يتكرّر مشهد معاناة عشرات آلاف السوريين المهجّرين شمال غربي سوريا في جميع الفصول تقريباً، ولكّنه يشتد ويقسو في فصل الشتاء مع العواصف المطرية التي تضرب مخيمات النازحين وتُغرق خيامهم.
وبحسب مراسلي تلفزيون سوريا فإنّ الهطولات المطرية المستمرة في مناطق الشمال السوري، خلّفت مزيداً من الأضرار ضمن مخيّمات المهجّرين والنازحين في المنطقة.
وأظهرت تغطية المراسلين ثقل فصل الشتاء على المهجّرين والنازحين في مخيمات الشمال السوري، مع اشتداد برده وغزارة أمطاره وسيوله التي أغرقت المخيمات وحوّلتها إلى بركٍ مائية.
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 20, 2021
كذلك أحالت الأمطار الغزيرة طرق المخيمات الترابية إلى وحلٍ وطين، فضلاً عن رياح وعواصف تمزّق الخيام التي لم تغرق بعد، ليجد المُهجّرون أنفسهم في العراءِ مجدّداً، مع اضطرارهم إلى نزوحٍ جديد.
ورصد المراسلون أحوال المهجّرين في المخيمات ومعاناتهم، خاصّةً في تجمّع مخيمات "مزرة" غربي إدلب، حيث جدّد النازحون مناشدتهم للمنظمات الإنسانية، التي لم تلبِّ نداءهم منذ أكثر من عام.
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 20, 2021
أوضاع مأساوية ومبيت في العراء
منذ أيام ومنطقة شمال غربي سوريا تتعرض لـ هطولات مطريّة تسبّبت بأضرار كبيرة طالت أكثر من 100 مخيّمٍ تضرّرت فيها بشكل كلّي 194 خيمة وبشكل جزئي 316 خيمة، بحسب آخر إحصائية نشرها منسقو استجابة سوريا، اليوم الإثنين.
وذكر فريق الاستجابة أنّ تضرّر المخيمات تسبّبت بتشريد مئات العائلات ونزوح بعضها، مشيرةً إلى أنّ عدد العائلات المتضررة بشكل مباشر بلغت 1842 عائلة، في حين بلغ عدد العائلات المتضررة من الهطولات المطرية بشكل كامل، 3,742 عائلة.
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 20, 2021
وبحسب مراسل تلفزيون سوريا فإنّ المئات مِن النازحين باتوا في العراء خارج خيامهم - التي لم تقهم البرد والمطر - بعد دخول المياه إليها وغرقها في الوحل والطين، مشيراً إلى انقطاع الطرقات داخل المخيمات أيضاً.
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 20, 2021
كذلك نزحت عدة عائلات مهجّرة في مخيمات الشمال السوري إلى أماكن متفرّقة مِن المنطقة، بعد غرق خيمها، في حين انتقل بعض النازحين إلى دور العبادة ومراكز الإيواء المؤقت.
يذكر أنّ أكثر من 1.5 مليون مهجّر سوري يعيشون أوضاعاً مأساوية في مخيمات نظامية وعشوائية يبلغ عددها تقريباً 1259 مخيّماً - قرب الحدود التركيّة - شمال غربي سوريا، سبق أن نزحوا وتتالى نزوحهم مرّة بعد مرّة نتيجة الحملات العسكرية المتكرّرة والقصف المستمر لـ نظام الأسد وحليفتهِ روسيا.