icon
التغطية الحية

على ماذا تدل أسماء ورتب الضباط القتلى بتفجير الكلية الحربية في حمص؟

2023.10.08 | 06:19 دمشق

على ماذا تدل أسماء ورتب الضباط القتلى بتفجير الكلية الحربية في حمص؟
توابيت قتلى هجوم الكلية الحربية خارج مستشفى عسكري أثناء الجنازة في حمص - رويترز
تلفزيون سوريا - نوار الشبلي
+A
حجم الخط
-A

تعرضت الكلية الحربية في مدينة حمص، والتي تعتبر من أهم المؤسسات العسكرية للنظام السوري، لهجوم مجهول الماهية من قبل جهة مجهولة، والذي أسفر عن عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين. 

وقد أثار هذا الهجوم شكوكاً وتساؤلات وردود فعل متباينة حول الجهة التي يمكن أن تنفذ عملية كهذه، وبهذا الاختراق لدفاعات النظام العسكرية، ليسارع النظام فور وقوع الهجوم بتوجيه اتهامات لفصائل مسلحة في الشمال السوري بتنفيذه عبر طائرات مسيرة عالية التقنية، ولتثبيت هذه الرواية ظهرت مسيرات مجهولة الهوية في اليوم التالي في سماء حمص. 

ما عزز هذه الشكوك هو مغادرة وزير الدفاع والضباط ذوي الرتب العالية والذين كانوا في المنصة وقت حفل التخريج، قبل انتهاء الاحتفال بنحو 20 دقيقة، وفقاً لما ذكرته وكالة سبوتنيك. 

القتلى ورتبهم العسكرية 

كما أن الضحايا الذين نعتهم صفحات وحسابات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن بينهم ضباط من الرتب الرفيعة، سوى ضابط برتبة عميد ركن يدعى"بسام إبراهيم الحلاق" من قرية بعرين في ريف مصياف جنوب غربي حماة، والذي لم يغادر الحفل بسبب وجود ابنه الذي كان من بين الطلاب الخريجين وعائلته في المكان، بالإضافة إلى عميدين متقاعدين أحدهما يدعى "حيدر علي كنوج" وهو ينحدر من قرية الدردارية في ريف حمص، والآخر "يونس محمد سكر" من دمشق، وقضى مع زوجته وابنه وابنته في أثناء حضوره حفل تخرج نجله. 

ومن بين القتلى أيضاً ضابط برتبة نقيب يدعى علي المنصور من قرية قرمص بريف مصياف في حماة، وكان يحضر حفل تخرج شقيقه، وقضى مع أفراد عائلته الموجودين معه، وضابط آخر برتبة رائد ويدعى "محمد مصطفى العكاري" وهو أيضاً جاء ليحضر حفل تخرج ابن شقيقه، وينحدر من قرية الروضة في ريف حمص. 

وبالنظر إلى بقية القتلى فهم من الطلاب الخريجين من الكلية الحربية وأفراد من عوائلهم المدنيين، من بينهم نجلا ضابط في قوات النظام أحدهما كان من الطلاب المتخرجين، كما من بينهم 4 أفراد من عائلة واحدة من قرية تومين في ريف حماة وهي قرية مسيحية. 

ومع تحليل لـ "تلفزيون سوريا" لبيانات القتلى تبين أن معظمهم ينحدر من ريفي حماة وحمص واللاذقية وطرطوس، وتحديداً من المناطق التي أعلنت موالاتها، للنظام السوري. 

  • مجد حسن أحمد وهو ملازم أول خريج، وشقيقته المهندسة وهما ابنا ضابط 

  • الملازم أول علي خالد سليمان، وينحدر من قرية الخرابة في طرطوس 

  • عبد الغني أبو شعر وهو مصور حربي لدى هيئة الاذاعة والتلفزيون 

  • العميد الركن باسم إبراهيم الحلاق، والد أحد الخريجين، وينحدر من قرية بعرين في ريف مصياف بمحافظة حماة 

  • العميد المتقاعد حيدر علي كنوج، وينحدر من قرية الدردارية في ريف حمص 

  • بسام حسن بدعة، مدني، وينحدر من قرية كفريش في ريف حمص  

  • آية هيثم شاهين، ممرضة، وتنحدر من بلدة بستان الحمام بريف بانياس في محافظة طرطوس، وهي زوجة ملازم أول وشقيقة ملازم وشقيقة أحد الخريجين. 

