icon
التغطية الحية

عزمي بشارة: الحرب الأوكرانية فرصة للعرب وزيارة بايدن متعلقة بالنفط لا بالتطبيع

2022.07.05 | 11:02 دمشق

سيب
الدوحة - التلفزيون العربي
+A
حجم الخط
-A

استبعد مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المفكر العربي عزمي بشارة أن تكون زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة بعد أيام بهدف تشكيل تحالف إسرائيلي - عربي، إذ إن ما يظهر من أهدافها حتى الآن يتعلق بعلاقات واشنطن مع الأنظمة العربية المعنية بالزيارة.

وقال بشارة في برنامج "حديث خاص" مع التلفزيون العربي من الدوحة، إن إدارة بايدن معنية حقاً بالتوصل إلى اتفاق، لكن من دون تقديم تنازلات تتعلق بالعقوبات المفروضة على الحرس الثوري.

أما فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية فيرى المفكر العربي أن أقصى ما يمكن توقعه قريباً في ما يتعلق بها، هو مفاوضات على وقف إطلاق نار أو هدنة.

ورداً على سؤال عما إذا كانت المواجهة الأميركية - الأوروبية مع روسيا هي تعويض عن معركة أكبر مؤجلة مع الصين، استبعد بشارة ذلك، ورجح أن "التركيز كان ينصب على تحجيم بوتين"، لكنه توقف عند التقارب الحاصل بين بكين وموسكو بفعل الحرب، "وهو ما كان الغرب لا يرغب في حصوله".

وخلص إلى أنه من الصعب تحجيم الصين اليوم، فضلاً عن أنها هي أيضاً تتفق مع روسيا لجهة وضع حد للتفوق الأميركي.

وفي الشأن التونسي، أشار بشارة إلى أن مشروع دستور قيس سعيّد ليس دستور نظام رئاسي، بل هو تمويه بائس للديكتاتورية.

وفيما يأتي أبرز الأفكار التي طرحها المفكر العربي عزمي بشارة في اللقاء:

 

الحرب الأوكرانية.. الهدنة أقصى ما يمكن

  • التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وفي أوروبا عموماً، في دعم اليمين الشعبوي هناك، كان من العوامل الرئيسية، التي جعلت الديمقراطيين الأميركيين حاسمين ضد روسيا
  • كانت الحرب الأوكرانية فرصة لأميركا لكي تعزز قيادة المعسكر الغربي واستعادة مكانة حلف شمال الأطلسي بعد ما تعرض له من نكسات أيام الرئيس السابق دونالد ترامب. ونجح المعسكر الغربي في هذه المسألة، وبدأت عملية إعادة نظر في كل بنية "الناتو" ودور الأعضاء فيه.
  • صحيح أن بوتين لم يُهزم بعد، إلا أنه يدفع الثمن غالياً، فحجم العقوبات غير مسبوق، وهناك التزام حقيقي غربي لمصلحة أوكرانيا، والرئيس الروسي قلّص أهدافه بالسيطرة على منطقة الدونباس (شرق أوكرانيا) وربما مرافئ البحر الأسود.
  • تقليص الأهداف الروسية باتجاه منطقة الدونباس والمرافئ الجنوبية، تقليص بهدف رجعي، لأن الهدف الأساسي للحرب كان السيطرة على كييف.
  • الغرب لن يعترف بهذه المعطيات الجديدة التي فرضها بوتين، لذا لا يُتوقع التوصل إلى حل قريب يعترف بموجبه الغرب بهذه الإنجازات الروسية، فضلاً عن أن عودة بوتين عن هذه الإنجازات قد تكلفه منصبه. لذلك أقصى ما يمكن التفكير فيه حالياً هو مفاوضات لوقف إطلاق النار أو لهدنة.
  • بوتين أساء التقدير، وبدأ يشعر بأن الديمقراطية الليبرالية ضعيفة ورخوة، وكان الرد الأميركي والأوروبي على ما فعله في جورجيا وفي سوريا ضعيفاً، وقد حقق اختراقات بالفعل في أوروبا وفي أميركا، لكن الاتحاد في الغرب ضده حصل بشكل حقيقي. 
  • بوتين أدرك مسبقاً أن بعض العقوبات ستنقلب إلى أزمة اقتصادية عالمية، لكن استراتيجياً في ما يتعلق بالصناعة الروسية، تضررت روسيا حقاً.

