عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة (أوتشا) عن خشيته من أن يكون الشتاء القادم "من أقسى الشتاءات" على سوريا في تاريخها الحديث، بسبب انقطاع الوقود والكهرباء، مما قد يعرض قرابة نصف الشعب السوري للخطر.
ويخشى مكتب أوتشا من احتمال احتياج 6 ملايين سوري (من أصل 14.6 مليون سوري) للمساعدات حتى يتحملوا قسوة الشتاء، وهذه المساعدات تحمل معها نسبة زيادة تقدر بـ33% عما كان عليه الوضع خلال السنة الماضية، وخاصة في مناطق المرتفعات في سوريا، مثل منطقة ريف دمشق أو محيط مدينة اللاذقية حيث توجد غابات، وذلك خلال أشهر الشتاء.
أما تجمعات النازحين الضعيفة التي تعيش في مخيمات، فتتعرض خلال أشهر الشتاء لحرائق بسبب سوء استخدام أجهزة التدفئة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك: ثمّة حاجة ماسة إلى حوالي 200 مليون دولار لسد فجوة التمويل "والسماح لشركائنا بتلبية الاحتياجات المتعلقة بالشتاء بين تشرين الأول/أكتوبر وآذار/مارس."
كما تحدث المكتب عن زيادة في الأمراض التنفسية خلال أشهر الشتاء، والتي يصعب الاهتمام بها بسبب قطع الطرقات مما يعيق الوصول للخدمات الصحية الأساسية، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار السلع الأساسية عموماً، في بلد لا ينعم فيه الآلاف من الناس سوى بساعة من الكهرباء في اليوم، بعدما أصبحوا بحاجة ماسة لحزم من الخدمات العاجلة حتى يظلوا على قيد الحياة طوال الشتاء.
وعبر أوتشا عن أسفه لوقوف حالة قلة الموارد في وجه إمكانيات المساعدات الإنسانية، وتتلخص تلك الحالة بانقطاع تمويل ما يعرف بخطة الاستجابة الإنسانية من أجل سوريا التي لم يخصص لها سوى 26.6% من المال اللازم (ومجموعة 26 مليون يورو من أصل 140 مليون يورو)، مع دخولنا للربع الأخير من السنة.
وبالطريقة ذاتها، يعبر الأوتشا عن خشيته من عدم تخصيص مبلغ مليوني يورو من أجل المساعدات الشتوية، ولا لتمويل مشاريع أخرى تهدف لمساعدة 420 ألف سوري يقومون بزراعة القمح ابتداء من شهر تشرين الثاني فصاعداً.
المصدر: إم إس إن