استهدف سلاح الجو الروسي بصواريخ شديدة الانفجار منطقة الراشدين الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بريف حلب الغربي، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت المواقع التي ادّعت أنها "أُطلقت منها القذائف التي ضربت مدينة حلب اليوم"، وأنها أبلغت تركيا بتلك الغارات.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحفي اليوم الأحد، إن الطائرات الحربية الروسية "دمرت الأهداف التي انطلقت منها القذائف المحشوة بالمواد الكيميائية"، وذلك استناداً على معلومات الاستخبارات التابعة للقوات الروسية الموجودة في سوريا التي رصدت "المرابض التي أطلق المسلحون منها اليوم القذائف التي استهدفت مدينة حلب بالمواد الكيميائية".
وادعت وزارة الدفاع عبر المتحدث باسمها أنها رصدت أيضاً "دلائل" على تحضير المعارضة "لتكرار الهجوم الكيميائي انطلاقاً من إدلب".
وأشار المتحدث إلى أن الجانب الروسي أبلغ تركيا مسبقا عبر "الخط الساخن" بتلك الغارات.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن الطيران الحربي استهدف منطقة الراشدين الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بريف حلب الغربي بثلاث غارات، واحدة منها بعيدة عن نقطة المراقبة التركية مسافة 1 كم فقط.
وكانت وسائل إعلام "نظام الأسد" وأخرى موالية له على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت، أن 12 مدنياً أصيبوا بـ “حالات اختناق" ونقلوا إلى مشافي مدينة حلب نتيجة "اعتداء المجموعات الإرهابية" وقصفها بـ"المواد السامة" أحياء (الخالدية وشارع النيل والزهراء).
ونفت فصائل عسكرية مِن الجيش السوري الحر، اليوم الأحد، مزاعم وادعاءات قوات "نظام الأسد"، وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير (النقيب ناجي مصطفى)، إنهم لم يقصفوا أحياء مدينة حلب بأي نوع مِن القذائف وخاصة تلك التي تحوي "غاز الكلور" ولا يمتلكها ويستخدمها في سوريا إلّا "نظام الأسد وعصابته"، وبتوثيق وإثبات المنظمات الدولية.
وأكّد "مصطفى" في بيان نُشر على معرّفات الجبهة الوطنية للتحرير، أن هذه الافتراءات المكشوفة مِن قبل النظام المجرم، تأتي للتغطية على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب السوري.
وتشهد مناطق عدة واقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح تصعيداً مستمراً من قبل قوات النظام بلغ أشده اليوم وأمس، حيث قصفت مدفعية النظام بلدة جرجناز جنوبي إدلب فجر اليوم وظهر أمس السبت، مرتكبة مجزرة راح ضحيتها 7 أطفال وامرأتان.
واستهدفت قوات النظام بالمدفعية وراجمات الصواريخ معظم قرى وبلدات ريف حماة الشمالي الواقعة أيضاً ضمن المنطقة منزوعة السلاح، موقعة جرحى مدنيين في مدينة كفرزيتا.
واتقت روسيا وتركيا في مدينة سوتشي الروسية يوم الـ 17 مِن شهر أيلول الفائت، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها لـ محافظات حلب وحماة واللاذقية، وأعلنت وزارة الدفاع التركية في العاشر من تشرين الأول المنصرم استكمالها سحب السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح، في حين لم يتم الكشف عن أية تفاصيل بما يتعلق بالبند الثاني من الاتفاق والذي يقضي بحسب المجموعات المصنفة "إرهابياً" من هذه المنطقة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.