ملخص:
- انتهت المواجهات بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" في ريف حلب الشمالي بعد سيطرة الأخيرة على مواقع "صقور الشمال".
- هدأت الأوضاع بعد انسحاب "الجبهة الشامية" من مواقع في منطقة كفرجنة وعودتها إلى بلدة قطمة.
- أعلنت "صقور الشمال" حل نفسها وتسليم مواقعها لوزارة الدفاع.
انتهت المواجهات العسكرية في ريف حلب الشمالي، بين فصائل تتبع للجيش الوطني السوري، وتحديداً "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة"، بعد ساعات من الاشتباكات تركزت معظمها في ريف مدينة عفرين.
وتعمل "الجبهة الشامية" ضمن الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري، في حين تعمل "القوة المشتركة" التي تضم "فرقة السلطان سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" ضمن الفيلق الثاني في الجيش الوطني.
هدوء بعد مواجهات وقصف متبادل
بدأت الاشتباكات قبل يومين، عندما هاجمت "القوة المشتركة" مقراً رئيسياً لـ"لواء صقور الشمال" الذي انضم مؤخراً إلى "الجبهة الشامية"، في منطقة حور كلس شمالي حلب.
ويعود أصل الخلاف إلى انضمام "صقور الشمال" بقيادة "حسن حاج علي" (حسن خيرية) إلى "الجبهة الشامية"، ورفضه قراراً من وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بحلّ الفصيل.
وبحسب مصادر محلية، فإن قرار الوزارة بحل الفصيل جاء بتوجيه تركي، وهو ما استدعى "القوة المشتركة" وفصائل أخرى على علاقة جيدة بالجانب التركي، للتدخل وتطبيق القرار بالقوة.
وبعد سيطرة "القوة المشتركة" على مقار "صقور الشمال" في حور كلس، انتقلت المواجهات إلى معاقل اللواء في ريف عفرين، إذ سيطرت "المشتركة" على كل مواقع "صقور الشمال" في المنطقة.
وتدخلت "الجبهة الشامية" وهاجمت مواقع لـ"القوة المشتركة" في منطقة كفرجنة وريفها، وسيطرت على عدد من المقارّ، واحتجزت عدداً من العناصر.
في المقابل، أعلنت "المشتركة" عن اعتقال عدد من عناصر "صقور الشمال" و"الجبهة الشامية" خلال المواجهات.
وتسود حالة من الهدوء في منطقة ريف حلب الشمالي منذ مساء يوم أمس، إذ توقفت الاشتباكات بين الطرفين، وعادت الطرقات الرئيسية، لا سيما طريق اعزاز - عفرين للعمل.
ما نتائج المواجهات؟
انتهت المواجهات بسيطرة "القوة المشتركة" على كل مواقع "صقور الشمال" في منطقتي عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، في حين ذكرت مصادر محلية أن "المشتركة" ستضع هذه المواقع تحت تصرف وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة.
كذلك انتهت المواجهات بإعلان "صقور الشمال" حل نفسه وخروجه من "الجبهة الشامية"، وقد قال في بيان عقب الاشتباكات: "نشكر جميع مكونات الجيش الوطني السوري لتضحياتهم الجليلة في الثورة السورية، ونود أن نعرب عن امتناننا لفصيل صقور الشمال الذي قدم مساهمات مهمة وقيمة في الثورة السورية".
وأضاف: "كما هو معلوم، فإن عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري مستمرة منذ عامين، وفي هذا السياق يتم الآن إعادة توزيع الأدوار والوظائف الموكلة لبعض التشكيلات".
وختم: "بسبب المتطلبات الميدانية في الآونة الأخيرة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية في محاربة الأعداء وأكثر كفاءة، تم حل فصيل صقور الشمال وإعلان خروجه من الجبهة الشامية وتسليم إدارة الفصيل لوزارة الدفاع".
من جهتها، انسحبت "الجبهة الشامية" من المواقع التي سيطرت عليها في منطقة كفرجنة شمالي حلب، وعادت إلى مواقعها في بلدة قطمة المجاورة، الواقعة بين مدينتي اعزاز وعفرين.
ولم يعلن طرفا الاشتباك عن حصيلة دقيقة حول القتلى والجرحى من عناصر الجانبين خلال المواجهات، كما لم يُفصح عن مصير المحتجزين.
الاشتباكات في ريف حلب
ومنذ أسابيع تتواصل الاستنفارات بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" في ريف حلب، بسبب فشل التوصل إلى حلول بخصوص قضية "لواء صقور الشمال".
وأمس الخميس، أعلن الدفاع المدني عن نجاح جهوده في التوصل إلى "هدنة إنسانية" بريف حلب الشمالي لإجلاء الجرحى المدنيين، بعد ساعات من الاشتباكات بين كل من "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" التابعتين للجيش الوطني السوري.
وفي بيان له، ذكر الدفاع المدني أنه "الهدنة تهدف إلى تمكين فرق الدفاع المدني السوري من الوصول إلى الجرحى المدنيين وسحبهم من مناطق الاشتباك، وإجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد الاشتباكات إلى أماكن بعيدة وأكثر أماناً".
وقبل إعلان الدفاع المدني، أعلنت "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة"، في بيانين منفصلين، القبول بالتهدئة من أجل السماح لفرق الإسعاف بالوصول إلى المخيمات المتضررة من جراء الاشتباكات.