انفجرت عبوة ناسفة موضوعة في سيارة المدعو (أحمد جبر العبيدات) في حي المطار بمدينة درعا، ما أسفر عن إصابته بجروح بليغة نُقل على إثرها إلى المشفى.
وأفاد مصدر خاص من مدينة درعا لموقع تلفزيون سوريا أن "الانفجار وقع صباح اليوم الثلاثاء على مقربة كبيرة من حاجز غدير التابع لفرع الأمن العسكري على طريق الكورنيش في مدخل حي المطار بدرعا المحطة".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "العبيدات يُعرف بارتباطه الوثيق مع ضباط في قوات النظام السوري". موضحاً أنه يسكن في درعا المحطة منذ عدة سنوات، وينحدر من بلدة الشجرة غربي درعا.
من تستهدف الاغتيالات داخل المربع الأمني؟
ويعتبر حي المطار الذي وقع به الانفجار صباحاً، من الأحياء الخاضعة فعلياً لسيطرة النظام السوري ضمن المربع الأمني في درعا المحطة، ويوجد داخل الحي مبنى فرع "الأمن العسكري" ومبنى شعبة حزب "البعث"، ومشفى "الرحمة" الخاص.
وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام إن التفجير أسفر عن إصابة أحمد جبر العبيدات بجروح بليغة أدت لبتر قدمه، وشظايا بأنحاء جسمه، وتم إسعافه من قبل عناصر الهلال الأحمر إلى مشفى درعا الوطني.
ولم تذكر وسائل إعلام النظام أن التفجير وقع بالقرب من حاجز عسكري للنظام، واكتفت بنشر صور أظهرت التهام النيران لسيارة العبيدات وإطفاءها من قبل عناصر فوج الإطفاء بدرعا.
المصدر الذي تواصل معه موقع تلفزيون سوريا أشار إلى أن معظم العمليات التي تقع في المربع الأمني بدرعا المحطة تستهدف شخصيات تابعة للنظام أو من عناصر وقادة المعارضة السابقين الذين يعملون في مجموعات محلية تابعة لأجهزة النظام.
"تصفية حسابات"
من جهته، لم يستبعد الصحفي سمير السعدي وقوف فروع النظام الأمنية خلف جزء من عمليات التفجير التي تحصل ضمن المربع الأمني في مدينة درعا.
وقال السعدي لموقع تلفزيون سوريا إن "التفجيرات التي تحصل في مدينة درعا يمكن تقسيمها لقسمين، الأول يستهدف عملاء لإيران والنظام، وهذا غالباً ينفذوه عناصر سابقين في فصائل المعارضة، أما النوع الثاني فيقف خلفه النظام ويستخدمه لعدة أغراض منها إرهاب السكان".
وأضاف أن "النظام يعلن في كثير من الأحيان عن تفكيك سيارة مفخخة في مناطق سكنية، كذلك يستخدم عمليات تلغيم بعض السيارات العسكرية لإيجاد ذريعة لدخول بعض المناطق، وبالتأكيد يتم استخدام الأسلوب ذاته للتخلص مع بعض الأشخاص سواء كانوا معارضين أو تصفية حسابات بين الفروع الأمنية".
بدوره، قال المحلل العسكري العميد أسعد الزعبي لموقع تلفزيون سوريا إن "سوريا تتعرض لمسألة إنسانية وهي الزلازل، ولذا من يقوم بهذا العمل يتم اتهامه أنه يستغل الظروف الإنسانية، لذا أعتقد أن خلف ما يجري هناك جهة دولية تبحث عن السببين معاً، فهي تدفع إلى استمرار حالة عدم الاستقرار والضغط على النظام، ورسالة إلى الأردن أو من يريد التطبيع، وأيضاً رسالة تدفع من أجل التضامن لإيجاد حل في ظل الظروف الإنسانية".
"عمليات تفجير مفتعلة لتحقيق مكاسب"
وقبل يومين في 19 شباط قالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن وحدات الهندسة في الجيش فككت سيارة ملغمة بنحو 100 كغ من مادة TNT شديدة الانفجار وألغام مضادة للدبابات وقذيفة مدفعية، في حي الكاشف بدرعا.
قيادي سابق في فصائل المعارضة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أوضح لتلفزيون سوريا أن "مخابرات النظام تقوم بين الحين والآخر بتفجير عبوات ناسفة عن بعد أو تفكيك عبوات أخرى في درعا المحطة، وهذه تأتي في سياق رسائل يريد ضباط المخابرات إيصالها إلى قيادة النظام في العاصمة دمشق بهدف تعزيز مركز مدينة درعا بشكل أكبر".
وأضاف أن "ضباط النظام يحققون مكاسب كبيرة من افتعال هذه التفجيرات، من خلال إيجاد الذرائع لانتشار دوريات أمنية بين الأحياء في مركز مدينة درعا، وإبقاء بعض الطرقات الهامة في حالة الإغلاق التام كأوتوستراد حي الضاحية الذي يمر من أمام مبنى فرع الأمن العسكري بدرعا والذي طالب وجهاء بفتحه مراراً وقوبل ذلك بالفرض من قبل ضباط النظام".
وفي 2 شباط الجاري استهدفت سيارة ملغمة مقر القيادي في الأمن العسكري (مصطفى المسالمة) الملقب محلياً بالكسم على طريق حي الضاحية غربي مدينة درعا، ما أدى إلى وقوع 5 إصابات في صفوف عناصر المسالمة.
وتبع ذلك الاستهداف إغلاق قوات النظام لطريق الوادي من جهة حي السحاري بالسواتر الترابية، بالإضافة إلى إغلاق الطريق المقابل لساحة بصرى من جهة حي السل وبالقرب من سوق السمك في مدينة درعا.
وتمارس دوريات النظام الأمنية ومجموعات تابعة لفرع الأمن العسكري الذي يترأسه العميد لؤي العلي، انتهاكات كبيرة في مركز مدينة درعا، من خلال شن عمليات دهم واعتقال على حواجزها العسكرية، وابتزاز الأهالي بدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن ذويهم.