قال عدد من سكان المنازل العربية في دمشق القديمة، إنهم شاهدوا أفاعي داخل منازلهم وتمكنوا من قتلها خلال الأيام القليلة الماضية، ما أثار مخاوفهم ودفعهم للتساؤل عن درجة سميّة هذه الأفاعي وخطورتها.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، عن مدير الشؤون الصحية في دمشق الدكتور قحطان إبراهيم، قوله إنهم بحال تلقوا أي شكوى بخصوص وجود أفاعٍ في أحد المنازل، فإنهم يرسلون الفرق المختصة للتعامل مع المشكلة على الفور.
وذكر أنه من الممكن القضاء على الأفاعي عبر استخدام مواد سامة، لكن هناك خطر من أن تأكلها الحيوانات الأليفة، مشيراً إلى أن الأفاعي لا تحتاج إلى تناول الطعام كثيراً، حيث يمكنها البقاء على قيد الحياة لمدة 6 أشهر دون طعام إذا تناولت فأراً واحداً.
هل هي سامة؟
بدوره، أوضح الناشط البيئي "يمان عمران" أن سبب ظهور الأفاعي بالمنازل العربية القديمة هو قدم هذه المنازل ومواد البناء المستخدمة فيها كالحجر واللبن والخشب التي تكثر فيها الثقوب والشقوق، لافتاً إلى أن القوارض، مثل الفئران والجرذان، هي المسؤولة عن حفر هذه الشقوق، مما يوفر للأفاعي أماكن للاختباء والتكاثر.
وحول ما إذا كانت هذه الأفاعي سامة، قال "عمران" إن هناك نوعاً واحداً من الثعابين يوجد بالحارات القديمة في دمشق وحلب، يُعرف باسم الثعبان الدوري، تشبيهاً بالعصفور الدوري لكونه لديه نفس صفة الوجود الدائم قرب البشر وفي منازلهم، مشيراً إلى أنه غير سام.
وأضاف أن "الثعبان الدوري" يُعرف أيضاً باسم ثعبان عقد الجوز، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى وجود بقع على شكل حبات جوز على شكل عقد متسلسلة على ظهره، موضحاً أن هذا الثعبان يحب الطيور الصغيرة والقوارض، ما يجعله يشكل خطراً على عصافير الزينة الموجودة في الأقفاص.
وذكر "عمران" أن الثعابين في الأرياف والمزارع أكثر تنوعاً من تلك الموجودة في المدن، وذلك بسبب قربها من البرية، فعلى سبيل المثال يمكن رصد الحنش الأسود وأفعى الزيتون في ريف دمشق، بالإضافة إلى الأفعى البيضاء السورية السامة، أما في البادية فيمكن العثور على أفعى الصل الأسود السام.
هل الأفاعي ضارة؟
وبين أن المشكلة الرئيسية التي تواجه الثعابين، وخاصة غير السامة منها، هي نظرة المجتمع السلبية إليها، رغم أنها ليست خطرة على الإنسان، بل مفيدة في القضاء على الفئران والجرذان، وضرورية للنظام البيئي.
وأكد أنه من المستحيل التنبؤ بوجود الأفاعي في المنازل، حيث لا توجد دلائل واضحة على وجودها، وذلك لأنها لا تحفر تحت الأرض أو في الحائط، بل تستخدم أنفاق القوارض للسكن، حيث يمكن أن توجد بأي مكان توجد فيه القوارض.
ويرى الخبير البيئي أن الثعابين لا يمكن مكافحتها، لأنها ليست آفة، وإنما يمكن الحد من وجودها عن طريق القضاء على الفئران، التي هي السبب الأساسي لوجودها.