icon
التغطية الحية

طفلة سورية تواجه مصير "باترسبي" بعد رفض المحكمة بقاءها على جهاز التنفس

2022.08.26 | 05:14 دمشق

الرعاية الطبية التلطيفية هي الحل برأي المحكمة العليا بلندن
الرعاية الطبية التلطيفية هي الحل برأي المحكمة العليا في لندن
إيفنينغ ستاندرد - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

خسر والدا طفلة سورية تعاني من مرض خطير، وهما لاجئان سوريان طالبا بتلقي ابنتهما علاجاً يدعم بقاءها على قيد الحياة، قضيتهما أمام المحكمة العليا في بريطانيا.

إذ ذكر أطباء متخصصون أمام المحكمة بأن تلك الطفلة البالغة من العمر ستة أعوام أضحت في حالة احتضار وذلك بسبب وضعها الميؤوس من شفائه كونها تعاني من مرض عصبي نادر، مشددين على ضرورة نقلها لتحصل على العلاج بموجب نظام العناية الطبية التلطيفية.

إجحاف قاس

غير أن أبويها اللذين غادرا سوريا قبل ثماني سنوات وتقدما بطلب للحصول على اللجوء السياسي في بريطانيا، اعترضا على ذلك لأنهما يرغبان بأن تبقى طفلتهما تحت التنفس الصناعي بمساعدة الأجهزة لفترة طويلة.

كما طالبا بتأمين رعاية طبية لها في المنزل بواسطة جهاز تنفس محمول.

إلا أن القاضي أصدر حكمه يوم الأربعاء الماضي، مخالفاً بذلك رغبة الأبوين، إذ حكم بقطع المعالجة الطبية التي تعين الطفلة على البقاء على قيد الحياة، لكنه قال: "إنه لمن الإجحاف القاسي النظر في ذلك الحدث المؤلم" وذلك بالنسبة لما حدث لتلك الطفلة.

بيد أنه ذكر بأن الأدلة تظهر بأنها تجاوزت مرحلة المساعدة الطبية، لذا قد حان الوقت ليشارك والداها في خطة الرعاية الطبية التلطيفية.

واختتم القاضي جلسة الاستماع تلك بعد تقديم أدلة في تلك المحاكمة التي أجريت ضمن قسم محكمة الأسرة التابع للمحكمة العليا بلندن في مطلع هذا الأسبوع.

يذكر أن الطفلة تخضع لرعاية صندوق مؤسسة المرأة والطفل التابع للخدمات الصحية الوطنية في برمنغهام.

وقد طالب القائمون على ذلك الصندوق القاضي بأن يحدد الخطوات التي يجب أن تتخذ لصالح تلك الطفلة. إلا أن القاضي أعلن عن عدم تحديد اسم وهوية الطفلة على الملأ، نظراً لرفض والديها لفكرة ظهور اسمها على الإعلام.

غير أن القاضي ذكر بأن الطفلة ولدت في لبنان بعدما غادر والداها سوريا، لكنها مرضت بعد أربع سنوات من وصولهم إلى إنكلترا.

وعند النطق بالحكم قال القاضي: "من المؤلم تحمل هذا الإجحاف القاسي جراء ما حدث للفتاة عقب كل ما عاشته أسرتها من مآس، فلا أحد يمكنه أن يتخيل ما يشعر أهلها به، إلا أنه لا أمل من أن يتمكن التنفس الصناعي في البيت من تحقيق أي فائدة طبية ترجى لها، كما لا يمكن لأي علاج أن يحسن من وضعها، لأنها تجاوزت مرحلة المساعدة الطبية بكل تأكيد، لكن جسدها ليس بعبء، إلا أن الوقت قد حان حتى يشارك أهلها في خطة الرعاية التلطيفية".

لا تحسن بل تطور

قدمت المحامية التي رأست الفريق القانوني لدى الصندوق تفاصيل حول وضع الفتاة للقاضي، وذكرت بأن وضعها لا يمكن أن يتحسن بل إنه سيتطور، حيث قالت ناجينا خالق إن الطفلة لم تعد قادرة على المشي أو الجلوس أو الوقوف، وإنها أمضت ثلثي عام 2022 وهي تحت جهاز تنفس صناعي داخل وحدة العناية المركزة، وأضافت: "إنه لوضع قاس جداً.. ولقد وصلنا اليوم إلى مرحلة لم يعد يفكر الصندوق معها بأن من مصلحة البنت إبقاءها تحت تدخل الدعم التنفسي، لأن هذا ليس علاجاً".

أما المحامي إيان براونهيل الذي رأس الفريق القانوني الذي يمثل الأبوين فقد ذكر بأن أهل الفتاة يتقبلون بأن ابنتهم لن تبرأ من مرضها، لكنهم يعترضون على فرض "سقف للرعاية".

إلا أن القاضي ذكر بأن البنت كانت تنام وهي تحت جهاز التنفس، وخلال فترات الراحة تلك، كان يتم تزويدها بالأوكسجين لمساعدتها على التنفس بشكل مستمر.

ولكن بما أن والدي الطفلة مسلمان، لذا فإن نشأتهما الثقافية والدينية دفعتهما للاعتراض على ما اقترحه الأطباء، إذ ذكر والدها للقاضي بأنه يتفهم وجهة نظر الأطباء، ولكن ابنته ستكون "أسعد" في البيت عندما تخضع لجهاز تنفسي لفترة طويلة، كما ذكر بأن عدم تأمين جهاز التنفس في البيت لا يعبر إلا عن خذلان وتراجع عن المساعدة، ولهذا يعتبره ذنباً.

يذكر أن والدي الطفلة غادرا سوريا في عام 2014 ليعيشا في لبنان قبل أن يتقدما بطلب لجوء سياسي في بريطانيا حسبما ذكرا للقاضي، إذ قال والدها: "لقد عانينا طوال حياتنا منذ أن ولدنا، سواء في سوريا أو لبنان، إلا أننا تلقينا الكثير من الدعم والمساعدة هنا"، وأضاف بأنه لن يعود إلى سوريا أبداً وذلك بسبب وجود "النظام" هناك.

أما الأم فقد أخبرت القاضي بأن الابتسامة لا تفارق وجه ابنتها عندما تكون في البيت، وأضافت: "أطلب منكم الرأفة".

ولهذا وصف القاضي الزوجين بأنهما "شجاعان ويتمتعان بمرونة منقطعة النظير"، وبأن ابنتهما محظوظة بهما، لكنه قال: "إن ما حدث مأساوي حقاً".

المصدر: إيفنينغ ستاندرد