روسيا والصين والنظام العالمي الجديد

  • لن تحصل مواجهة أميركية - روسية بسبب وجود السلاح النووي. السلاح الروسي غير النووي متخلف جداً مقارنة مع الغرب، كذلك، فلا روسيا ولا الصين قادرتان على اقتراح نظام عالمي يحتذى بأي معنى من المعاني.
  • حذّر بشارة من مغبة مقاربة القوة فقط في الناتج الإجمالي المحلي وفي القدرات النووية لمحاولة تقدير ظهور أقطاب عالمية جديدة في نظام دولي جديد ما، الصين ما زال ترتيبها خلف أميركا في كل المعايير الاقتصادية والعلمية والعسكرية، والفارق يصبح شاسعاً عندما يقاس الناتج القومي بالدخل الفردي، لأن هذا له علاقة بنوعية الحياة وبالحرية والإبداع والاكتشافات العلمية الأساسية الموجودة في الدول الغربية الديمقراطية.
  • الصين وروسيا لا تظهران بين أول عشرين دولة في العالم في مستوى التعليم مثلاً.
  • بوتين لديه أفكار واضحة وصريحة بشكل أيديولوجي ومنهجي في معاداة الديمقراطية، فإنه لفت إلى أن روسيا والصين لا تطرحان مشروعاً بديلاً للبشرية ولا رسالة فكرية ولا نموذجاً لكي نتحدث عن أقطاب جديدة تحل مكان الأحادية الأميركية.
  • رغم كل ذلك، أميركا ستكون مضطرة للتعامل مع نظام متعدد الأقطاب، لكنها ستبقى لفترة طويلة الأقوى اقتصادياً وعسكرياً وعلمياً.

المنطقة العربية وحرب أوكرانيا

  • لا يوجد كيان عربي فاعل اليوم في ما يتعلق بالحرب وبنتائجها على المنطقة، وكل ما يجري عربياً هو تبعاً لمصالح النظام القائم في هذا البلد أو ذاك.
  • بالعودة إلى زمن حرب 1973، حين كان هناك دور عربي فاعل تمثل باستخدام سلاح النفط آنذاك. اليوم سنحت فرصة، وارتفعت أسعار النفط، والغرب يريد من الخليج زيادة إنتاج النفط، وهذه فرصة لا تفوّت لفرض شروط، لكن هذا لا يحصل وتُفوّت الفرصة مجاناً.

زيارة بايدن.. أميركا لم تغادر المنطقة

  • ما هو مطروح يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وكل من العواصم العربية المعنية بالزيارة، خصوصاً الرياض، ومسألة زيادة إنتاج النفط.
  • تلميح بايدن إلى أن أهداف زيارته تتعلق بالتطبيع العربي مع إسرائيل، فهذا الكلام يترجم رغبة بايدن في عدم إحراج نفسه لناحية عهده الذي سبق أن قطعه لجهة العلاقات مع القيادة السعودية،
  • أميركا لا تدفع حقاً باتجاه التحالف بين إسرائيل وبعض العرب، على اعتبار أن هذه العلاقات العربية مع إسرائيل من تطبيع وتحالف قائمة بالفعل ولا تحتاج إلى دفع أميركي.
  • خروج أميركا نسبياً من قضايا المنطقة، في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أدخل قوى أخرى إلى المنطقة مثل تركيا وإيران وروسيا والصين، وصحيح أن الدول الحليفة لأميركا بدأت تتململ وتنظر شرقاً لإيجاد بدائل عن أميركا حتى في مصادر التسلح، وبدأ الحديث عن احتمال وجود حلفاء آخرين غير أميركا، لكن ثبت في فترة قصيرة أن لا الصين ولا روسيا تقدمان بدائل عسكرية عن أميركا، لذلك في الجوهر لم تغادر أميركا المنطقة.

