قال مسؤولون أتراك إن أنقرة أرسلت مزيداً من القوات إلى مناطق شمال غربي سوريا حيث تستعد لعقد اجتماع حاسم مع قادة روسيا وإيران الأسبوع المقبل، متوقعين حصول تصعيد روسي في إدلب قبيل لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مسؤولين أتراك (فضلوا عدم كشف هوياتهم) يوم الأربعاء، أن الحكومة التركية تخشى أن تؤدي محاولة قوات الأسد المدعومة من روسيا للتحرك على معقل المعارضة في إدلب إلى تدفق المزيد من اللاجئين نحو الحدود التركية.
وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى حصول هجوم شامل، فإن تصاعد الهجمات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية وقوات الأسد على مناطق إدلب قد جذب انتباه المسؤولين الأتراك الذين يواجهون بالفعل انتقادات محلية متزايدة بشأن تكلفة إيواء أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
وأوضح مسؤلين تركيين للوكالة أن السلطات التركية تتوقع أن يزيد التصعيد في إدلب عندما يلتقي أردوغان مع بوتين في 29 أيلول الجاري، إلى جانب لقائه مع داعم أساسي آخر لنظام الأسد وهو الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وقال المسؤولون إن آلاف الجنود الإضافيين سيساعدون في ردع أي محاولة تقدم لقوات الأسد البرية في إدلب والسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود التركية.
ولفتت الوكالة إلى أن خطوط التماس حول إدلب ثابتة إلى حد كبير منذ آذار 2020 عندما توصل أردوغان وبوتين إلى اتفاق هدنة أنهى القتال.
وقبل أسبوع التقى بوتين برأس النظام في سوريا بشار الأسد في موسكو، حيث وصف الرئيس الروسي استمرار وجود القوات الأجنبية غير المصرح بها من قبل حكومة الأسد بأنه "المشكلة الرئيسية" لسوريا، وهو الأحدث في سلسلة من المطالب الروسية لتركيا والولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا.
وفي 11 أيلول الجاري قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال زيارة إلى الحدود السورية "لا يمكننا تحمل موجة جديدة من اللاجئين، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع المزيد من اللجوء، وأساس ذلك يكمن في جعل المنطقة آمنة ومستقرة؛ نحن نسعى لتحقيق ذلك".
على ماذا ينص اتفاق موسكو؟
وينص اتفاق موسكو الموقع بين تركيا وروسيا في آذار 2020، على وقف إطلاق النار اعتباراً من 6 آذار على طول خط المواجهة، وإقامة ممر أمني على بعد 6 كيلومترات شمال و6 كيلو مترات جنوبي الطريق الدولي السريع الرئيس في إدلب (إم4)، كما ينص على نشر دوريات روسية - تركية مشتركة على طول ذات الطريق اعتباراً من منتصف آذار من العام نفسه.
وسبق لروسيا وتركيا وإيران الإعلان عن التوصل لاتفاق "أستانا" لخفض التصعيد في 4 أيار 2017، إضافة إلى اتفاقية "سوتشي" لتخفيف التصعيد في مناطق إدلب عام 2018.