  • جلال راتب الأزروني، طالب هندسة، وينحدر من صحنايا بريف دمشق، وكان يحضر حفل تخرج صديقه 

  • ربيع حامد السلوم، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية بيصين في ناحية الحميري بريف حماة 

  • إبراهيم حسين محمود الضامن، ملازم أول خريج من الكلية الحربية، وينحدر من مدينة صوران بمحافظة حماة 

  • علي جهاد محمد الضامن، ملازم أول خريج من الكلية الحربية، وينحدر من مدينة صوران بمحافظة حماة 

  • شوكت محمد نصار، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية معرين الجبل بريف حماة 

  • محمد القبة، والد الخريج حسين محمد القبة، مدني، وينحدر من بلدة المخرم الفوقاني ريف حمص، مع ابنتيه رنيم والطفلة ريما 

  • حيدر محسن، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية نيصاف بريف مصياف بحماة، وشقيقه الدكتور أمثل محسن، ووالده محسن محسن 

  • يوسف المحمد، مدني، والد الخريج الملازم أول صالح المحمد، وينحدر من قرية جب الجراح بريف حمص 

  • نورس عساف، مدني، والد خريج، وينحدر من قرية تومين بريف حماة، وقضى مع نجله إيفان، ملازم أول خريج، ونجليه استيفان وإيلي (مدنيان) 

  • النقيب محمد مصطفى العكاري، جاء ليحضر حفل تخرج ابن شقيقه، وقضى مع شقيقته عبير، وينحدران من حمص 

  • علي نديم ريحانة، ملازم أول خريج، وينحدر من مدينة سلحب بمحافظة حماة 

  • الطفلة زينة زهير شلهوب، وتنحدر من قرية بلقسة ريف حمص 

  • مناع سليمان المحمد، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية الحميري بريف حماة 

  • أحمد حسن المحمد، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية الحميري بريف حماة 

  • آية عمار الحايك، وشذى يونس الحايك، وتنحدران من اللاذقية 

  • حسن سليمان عيسى، مدني، من اللاذقية 

  • أحلام شحادة المسلم، مدنية، من اللاذقية 

  • رامز محمود أيوب، مدني، من اللاذقية 

  • أحمد علي خضور، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية ساقية نجم في ناحية سقيلبية بريف حماة، ووالدته عبير مرشد خرفان. 

  • عبير علي عبود، وشقيقتها ريم، وابنتها شهد أحمد، وينحدرون من قرية نشير بريف صافيتا في طرطوس 

  • نادين أحمد، وابنتها هنادي عبود، وينحدران من قرية نشير بريف صافيتا في طرطوس 

  • ابتسام كاسر ملحم، وابنتها فرح منذر حديدي، وابنها يوشع منذر حديدي، ملازم أول خريج، وجميعهم ينحدرون من قرية نشير بريف صافيتا في طرطوس 

  • حسين عيسى، مدني، وينحدر من قرية بيت ياشوط في اللاذقية 

  • أوس قيس نجيمة، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية الرويسة في اللاذقية 

  • الملازم معتز علي الشيخ، وينحدر من بلدة أم العمد بريف حمص 

  • محمد درغام الصالح، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية الموعة بريف حمص 

  • الملازم حازم دحام العباس، وينحدر من بلدة معدان بريف الرقة 

  • علي سمير بدور، مساعد احتياط، وينحدر من اللاذقية. 

  • حسين إبراهيم المنصور، مدني، والد متخرج، وابنه النقيب علي حسين إبراهيم المنصور، وابنه الثاني أحمد، وابنتاه هبة ومرام، وينحدرون جميعهم من قرية قرمص بريف مصياف في حماة 

  • غدير أحمد السالم، ملازم أول خريج، وينحدر من قرية الحراكي بريف حمص 

  • مصطفى يعقوب المطر، مدني، وينحدر من ناحية ربيعة بريف حماة، وحضر حفل تخرج أخيه وهو ابن أحد قتلى النظام. 

  • الملازم ماهر ماجد المحمد، وينحدر من قرية الحميري بريف حماة 

  • العقيد الركن يونس سكر مع زوجته ميادة عبد الكريم سليمان وابنته مروة وابنه الطفل جاد، وكان يحضر حفل تخرج ابنه، وهو من دمشق 

كيف تخدم خلفيات القتلى النظام؟ 

حاول النظام منذ بداية الثورة السورية بإضفاء الصبغة الطائفية عليها وتحويلها إلى صراع طائفي، حيث من الأدوات التي استخدمها خلال هذه السنوات وهي الشحن الطائفي والمذهبي. 

ونلاحظ أن منهجية النظام ذاتها تحيط بملابسات تفجير الكلية الحربية ومحاولة تصديره للإعلام على أنه "طائفي"، ليوهم مواليه أن الصراع مازال طائفياً بحتاً، في الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات في السويداء، وذلك لتخويف الطائفة الدرزية بشكل خاص والأقليات بشكل عام. 