إيران وإسرائيل ومفاوضات النووي

  • التصعيد الإسرائيلي في الشهرين الماضيين حصل بضوء أخضر أميركي، وربما بأكثر من ضوء أخضر، ويمكن الربط بين هذا التصعيد وبين توقف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
  • عن حجم العمليات الإسرائيلية ضد إيران: النظام الإيراني يجب أن يسأل نفسه لماذا تتمكن إسرائيل من اختراق المجتمع الإيراني، ولماذا لا تستطيع إيران اختراق المجتمع الإسرائيلي؟
  • مصير مفاوضات إحياء الاتفاق النووي: القيادة الإيرانية براغماتية جداً ومعنية بالتوصل إلى اتفاق، لكن الإصرار الأميركي على عدم مناقشة أي شيء يتعلق بالعقوبات التي فُرضت بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، يجعل رفع العقوبات عن إيران من دون جدوى بالنسبة لطهران.
  • يجب أن يشعر المسؤولون الإيرانيون أنهم سيستفيدون من رفع العقوبات، ويجب أن يفهموا أن بإمكانهم الاستفادة من رفع العقوبات في الفترة الفاصلة بين الرفع وبين وصول إدارة أميركية جديدة إلى الحكم في واشنطن.
  • كان المفاوضون الإيرانيون في الدوحة، الأسبوع الماضي، يريدون تنازلاً ما من الأميركيين خاصاً بالعقوبات على الحرس الثوري، وهو ما لم يقدمه الأميركيون. من هنا، فإن إدارة بايدن لا تزال معنية بالتوصل إلى اتفاق مع إيران لكن من دون تقديم تنازلات.
  • الفرصة تضيق لأننا لا نعرف ماذا سيحصل في الانتخابات الأميركية الرئاسية المقبلة، وفي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس (في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل)، لذلك تصبح المفاوضات أصعب في ظل هذه الظروف.

تحالف عسكري إسرائيلي - عربي ضد إيران؟

  • حول ما يُقال عن احتمال إنشاء تحالف عسكري إسرائيلي - عربي ضد إيران: إن التفاهم مع إيران مفيد ويخدم مصلحة العرب، لأنه منذ الثورة الإيرانية حتى الآن، التوتير الطائفي في المنطقة تحول إلى سبب رئيسي لعدم التطور في منطقتنا العربية.
  • على الإيرانيين أن يلتزموا أيضاً بعدم تحويل الطوائف في البلدان العربية إلى ملف تبعية سياسية لمصلحتهم.
  • التقارب الحاصل بين مجموعة من البلدان في المنطقة "أمر إيجابي"، مثل التقارب القطري - المصري والتركي - المصري والسعودي - الإيراني.
  • أخطر ما يمكن أن يحصل اليوم هو أن تختار دول عربية التحالف مع إسرائيل، لأن من شأن ذلك أن يشكل ضربة قاضية لآمال الديمقراطية في البلدان العربية.
  • ما الذي استفاد منه الفلسطينيون منذ بدأت موجة التطبيع؟.. زيادة قوة اليمين الصهيوني وارتفاع وتيرة الاستيطان والتهويد..

 

تونس: دستور بائس لتمويه الديكتاتورية

  • مشروع الدستور الذي طرحه قيس سعيّد على الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر الحالي، ليس دستور نظام رئاسي، بل تمويه بائس للديكتاتورية مكتوب بلغة ركيكة، وهي نفس لغة خطابات قيس سعيّد.
  • كلام "المنسق العام للجنة الاستشارية من أجل جمهورية جديدة" في تونس الصادق بلعيد، والذي كشف فيه أن مشروع الدستور الذي قدمه إلى الرئيس قيس سعيّد مختلف تماماً عن النسخة التي نشرت قبل أيام، "يعبر عن صحوة متأخرة"، كحال الأحزاب التي أيدت انقلاب الرئيس على البرلمان وعلى النظام السياسي وعلى الديمقراطية التونسية، ثم أعربت عن ندمها، لأن نوايا الرئيس قيس سعيّد "كان يفترض أن تكون واضحة منذ البداية".
  •  استعرض بشارة بعض البنود من دستور قيس سعيّد ليشير إلى تناقضات وديكتاتورية وشعبوية تعتريها، ذلك أنها تعبر عن كاتبها، أي سعيّد نفسه، الذي "لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالبرلمان، وهذا تعريف للديكتاتورية وللشعبوية".
  • تكمن المشكلة الرئيسية في أن هذا الدستور لم يناقَش في أي مكان علني، لا في هيئة ولا جمعية تأسيسية ولا برلمان، فكيف يطرح شيء من هذا النوع على الاستفتاء من دون وجود أي وسيلة لوضع ملاحظات عليه؟.