مع نهاية شهر أيلول واقتراب فصل الشتاء، ارتفع سعر كيلو الحطب في العاصمة دمشق إلى 4500 ليرة، ما يعني أن سعر الطن وصل إلى 4.5 ملايين ليرة، بارتفاع نسبته نحو 32% تقريباً خلال أسبوع فقط، حيث كان السعر حينذاك نحو 3400 ليرة للكيلو.
وكان تقرير لأثر برس قال في الـ24 من أيلول، إن سعر طن الحطب (الليمون – السنديان) بلغ 3 ملايين و200 ألف ليرة سورية أما سعر طن حطب الصنوبر فسجل 3 ملايين و400 ألف، مرتفعاً عن 2 مليون ليرة للطن في بداية العام الجاري 2023.
اضطر عمران وهو رب عائلة من 5 أشخاص، أن يشتري نصف طن من الحطب بـ4500 ليرة للكيلو فقط، مشيراً إلى أن أغلب المصادر الأرخص التي حاول الشراء منها، كانت غير جيدة، حيث يقوم بائعوا الحطب وفقاً لحديثه برشه بالماء مراراً كي يزداد وزنه، ما يؤثر على جودته.
وأشار إلى أنه حاول شراء الحطب من محافظة اللاذقية، لكنه تفاجأ بأن سعر الكيلو قبل الشحن إلى دمشق هو 3500 ليرة، ما يجعل كلفة نقله للعاصمة ثم إلى منزله كبيرة، ما اضطره للشراء من الباعة في دمشق بسعر مرتفع.
سعر الحطب قابل للزيادة
أكد باعة حطب تواصل معهم موقع تلفزيون سوريا، أن السعر الحالي قابل للزيادة مع بدء الشتاء وزيادة الطلب على المادة بعد ارتفاع أسعار المازوت، مشيرين إلى أن بعض التجار لم يطرحوا ما لديهم بعد وآخرون اشتروا كميات كبيرة وخزنوها منتظرين فصل الشتاء وارتفاع الأسعار لبيعها.
على صعيد آخر، تقوم بعض محال بيع الأثاث المستعمل بشراء الأثاثات القديمة والمتهالكة أو الأنقاض الخشبية بسعر 1000 ليرة للكيلو.
ويقول أحد التجار مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "كثيرا من الأسر تطلب منه في الشتاء تأمين خشب رخيص للتدفئة، فقام هذا العام بهذه الخطوة ليبيع الكيلو في الشتاء بعد تقطيع الخشب بـ1500 – 2000 ليرة تبعاً للطلب.
يبدو سعر 1500 ليرة جيداً قياساً بـ4500 ليرة لسعر كيلو الحطب المخصص للتدفئة، لكن حتى هذا المبلغ الصغير قد يكون ضخماً على كثير من الأسر، إذ تحتاج الأسرة في أيام البرد إلى حرق ما لا يقل عن 5 كغ مع تقنين تشغيل المدفأة، ما يعني إنفاق 7500 ليرة يومياً في أقل تقدير، بينما يبلغ الاستهلاك الوسطي نحو 8 كغ في اليوم البارد.
في سوريا.. حرق ألعاب الأطفال للتدفئة
يوضح صالح وهو رب عائلة من 3 أشخاص، أنه اضطر في إحدى ليالي العام الماضي الباردة، إلى حرق ألعاب أطفاله في المدفأة لعدم توافر ما يمكن حرقه، مشيراً إلى أنه حرق ملابس مهترئة وكراتين من مخلفات محال البقالة للتدفئة في الشتاء الماضي، كونه لم يستطع تأمين ثمن الحطب أو المازوت، مؤكداً أنه بدأ حالياً بتجميع الكراتين وكل ما يمكن حرقه في سقيفة منزله استعداداً لفصل الشتاء، حيث يقوم يومياً بجولة على المحال وحاويات القمامة لتجميع ما يمكن تجميعه مجاناً.
اقرأ أيضا: معظمها بدائي وغير آمن.. 5 وسائل تدفئة يضطر السوريون لاستخدامها
ووسطياً بلغ سعر مدفأة الحطب الجيدة نوعاً ما نحو نصف مليون ليرة، ما دفع البعض إلى تحضير مدافئ المازوت التي لديهم بتحويلها إلى مدافئ حطب بإجراءات بسيطة ليس لها تكاليف تذكر، في وقت بدأت فيه أسعار مدافئ المازوت الصغيرة من 400 ألف ليرة متدرجةً بالصعود تبعاً لحجمها ونوعها.
ورفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سعر المازوت الحر يوم الأحد نحو 290 ليرة إلى 13290 ليرة بعد أن رفعته في أيلول إلى 13000 ألف ليرة. وارتفع سعر لتر المازوت في السوق السوداء إلى 16 ألف ليرة وسط توقعات بارتفاعه أكثر مع دخول فصل الشتاء، ما يجعل عملية التدفئة بالمازوت مكلفة جداً خاصةً وسط بطء توزيع المادة عبر البطاقة الذكية بالسعر المدعوم 2000 ليرة.