أجاب بروفيسور تركي عن تساؤلات دارت في الأوساط التركية، عقب كارثة هي الأكبر في تاريخ ليبيا منذ أربعة عقود، حول إمكانية حصول عواصف مماثلة على غرار ليبيا في تركيا مستقبلاً، وحول إمكانية اتخاذ الاحتياطات اللازمة مقدماً.
قال عميد كلية الهندسة المدنية والعلوم الطبيعية بجامعة يلدز التقنية، البروفيسور شكرو إرسوي، "تركيا ليست في منطقة استوائية حيث تحدث الأعاصير"، وبالتالي فإن الاحتمالية المباشرة لحدوث أعاصير مماثلة لعاصفة ليبيا ضئيلة، وفق مانشرته صحيفة TRT خبر التركية.
وأوضح إرسوي أنه "مع تغير المناخ العالمي، بدأت الأمطار والعواصف والأعاصير والفيضانات المفاجئة بالتزايد في تركيا، ويمكن أن تحدث فيضانات كبيرة بعد هذه العواصف.، مؤكداً أن تركيا ليست عرضة لمثل هذه الأعاصير قائلاً "نحن لسنا في المنطقة الاستوائية".
وأفاد أن تركيا تقع في "منطقة مجاورة"، مشيراً إلى وجود عواصف مثل "ميديكان" التي قد تؤثر على مناطق حول البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تسبب أضرارا جسيمة.
وأشار إلى أنه قد يكون هناك زيادة في عدد الأحداث الجوية المماثلة في الفترة المقبلة، على الرغم من أن تركيا ليست عرضة بشكل مباشر للأعاصير، مشيراً إلى أن عاصفة انتقلت من البحر الأبيض المتوسط نحو إزمير في السنوات السابقة، بينما نتحدث عن انتقالها هذه المرة من "شمال إفريقيا إلى مرسين".
وشدد على ضرورة أن يتم التحضير والتوعية من قبل الجهات المعنية والسكان بالأحوال الجوية المتغيرة واتخاذ الإجراءات الوقائية لتقليل الأضرار المحتملة في مواجهة العواصف والأحداث الجوية غير المتوقعة.
هل من الممكن أن يكون للعاصفة المحتملة تأثير مماثل في تركيا؟
وحول أنه هل من الممكن أن يكون للعاصفة المحتملة تأثير مماثل في تركيا؟، قال البروفيسور إن مثل هذه الأحداث تبدأ عادة على سطح البحر، ومن ثم قد يتحرك بعد ذلك نحو الأرض، بحسب قوته، فمن الممكن أن تزيد سرعته أو تنقص.
وأشار إلى أن الأعاصير الاستوائية الكلاسيكية التي تنشأ في البحر الأبيض المتوسط يمكن أن "تستمر بضعة أيام"، وتؤثر بشكل سيئ للغاية عندما تستمر خاصة في المناطق الزراعية والساحلية وعلى المنشآت السياحية، فمن الممكن أن تأتي بأمواج مرتفعة للغاية تغرق الشواطئ.
وفي مطلع الشهر الجاري، تعرضت مناطق عدّة غربي تركيا، إلى هطول أمطار غزيرة تسبّبت بفيضانات مدمّرة أدّت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية.
وأعلنت ولاية إسطنبول، أنّ الأمطار الغزيرة أدّت إلى وفاة اثنين وإصابة 12 آخرين في منطقتي "باشاك شهير" و"كوجوك جيكميتشه"، خمسة منهم يتلقّون العلاج في المستشفى.
وأشارت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) إلى وفاة ثلاثة أشخاص نتيجة فيضانات ضربت ولاية "كيركلاريلي".
"إعصار دانيال"
وقال متحدث وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي طارق الخراز، اليوم الثلاثاء، إن ضحايا الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي ضرب مناطق شرقي البلاد "بلغ 5200 قتيل في مدينة درنة وحدها" حتى اللحظة.
الأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة، مخلفا آلاف القتلى والمفقودين ودماراً كبيراً في البنية التحتية.
وأعلنت السلطات المحلية أن الشرق الليبي "بلد منكوب"، في أفظع كارثة بيئية تشهدها البلاد منذ أربعة عقود.
الكوارث وضعف الاستجابة يخنقان سكان #ليبيا و #المغرب
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 12, 2023
تقرير: أحمد عاصي @ahmad_aassi1#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/2a2MPKYOj3
كيف حصلت الكارثة؟
تعد درنة البالغ عدد سكانها نحو 100 ألف، مدينة جبلية على ساحل البحر الأبيض المتوسط على الجزء الشمالي الشرقي من ليبيا، وفي جنوبها هناك سلسلة من تلال الجبل الأخضر، وفيها وادي درنة، أحد أكبر الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا.
وبعد أن بدأت العاصفة، بدأت الأمطار المتساقطة بغزارة ولساعات طويلة تتجمع في الوادي الذي يبلغ طوله نحو 50 كيلومتراً، وارتفع منسوب مياهه مما شكل ضغطاً على السدين المائيين اللذين يحجزان المياه في الوادي، فانهارا ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر، هذا الأمر جعل حجم الدمار هائلاً وعدد الضحايا كبيراً، في كارثة لم يشهدها تاريخ ليبيا الحديث.