كشف "تجمع أحرار حوران" عن وجود خطوات متسارعة في محافظة درعا، خلال الأيام الأخيرة، لاختيار شخصية مقبولة من جميع أبناء المنطقة، لتكون بمثابة مرجعية لهم لـ"إعادة العمل الثوري إلى مساره السوري، بعيدًا عن أي أجندات"، على غرار محافظة السويداء.
ونقل التجمع عن مصادر مطلعة، أن "سؤالا بين أبناء درعا يدور حالياً، عن الشخصية التي من الممكن أن تلقى قبولاً لدى الشارع، خلال هذه المرحلة التي تعتبر من أكثر مراحل الثورة حساسية وصعوبة، مرحلة إما أن تنتهي بانتصار الثورة وإسقاط النظام السوري أو الوقوع في الانقسام والتأخر لنيل ما يريده السوريون".
وتشير المعلومات التي نقلها التجمع، إلى أن "النقاش يجري حالياً بين وجهاء من حوران حول برنامج واضح يؤكد أن الثورة في درعا لم تتوقف، وستبقى مستمرة، وأنها ثورة شعب بعيدة عن أي بعد ديني أو عشائري أو فئوي، وهي ثورة تريد أن تكون سوريا لكل السوريين بكل أطيافهم يحكمها قانون فوق الجميع، وتسود العدالة فيها بين الجميع".
وذكر التجمع أن السويداء ومنذ اليوم الأول خرجت بشكل موحد في مظاهراتها، بعيدة عن التشتت والخلافات سواء في المطالب أو الأهداف، ليظهر الدور الكبير الذي شكله وجود مرجعية لأبناء السويداء وهو الشيخ حكمت الهجري الذي أخذ على عاتقه الوقوف مع أبناء محافظته في مطالبهم بشكل صريح ودون أي مواربة، وما دفعهم للالتفاف حوله داخل سوريا وخارجها، واعتباره المحدث الجديد لثورة جبل العرب.
ما فرص نجاح هذه المبادرة؟
أوضحت المصادر لـ تجمع أحرار حوران أن نجاح إيجاد مرجعية واحدة لأبناء درعا يرتبط بالعديد من العوامل التي يجب تحقيقها، وتابع "فمن حيث المبدأ لا بد من أن تتمتع الفكرة بقبول واسع على الساحة الشعبية وهذا يرتبط بالشخصية المرجعية التي سيجري اختيارها ومكانتها بين الأهالي وقدرتها على التأثير عليهم والحشد لاستعادة زمام الثورة من جديد من يد شخصيات تعمل وفق أجندات تعتمد على المصالح".
وأشارت إلى ضرورة وضع برنامج واضح لسير الثورة في المحافظة أولاً وتنسيق المظاهرات في كل مناطقها بلون واحد، ومن جهة ثانية التنسيق مع السويداء وكل المناطق السورية "الثائرة"، وبهذا الشكل يمكن الانطلاق بشكل صحيح وقادر على إعادة الثورة لأهلها الحقيقيين، وفقاً للتجمع.
وشددت على أن تكون "مرحلة الثورة الحالية، مرحلة سورية خالصة بعيدة عن أي تدخلات خارجية، وفق ما نقل التجمع، إضافة إلى عدم قبول أي فكرة من أفكار الدعم خاصة المادي والذي أثبت أنه أحد أسباب انحراف الثورة واستغلال البعض لها لتحقيق منافع شخصية على حساب السوريين".
خطورات أمنية تهدد بفشل المبادرة
يؤكد التجمع أن فكرة إيجاد مرجعية موحدة للثورة في درعا ستواجه بعض الصعوبات والعوائق، وعلى رأسها الخطر الأمني من استهداف هذه الشخصية من قبل عملاء النظام السوري، كما أن أتباع "حزب البعث" لا يزالون يعملون على زرع الفتنة بين الأهالي وسيعملون على تشويه أي توحد.
وشدد التجمع على ضرورة مواجهة أولئك الذين يتبنون خطابات دينية إقصائية ترفض الآخر، لافتين أنهم سيعملون جاهدين على إفشال خطوة التوحد تحت ذرائع مختلفة وقد نجحوا خلال السنوات الماضية بذلك ليس في درعا وحدها وإنما في كل سوريا.