أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عن عقد قائدها العام مظلوم عبدي، سلسلة لقاءات مع شيوخ ووجهاء من دير الزور، وشيوخ ووجهاء قبيلَتي "العكيدات" و"البكَّارة"، لمناقشة عدد من الملفات الخدمية والأمنية، بما فيها "الدور التخريبي" للنظام السوري.
ووفقاً لما نشر الموقع الرسمي لـ"قسد"، فإن عدة نتائج تمخضت عن اللقاءات، أبرزها تسريع تنفيذ نتائج ومقرَّرات مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار، الذي عقد خلال الفترة الماضية في دير الزور، واستكمال تنفيذ باقي القرارات الصادرة عنه.
"دور تخريبي" وعداء للنظام
وبحسب الموقع، فقد تحدث شيوخ ووجهاء المنطقة عن "الدَّور التَّخريبيّ الذي تلعبه الأجهزة الأمنيَّة للنِّظام السُّوريّ وحلفاؤه في مناطق دير الزور، ومحاولاتها الحثيثة للتدخّل في المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها وبَثِّ الفتن بين عشائر المنطقة".
وطالب الشيوخ بـ"التصدّي لمحاولات النِّظام بشكل صارم وعدم التهاون مع أعماله التَّخريبيَّة"، قائلين إن "من ينفِّذ أجندات النِّظام في المنطقة لا علاقة له بالعشائر، على العكس من ذلك هو ضدَّ العشائر بمختلف مسمّياتها وضدَّ مصالح أهالي المنطقة برُمَّتها"، حسب وصفهم.
وأضاف الموقع، أن قيادة "قسد" أكدت "سَرَيان مفعول العفو الذي أصدرته في وقت سابق للأشخاص الذين غُرِرَ بهم ودخلوا مناطق سيطرة النِّظام السُّوريّ، وأنَّ العفو عنهم كان ولا يزال بكفالة من شيوخ ووجهاء المنطقة".
"محاربة الفساد والفاسدين"
ودعا شيوخ ووجهاء العشائر إلى "محاربة الفساد والفاسدين"، في حين ادعت قيادة "قسد" أنَّها "تبذل كُلّ جهودها لإبعاد الفاسدين عن جميع المؤسسات ومحاسبتهم".
وإلى جانب ذلك تقدَّم البعض بمطلب إعادة هيكلة المؤسَّسات الإداريَّة والخدميَّة في المنطقة، بناءً على قرار "مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار".
وكذلك تقدَّمَ عددٌ من الشّيوخ والوجهاء بشكاوى إداريَّة وخدميَّة إلى أعضاء قيادة "قسد"، الذين وعدوا "بمتابعة تلك الشكاوى مع الجهات المعنيّة لمحاولة إيجاد حلول عاجلة لها"، حسب وصفهم.
انقسام بين العشائر
وينبئ اللقاء بين الطرفين، بوجود انقسام بين العشائر العربية في شمال شرقي سوريا حيال الموقف من "قسد"، فبينما تصطف فئة إلى جانب "قسد"، هناك عشائر أخرى بقيادة إبراهيم الهفل تهدد بشن هجمات ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، وسط اتهامات "قسد" لهذه العشائر بالتنسيق مع النظام السوري.
وفي أواخر العام 2023، أعلن شيخ قبيلة العكيدات في سوريا، إبراهيم الهفل، عن تشكيل "قيادة موحدة" تضم كتائب وألوية من مقاتلي العشائر في منطقة شرقي سوريا، بهدف قتال "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وبدأت المواجهات بين الطرفين عندما اعتقلت "قسد" في حملة أمنيّة، في 27 من آب 2023، أحمد الخبيل (أبو خولة)، إضافةً إلى عدد من قادة "مجلس دير الزور العسكري"، كما حاصرت مقار المجلس في الحسكة ودير الزور، لتندلع الاشتباكات بعدها بين "قسد" والعشائر العربية، التي أكدت أن حراكها لا يتعلق باعتقال "الخبيل"، إنما بممارسات "قسد" وتعرض أبناء المنطقة للظلم تحت إدارة هذه القوات.
وبعد 10 أيام، أعلنت "قسد" انتهاء العمليات العسكرية في ريف دير الزور الشرقي، وسيطرتها على معظم البلدات والقرى التي خرجت عن سيطرتها، وذلك عقب اشتباكات دامية أدت إلى نزوح 6500 عائلة، وأسفرت عن 96 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بحسب الأمم المتحدة، إلا أن ارتدادات المعركة ما زالت مستمرة حتى الآن.