icon
التغطية الحية

"طوابير الذل".. احتجاجات متواصلة في لبنان بسبب أزمة الوقود

2021.08.23 | 19:16 دمشق

2021-03-17t153025z_195159836_rc23dm9s9sdy_rtrmadp_3_lebanon-crisis-economy.jpg
(إنترنت)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تتفاقم معاناة اللبنانيين مع استمرار أزمة الوقود وتزايد الازدحام أمام محطات الوقود، بالإضافة إلى الأزمات الأخرى التي تعصف بالبلاد، مثل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وسط احتجاجات شهدتها بعض المناطق شملت قطع طرق رئيسة.

وأغلق محتجون اليوم الإثنين طرقاً عدة في لبنان، حيث اكتظت محطات الوقود بالسيارات عقب قرار رفع أسعار المحروقات، وذلك بعد يومين من إعلان الحكومة والبنك المركزي تخفيف دعم الوقود.

وبحسب وكالة "الأناضول" فإن المحتجين أغلقوا طرق عدة شمال وجنوب وشرقي البلاد، بينها الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنوبي البلاد، والطريق الذي يربط بيروت بطرابلس، بالإضافة إلى اصطفاف مئات السيارات منذ الصباح أمام المحطات تنتظر دورها لملء خزاناتها بالوقود، فيما أقفلت عشرات المحطات أبوابها وامتنعت عن تسليم الوقود بانتظار الحصول على السعر الجديد من الشركات.

 

طوابير أمام محطات الوقود

ويكاد لا يخلو يوم من حادثة إطلاق نار أمام محطة محروقات، حيث تعمل عقبها قوة من الجيش على تطويق المكان، وقُتل الشاب غيث المصري أمام محطة للمحروقات قبل نحو أسبوعين في بلدة ببنين عكار  إثر خلاف حول تعبئة البنزين، لتسفر الحادثة فيما بعد عن اشتباكات مسلحة داخل البلدة.

وقال عزام المحمد 62 عاماً أحد أهالي طرابلس إن الأزمة واضحة حيث يقف المواطنون "بذل" في الطوابير لتعبئة البنزين والغاز، واصفاً الوضع بـ "السيئ للغاية ولا يطاق".

وأضاف أنه يحاول منذ 4 أيام الحصول على البنزين لكنه لم يتمكن، محملاً المسؤولين من رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى أصغر مسؤول في الحكومة مسؤولية عن معاناتهم، داعياً إياهم إلى "تجربة الوقوف في الطابور".

وأفاد المواطن عبد الكريم إسبر 54 عاماً، أنه منذ 3 أيام يحاول الحصول على البنزين لكنه لم يستطع، قائلاً "أنا هنا اليوم منذ الخامسة فجراً وحتى ظهر اليوم ولم تبدأ المحطة بتعبئة البنزين".

وحال حسين أديد ذو الـ 76 عاماً ليس أفضل من عبد الكريم وعزام حيث قال لـ "الأناضول" إنه منذ الرابعة فجراً وحتى ساعات الظهر وهو يقف عند محطة الوقود، ولم يحصل على البنزين، متسائلاً "لماذا يفعل المسؤولون بنا ذلك"، وهو يعاني من مرض الضغط.

شح الوقود أدى لانقطاع التيار الكهربائي

يعاني لبنان من شح في الوقود لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، والمولدات الخاصة، حيث تراجعت تدريجياً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير التيار الكهربائي، الأمر الذي أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق، علماً أن أسعار الكهرباء التي تتقاضاها الدولة لا تزال بالليرة اللبنانية ولم تتغير منذ سنوات طويلة، فيما يعتبر الهدر في مؤسسة كهرباء لبنان من أبرز أسباب العجز الحكومي.

ولم تعد المولدات الخاصة على وقع شح الوقود قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها إلى التقنين أيضاً.

وقال الطفل جاد المصري (10 سنوات) إنهم يجلسون على ضوء الشمعة في ساعات الليل و"نحن في عهد الذل" لا كهرباء ولا ماء"، مضيفاً أن شقيقته تنام على الأرض من الحر، بسبب عدم تشغيل جهاز التبريد نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء.

"طوابير الذل"

وبدأت البلاد أيضاً تعاني من أزمة غاز، حيث يقف أحد المواطنين فواز نحيلي أمام شركة الغاز في طرابلس منذ يوم الجمعة الماضي ينتظر أن يتم تشغيل المحطة لتعبئة الغاز، مشيراً إلى أنهم "بانتظار التسعيرة الجديدة للوقود التي تصدرها الحكومة".

وتساءل كيف يمكنه أن يطعم أطفاله الأربعة وهو ينتظر طوال النهار لتعبئة قارورة الغاز ولم يذهب إلى العمل، لافتاً إلى أن وزارة الطاقة أصدرت التسعيرة، فلماذا لم يشرعوا بتعبئة الغاز ونحن منقطعون منه منذ 4 أيام".

وأضاف أن اللبنانيين يعيشون في وطنهم بـ "الذل"، قائلاً "أليس في قلب السياسيين رحمة انظروا إلى هذه الطوابير التي لم تحصل في تاريخ لبنان".

ووافقت الحكومة اللبنانية السبت الماضي على تخفيض دعم استيراد الوقود، إلى سعر صرف 8000 ليرة للدولار بدلا من 3900 ليرة، ما أدى لقفزة في أسعار الوقود المباع في البلاد بأكثر من 66%.

ويحصل غالبية اللبنانيين على أجورهم بالعملة المحلية التي فقدت أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار جراء الانهيار الاقتصادي الذي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

وحذرت نقابة المستشفيات في لبنان بداية الشهر الجاري من أن عددا منها مهدد بالتوقف عن العمل بسبب عدم وفرة الوقود المخصص لتشغيل مولداتها الكهربائية الخاصة، ما يشكل تهديدا لحياة المرضى لديها.

كما أدى نقص الوقود إلى صعوبات كبيرة في تشغيل المخابز والأفران ما دفع عددا منها في بعض المناطق إلى إغلاق أبوابه، فيما تشهد أخرى طوابير انتظار لشراء الخبز من قبل المواطنين.

ومن جراء أزمة اقتصادية طاحنة منذ أواخر 2019، يعاني لبنان نقصا حادا في السلع الأساسية المستوردة من الخارج، كالوقود والأدوية والأدوات الطبية، من جراء عدم وفرة النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.