وصل وفد من كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، أمس الأربعاء إلى موسكو للقاء ممثلين عن وزارة الخارجية الروسية، بالتزامن مع تدهور العلاقات بين روسيا وإسرائيل إثر تصريحات لافروف الأخيرة حول النازية و"جذور هتلر اليهودية".
وقال مصدر مطلع في الحركة لوكالة "الأناضول" إن الزيارة جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الروسية وتستمر لمدة يومين لعقد مباحثات في عدد من الملفات، في إطار الجهود الروسية المتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية.
وأضاف المصدر أن الوفد بقيادة عضو المكتب السياسي لحماس ورئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق، وعضوية كل من حسام بدران وفتحي حماد، عضوي المكتب السياسي للحركة.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن الوفد سيلتقي مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف.
في حين لم يعلن الجانب الروسي أو يعلق على هذا الخبر، واقتصرت المعلومات على ما أفاد به المصدر الحمساوي.
يشار إلى أن موسكو استقبلت، نهاية العام الماضي، وفداً من حماس في إطار مساع لإحياء المصالحة الفلسطينية، ووجهت دعوة لاستضافة حوار فلسطيني، إلا أنه لم يتم لأسباب غير معروفة.
وتأتي الزيارة، في ظل بوادر أزمة دبلوماسية بين روسيا وإسرائيل على هامش الحرب على أوكرانيا، إثر تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن "أكبر معادٍ للسامية هم اليهود"، ومطالبة إسرائيل لموسكو بالاعتذار عن تلك التصريحات.
يذكر أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا قد تدهورت في الأيام الأخيرة، بعد أن هاجم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الأحد الماضي، أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، مدعيا أن "الأصل اليهودي لزيلينسكي لا ينفي العناصر النازية في بلاده. وأعتقد أن أدولف هتلر كان أيضا له دم يهودي".
أثارت تصريحات لافروف غضباً إسرائيلياً ووصفها وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بأنها "شائنة ولا تغتفر" فضلاً عن أنها "خطأ تاريخي فظيع ونتوقع اعتذاراً من موسكو"، كما استدعت تل أبيب السفير الروسي للحصول على توضيحات.
وعلى الرغم من طلب تل أبيب الاعتذار عن التصريحات إلا أن الخارجية الروسية عادت وصعدت، أول أمس الثلاثاء، عبر نشر بيان مطول و"شديد اللهجة"، اتهمت فيه إسرائيل بدعم "النازيين الجدد في أوكرانيا".
وأشار البيان إلى أن الأصل اليهودي للرئيس الأوكراني ليس ضمانة للحماية من تفشي النازية الجديدة في أوكرانيا.
كما ادعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الأربعاء، أن "المرتزقة الإسرائيليين" يقاتلون جنباً إلى جنب مع جنود كتيبة "آزوف" الأوكرانية، التي تصفها موسكو بأنها "نازية".
كما تتزامن زيارة وفد حماس مع تصاعد التوترات اليوم الخميس في المسجد الأقصى إثر اقتحام مئات المستوطنين للحرم القدسي بحماية من شرطة الاحتلال، في ظل دعوات فلسطينية لتصدي للاستفزازات الإسرائيلية.