منذ بداية الحراك الشعبي في العام 2011 عمل النظام السوري على إضفاء الطابع الأمني على الهويات الطائفية للمجتمع السوري، وذلك في سبيل إلى تحويل الصراع عن مساره السياسي، وخلق مجموعات سلاحها الترهيب والقتل والتفجيرات، والتي ارتكبت مجازر تحمل صبغة طائفية والتي جاءت في خدمة مصلحة النظام في دعم سرديته عن الحرب الأهلية ومحاربة الإرهاب لإضفاء شرعية له في محاربة معارضيه، وهو ما وصل إليه، والذي تمثل في بيان "أدما ديينغ" مستشار الأمم المتحدة لشؤون منع الإبادة في كانون الأول/ديسمبر 2012، والذي أبدى تخوفه بشأن "العلويين والأقليات" عموماً من هجمات انتقامية، ومن هذه المجازر والهجمات. 

مجزرة قرية المبعوجة في ريف السلمية بمحافظة حماة، الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، حيث قتل تنظيم داعش في آب/أغسطس 2015، أكثر من 30 مدنياً وسط تجاهل من ميليشيات النظام التي لم تتحرك لمساعدتهم.. المدينة شهدت مظاهرات سلميّة حاشدة ضد النظام، وقد استثمر النظام هذه الحادثة إعلامياً في معركته على "الإرهاب"، قبل أن يتراجع مقاتلو التنظيم من المنطقة. 

ومثله هجوم "داعش" على بلدة مهين في ريف حمص، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، والتي كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري، وعلى عدد من قرى محافظة السويداء والذي أسفر عن مقتل أكثر من مئتي مدني في 25 تموز/يوليو 2018، والذي جاء كرد على أهالي السويداء لرفضهم تطويع أبنائهم للقتال في صفوفه. 

والأمر ذاته يحصل مؤخراً بالتزامن مع الاحتجاجات ضد النظام في السويداء، حيث وبحسب معهد دراسة الحرب (ISW)، فقد أرسل "الحرس الثوري الإيراني" أكثر من 60 عنصراً إلى محافظة درعا، وذلك في سبيل قمع الاحتجاجات ومنع توسعها. 

النظام السوري ما بين الفشل واستغلال الهجوم 

نعى النظام السوري قتلاه وأشاد بتضحياتهم، وقام بتشييع جنازات رسمية للقتلى بمن فيهم المدنيون، في محاولة لإظهار وحدته والتسويق لنفسه دولياً أنه يدافع عن نفسه. 

وعلى اعتبار أن رواية النظام صحيحة وأنه تعرض لهجوم من أكثر طائرة مسيرة، فإنه من الدقائق الأولى سارع بإلقاء المسؤولية على من وصفهم بـ"الإرهابيين" في سبيل التستر على فشله في حماية مؤسسة من مؤسساته العسكرية وفي حماية المدنيين فيها، بالرغم من أهمية الحدث وأهمية الرتب العسكرية التي كانت من بين الحضور، وذلك كي لا يبدو أمام مواليه ضعيفاً وأنه فاقد لزمام الأمور في البلاد، بدلاً من محاسبة المسؤولين. 

وعلى وجه الخصوص برده السريع على الهجوم بهجوم انتقامي وجهه للمدنيين في الشمال السوري، بدعم من القوات الروسية، وذلك دون توقف. 

من جانب آخر، إذا أخذنا الرواية الأخرى للمعارضة بأن الهجوم مفتعل من قبل النظام والميليشيات الإيرانية عبر مسيرات تابعة لها، النتيجة ستكون واحدة، أي أن النظام استغل هذا الهجوم سياسياً وفي الوقت ذاته أثار مخاوف مؤيديه من خطورة المسلحين والدول الداعمة لهم، كما قد يستخدمه لتبرير التصعيد العسكري ضد المناطق الخارجة عن سيطرته، أو للضغط على الدول الداعمة للحل السياسي، أو للتشويش على المساعي الدولية لإنهاء الحرب. 

يحاول النظام السوري مع تصاعد سقف المطالب في الاحتجاجات المستمرة في السويداء -والتي فندت رواياته السابقة في قمع الاحتجاجات إبان الثورة السورية، وحرف مسار الحراك- حسر رقعة الاحتجاجات، وإيهام الأقليات بعودة الخطر الذي يهدد وجودهم، وذلك لإعادة الالتفاف حوله، ولكي لا يخسر ورقة حماية الأقليات ويعود للتلاعب بها للحفاظ على سلطته.