يستعد هواة ومحبو مشاهدة الظواهر الفلكية "الغريبة" لمتابعة حدث فلكي نادر مساء يوم الأربعاء، حيث سيقترب كوكبا المريخ والمشتري من أقرب نقطة بينهما في هذا العقد.
وهذا الاقتران الفريد، الذي سيظهر الكوكبين وكأنهما متلاصقان في السماء، يمثل فرصة نادرة للمراقبة ولن يتكرر مرة أخرى حتى عام 2033.
وخلال هذه الظاهرة، سيبدو أكبر كوكب في نظامنا الشمسي وجاره الأحمر الخافت قريبين للغاية من بعضهما بعضا، لدرجة أن شريحة صغيرة فقط ستفصل بينهما من منظور الأرض، على الرغم من أنهما في الواقع على بعد أكثر من 350 مليون ميل (575 مليون كيلومتر) في مداريهما.
وسيصل الكوكبان إلى أقرب مسافة بينهما، نحو ثلث درجة واحدة أو ما يعادل ثلث عرض القمر، خلال ساعات النهار في معظم مناطق الأميركيتين وأوروبا وإفريقيا.
ورغم أن الحدث سيبلغ ذروته نهاراً، إلا أن المشاهد المثلى ستكون في السماء الشرقية، باتجاه كوكبة الثور، قبل شروق الشمس.
حدث فلكي نادر لن يتكرر قبل 2033
أوضح جون جيورجيني، من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا، خلال حديثه لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أن الكوكبين لن يبدوا مختلفين كثيراً سواء قبل أو بعد الحدث بيوم واحد عندما تكون السماء مظلمة.
وأشار إلى أن مثل هذه الاقترانات تحدث كل ثلاث سنوات أو نحو ذلك، وهي ليست فقط عنصراً من عناصر الجمال الفلكي، ولكنها أيضاً تبرز القدرة على التنبؤ الدقيق بالأحداث السماوية قبل سنوات من وقوعها.
الجدير بالذكر أن المريخ والمشتري لم يقتربا من بعضهما بهذا القدر منذ عام 2018، ولن يتكرر هذا الاقتراب حتى عام 2033، كما أن أقرب اقتران بين الكوكبين خلال الألف عام الماضية حدث في عام 1761، حيث ظهر الكوكبان للعين المجردة كجسم واحد لامع، وفقاً لجيورجيني.
شهب البرشاويات تضيء السماء
ويتزامن اقتران المشتري والمريخ أيضاً مع زخات شهب البرشاويات، وهي واحدة من ألمع زخات هذا العام، مما يجعل من هذا الحدث فرصة ذهبية لعشاق الفلك للاستمتاع بمشاهدة ظاهرة نادرة دون الحاجة إلى استخدام مناظير أو تلسكوبات.