحمل على متنها 750 طالب لجوء لم ينج منهم سوى 104 أشخاص فقط، بينما انتشلت السلطات اليونانية 81 جثة حتى يوم الإثنين الماضي.