قُتل عدد من عناصر الجبهة السورية للتحرير في قصف لطائرة حربية روسية على قرية (براد) في ريف عفرين شمالي حلب، حيث يسيطر الجيش الوطني السوري.
واستهدفت طائرة حربية روسية يرجّح أنها من طراز سوخوي، معسكراً يتبع للجبهة السورية للتحرير في منطقة "الباسوطة" بريف مدينة عفرين بصواريخ فراغية أدت لمقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين، اثنان منهم نقلا إلى المشافي التركية لحالتهم الحرجة.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تُظهر حجم الدمار والضحايا الذي خلفته الغارات على المعسكر. ويأتي الاستهداف بعد توتر وارتفاع بوتيرة القصف على مناطق الشمال السوري في كل من إدلب ودرع الفرات وغصن الزيتون وريف اللاذقية، حيث شنت الطائرات الحربية اليوم الأحد غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، من بينها بلدتا "كنصفرة" و"البارة" جنوبي إدلب، إضافة إلى منطقة غصن الزيتون وريف اللاذقية التي يتم استهدافها بغارات جوية لليوم الثالث على التوالي.
يأتي التصعيد قبيل اللقاء المزمع عقده بعد أيام بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 29 من الشهر الجاري في سوتشي الروسية، والذي من المقرر أن يكون موضوع إدلب على أولوية أجندة الاجتماع.
بينما تتجهز القمة الروسية التركية تقوم روسيا بقصف مكثف عسكري وسياسي حيث وبالتزامن مع ارتكابها مجزرة قصف المعسكر في منطقة عفرين، صرح أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإرهاب مازال موجوداً في إدلب ولا مانع من محاربته وتأتي تلك التصريحات والتصعيد قبيل أي مؤتمر أو لقاء روسي تركي، مع تلك التصريحات لجانب التصعيد يعتقد مراقبون أنها تصريحات تتزامن مع تصعيد لكسب جولة تفاوض لا أكثر ولا يمكن أن يكون هنالك عمل عسكري حقيقي على إدلب بل هنالك انسحاب لقوات النظام من جبهات إدلب ودرعا باتجاه البادية السورية.
وفي مقابلة مع عضو مجلس القيادة للجبهة السورية للتحرير مصطفى سيجري في تصريح لموقع تلفزيون سوريا قال: "مازال لدينا ضحايا عالقون تحت الأنقاض وشهداء وجرحى بعد قصف طيران الاحتلال الروسي على أحد معسكراتنا في عفرين".
وأضاف: "إن هذه العربدة والإجرام الروسي غير مستغرب بل هو إصرار على استهداف وضرب القوى الوطنية السورية نقضا للتفاهمات والاتفاقيات ودعماً لإرهاب الأسد وإرهاب حزب العمال الكوردستاني.
ويرى سيجري أن رسالة روسيا واضحة، وهي الضغط على الأتراك قبيل انعقاد القمة التركية الروسية والتأكيد على أنه لا يوجد حدود أو خطوط حمر للإجرام الروسي بهدف فرض رؤيته وأهدافه في سوريا.
وختم عضو مجلس القيادة بالجبهة السورية للتحرير حديثه بأن معركتنا ضد قوى الإرهاب والاستبداد والدول الداعمة لهم مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق النصر وتطهير وتحرير الأراضي السورية والروس واهمون إن ظنوا أنهم سيكسرون إراداتنا أو يوقفون نضالنا.
فيما توعد نائب القائد العام للجبهة السورية للتحرير سيف بولاد أبو بكر في حديث خاص لموقع تلفزيون سوريا، بأن الجبهة السورية للتحرير توعدت نظام الأسد وحلفاءه الروس بالانتقام للشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال قصف الطيران الروسي الذي استهدف معسكرنا في منطقة عفرين.
وأضاف قائلاً: "سنسير على خطى شهدائنا وجرحانا الذين سقطوا حتى دحر المحتلين وتخليص أهلنا من المجرمين".
ونُشر مقطع مصور على منصات الجيش الوطني السوري بعنوان "الدم بالدم"، يظهر استهداف “الجبهة السورية للتحرير” قوات نظام الأسد، بصاروخ مضاد للدروع على جبهة براد في ريف عفرين، وذلك انتقاما للقصف الروسي وللقتلى الذين قضوا من جراء غارة روسية صباح اليوم.
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات فراس فحام عبر صفحته في فيس بوك: "إن القصف الروسي المتكرر لمواقع الجيش الوطني السوري وفي عفرين تحديداً هو محاولة لتوطيد العلاقات أكثر مع قسد، وإقناعها بأن موسكو شريك يمكن الوثوق به".
وأضاف: "الطيران الروسي الذي قصف معسكراً في منطقة عفرين اليوم هو تطور نوعي يشير إلى استعداد روسي لكسر كل التفاهمات السابقة مع أنقرة".