البث المباشر
في الوقت الذي قرر العديد من رجال الأعمال الأثرياء مغادرة أوكرانيا خلال الغزو الروسي لأمان منازلهم الأخرى في الخارج، قرر رجل الأعمال السوري عدنان كيوان قدور، مالك صحيفة "كييف بوست" وعائلته البقاء في مدينة أوديسا الأوكرانية.
وذكرت صحيفة "كييف بوست" أن كيوان مكث وعائلته في المدينة وعملوا بتفان لمساعدة سكانها على مواجهة التحديات الإنسانية والأمنية الهائلة التي تواجههم جراء الغزو الروسي للبلاد.
شركة سورية رائدة في أوكرانيا
ويعيش كيوان، ذو الأصل السوري في أوديسا منذ 42 عاماً، ويعتبر المدينة موطنه وأوكرانيا وطنه المتبني له. حيث جنى ثروته هناك في مجال البناء، وشيدت شركته Kadorr مجمعات سكنية وتجارية وفنادق ومطاعم، واستثمرت في التنمية الزراعية، ومحطات الموانئ، والمصاعد، وصناعة اللياقة البدنية، ووسائل الإعلام.
وعلى عكس العديد من كبار رجال الأعمال الآخرين، سعى كيوان للارتقاء إلى مستوى مبادئ مسؤولية الشركات ومبادئ عقيدته الدينية، لممارسة ما يدعو إليه.
وقبل الحرب كان هناك الكثير من الأعمال الخيرية والدعم لوسائل الإعلام المستقلة. لكن الحرب دفعته إلى تصعيد حب الإيثار الوطني والاجتماعي لديه.
وفي سياق ذلك قال كيوان: "لقد شاهدت ما فعلته الحرب لبلدي سوريا، وأعتقد بشدة أنه يجب أن أساعد في الدفاع عن الديمقراطية والحقيقة والعدالة ودعمها في أوكرانيا ومدينتي أوديسا".
وأضاف كيوان وهو مسلم مخلص ومدافع عن الحرية، للصحيفة، أنه يعتقد أنه من واجبه قيادة فريقه ومواصلة تحفيزه في مجموعة قدور من خلال تقديم المساعدة الإنسانية على المستوى الشعبي.
"سواء كان ذلك يعني إطعام أكثر من 1000 شخص كل يوم، أو توصيل الأدوية للمحتاجين، أو تزويد النازحين من دونباس بالمأوى والملبس العاجلين، كلٌ يشعرك بشغف كبير تجاهه. الآن يتعلق الأمر أيضاً بأن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ" وفق تعبيره.
بصفته مالك Kyiv Post و Odesa's Channel 7 TV، فإنه يعتقد مع عائلته وفريقه في Kadorr Group أنه من واجبهم الجماعي ضمان إتاحة الحقيقة للعالم لمعرفة ما يحدث حقاً في أوكرانيا عبر عدة لغات - الإنكليزية (كييف بوست) والروسية ( القناة 7) والآن كييف بوست باللغة العربية أيضاً.
لماذا "كييف بوست" بالعربية؟
وبالإجابة عن سؤال لماذا أضيفت اللغة العربية إلى النسخة التقليدية من الصحيفة أوضح كيوان أنه يدرك جيداً السجل المخزي لروسيا في مساعدة النظام الاستبدادي في سوريا بالوسائل الهمجية نفسها التي يطبقها الآن في أوكرانيا.
وشدد على أن روسيا تعمل بنشاط على تجنيد مقاتلين أجانب في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال نشر دعاية كاذبة مناهضة لأوكرانيا، حيث أفادت أحدث الإحصاءات أن أكثر من 20000 مقاتل قد تم جلبهم بالفعل من جميع أنحاء الشرق الأوسط وسوريا لمساندة موسكو في أوكرانيا.
ولفت إلى أنه للمساعدة في مواجهة هذه الموجة من المعلومات الكاذبة الروسية وتجنيد المرتزقة العرب، تقدم كييف بوست منذ شباط 2022 ترجمات الأخبار الإنكليزية باللغة العربية من أجل زيادة الوعي في البلدان العربية حول ما يحدث بالفعل.
وأكّد قائلاً: "أشعر أنه من واجبي الأخلاقي والمدني دعم أسباب الحقيقة والحرية، لأنها لا حدود لها، ويجب مساعدة الخير على الانتصار على الشر"، ولذلك "أبدأ بنفسي وعائلتي".
الجدير بالذكر أن عدنان كيوان قدور، من أبرز رجال الأعمال السوريين في أوكرانيا، وله إسهامات خيرية، من أهمها، بناء المركز الثقافي العربي على حسابه، حيث يدير المركز مدرسة ومكتبة مجانية لتعليم اللغة العربية للجميع بغض النظر عن العمر أو الجنسية.
