نددت عائلة مجدي نعمة المعروف بـ (إسلام علوش)، اليوم الأحد، بالظروف اللاإنسانية لاعتقال ابنهم في السجون الفرنسية منذ نحو ثلاثة أعوام، من دون تقديمه إلى محاكمة عادلة، مشيرة إلى أن الممارسات التي يتعرض لها ابنهم تعيد إلى الأذهان فضيحة سجن أبو غريب.
ونشرت العائلة مجموعة من التغريدات على تويتر تكشف ظروف اعتقال مجدي نعمة في الحبس الانفرادي في الذكرى السنوية الثالثة لاعتقاله وبعد عام من نقله إلى السجن المشدد والحبس الانفرادي.
وقالت إنه في الوقت الذي تصدر فيه جهة الادعاء بيانات تطالب فيه السلطات في بلدان مختلفة أن تحسن معاملة السجناء لديها وأن تحترم حقوقهم وتشكو من بطء إجراءات التقاضي في تلك البلدان، تقوم الجهة نفسها بالتحريض على مجدي وتدعم ارتكاب السلطات الفرنسية لانتهاكات خطيرة بحق مجدي.
وأشارت العائلة إلى أن مجدي يتعرض لانتهاكات في "سجون بلد يزعم أنه بلد الحريات والقضاء النزيه ويحرض ضده ويدعم تلك الانتهاكات من يزعم سعيه للدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق السوريين".
وذكرت أن مجدي نقل قبل عام إلى سجن مشدد وزج به في زنزانة انفرادية والتي لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في سجون النظام السوري، حيث لا يتجاوز عرض الانفرادية 100 سم بينما يبلغ طولها 200 سم لا يدخل إليها لا الشمس ولا الهواء وهو ما تسبب بإصابة مجدي بعدة أمراض تنفسية، مضيفة أن مجدي حرم من أداء الصلاة مع حرمانه من الخروج من الزنزانة الانفرادية ومنع من المشي في باحة التنفس وأيضا ومن الخروج إليها، مما أدى إلى إصابة مجدي بمرض دوالي الساقين.
"الحبس الانفرادي"
— عائلة مجدي نعمة (@Majdifamily) January 29, 2023
قبل عام تم نقل مجدي إلى سجن مشدد و زج به في زنزانة انفرادية لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في سجون النظام السوري، حيث لا يتجاوز عرض الانفرادية ١٠٠سم بينما يبلغ طولها ٢٠٠سم لا يدخل إليها لا الشمس ولا الهواء وهو ما سبب اصابة مجدي بعدة أمراض تنفسية
#العدالة_لمجدي
ورغم إصابته بالمرض والذي يعد المشي أحد أهم وسائل العلاج له إلا أن إدارة السجن أصرت على الاستمرار بمنع مجدي من الخروج من زنزانته الانفرادية الأمر الذي فاقم مرضه.
وأكدت العائلة أن مجدي يتعرض في محبسه أيضاً للحرمان من النوم حيث يتم تفقده من قبل الحراس كل ساعة أي كل 60 دقيقة على مدى الـ 24 ساعة، وهذا التفقد هو عبارة عن فتح العدسة التي في باب زنزانته وإشعال ضوء شديد التوهج ودق الباب بشدة الأمر الذي فاقم أمراض مجدي وضاعف من ضعف مناعته ومعاناته.
كما يعاني مجدي من إهمال طبي متعمد تواطأ فيه المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مع السلطات الفرنسية التي رفضت كل اعتراضات مجدي عبر محاميه، بحسب ما أوردته عائلته.
تعذيب جسدي ونفسي
وإلى جانب الإهمال الطبي، قالت العائلة إن مجدي تعرض لتعذيب جسدي ونفسي وتمييز على أساس الدين، مؤكدة أن ما يتعرض له مجدي في محبسه بتحريض وتواطؤ جهة الادعاء ليس محصوراً فقط بالإهمال الطبي بل تجاوز ذلك إلى اقتحام زنزانته بشكل مفاجئ في أوقات مختلفة بدعوى التفتيش من قبل فرق مسلحة وكلاب بوليسية وتعريته بشكل كامل.
وفي المرات التي رفض فيها مجدي الممارسات من قبل إدارة السجن تعرض للاعتداء والضرب الوحشي من قبل حراس السجن والقوة الخاصة التي اقتحمت الزنزانة، إذ أشارت عائلته أن الممارسات التي يتعرض لها ابنهم تعيد إلى الأذهان فضيحة سجن أبو غريب.
وطالبت عائلة مجدي نعمة السلطات الفرنسية بالإنهاء الفوري لعمليات التفتيش الجسدية المذلة والمهينة للكرامة الإنسانية والاستجابة لطلبات الوحدة الطبية المتكررة حول وضع مجدي الصحي، محملة السلطات الفرنسية وجهة الادعاء المسؤولية الكاملة عن تردي الوضع الصحي لمجدي.
"الحرمان من النوم"
— عائلة مجدي نعمة (@Majdifamily) January 29, 2023
يتعرض مجدي في محبسه أيضاً للحرمان من النوم حيث يتم تفقده من قبل الحراس كل ساعة على مدى ال 24 ساعة، وهذا التفقد هو عبارة عن فتح العدسة التي في باب زنزانته وإشعال ضوء شديد التوهج ودق الباب بشدة الأمر الذي فاقم أمراض مجدي وضاعف ضعف مناعته ومعاناته #العدالة_لمجدي
فرنسا تعتقل مجدي نعمة
واعتقلت السلطات الفرنسية مجدي نعمة في الـ 29 من كانون الثاني عام 2020 في مدينة مرسيليا، بعد ثلاثة أيام من شكوى رفعها بحقه المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، إلى قسم الجرائم ضد الإنسانية في النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا.
واتهمت المنظمات نعمة بـ "التورط في التجنيد القسري للأطفال في صفوف المجموعات المسلحة، وأن العديد من الضحايا يجرمونه ويتهمونه بشكل مباشر بالخطف والتعذيب"، وكذلك اتهمت جيش الإسلام بـ "ارتكاب جرائم دولية ممنهجة ضد المدنيين بين عامي 2013 و2018، في الغوطة الشرقية"، وفق بيان مشترك صدر عن المنظمات الحقوقية الثلاث بعيد اعتقال مجدي.
وشغل مجدي نعمة منصب الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام، مستخدماً اسم إسلام علوش، وخرج من الغوطة إلى الشمال السوري وتركيا عام 2013، وبقي بمنصبه إلى حين تقديم استقالته في حزيران من عام 2017، وعاش في تركيا لإكمال دراسته الجامعية في فرع العلوم السياسية والعلاقات الدولية.