نجاح جديد يسطره الطلبة السوريون في الخارج، هذه المرة مجد أبازيد ابن مدينة درعا سجل براءة اختراع باسمه في المركز الأوروبي، عن بحثه الذي يمكن من خلاله الكشف المبكر عن مرض الزهايمر وأمراض أخرى.
براءة الاختراع التي حصل عليها أبازيد، تتمحور حول تفنيده طريقة رياضية قائمة على الذكاء الصناعي، ويمكن استخدامها بعدة مجالات غير الطبية.
حرمت من إتمام تعليمي الجامعي
قال مجد أبازيد لموقع تلفزيون سوريا "قدمت إلى فرنسا في العام ٢٠١٤، وتمكنت في العام الأول من وصولي من تعلم اللغة الفرنسية، وفي العام التالي حصلت على ليسانس في الهندسة المعلوماتية بعد تعديل شهادتي الجامعية وإعادتي سنة ثالثة بعد أن كنت بالسنة الرابعة في سوريا ، ثم تقدمت إلى دراسة الماجستير في الذكاء الصناعي وعلم المعلومات، وفي العام الأخير من دراستي الجامعية عملت كمهندس بحث علمي في جامعتي، ثم تقدمت إلى دراسة الدكتوراه وأنا اآن في السنة الثانية".
وعن سبب خروجه من سوريا أفاد، "أنه تم حرمانه من دراسته الجامعية، بسبب نشاطه الثوري، وخوفاً من تعرضه للاعتقال بعد أن اعتقل النظام معظم أصدقائه الذين تشارك معهم العمل الثوري السلمي، ما اضطره للخروج من سوريا".
وأضاف "لقد توجهت إلى مصر في العام 2013، وهناك تمكنت من الحصول على منحة دراسية في فرنسا.
بدء الاختراع من فكرة بحث
وعن سبب اختياره ليكون بحثه الذي حصل من خلاله على براءة اختراع رد قائلاً، "اخترت أن يكون بحثي عن مرض الزهايمر وإشارات الدماغ الكهربائية، بسبب انتشار هذا المرض بشكل كبير، والذي يصيب الطبقة الأكثر ضعفاً في المجمع وهم كبار السن، ولأن عدد مرضى الزهامير يرتفع بشكل متسارع، بسبب طبيعة الحياة العصرية التي تجعل الأشخاص في توتر كبير خاصة في أوروبا".
وأضاف "عندما جائتني فكرة البحث ذهبت إلى المستشفى بهدف عرض نتائجي على الأطباء، ليؤكدوا لي، إن كان لبحثي معنى طبي أم لا، وكان بهدف ورقة بحثية لا أكثر، وعند إطلاع رئيس البحث العلمي في المستشفى على الفكرة، أبلغني أنها تصلح لأن تكون براءة اختراع، وعندها بدأت العمل عليه بهدف الحصول على براءة الاختراع".
وكان من أهداف أبازيد الحصول على براءة اختراع، لكنه لم يتوقع الحصول عليها في هذه السرعة وفق ما حدثنا به، مشيراً، أن من العوامل التي ساعدته على إنجاز اختراعه، هو فريق العمل والظروف التي قدمها المختبر له.
وبحسب أبازيد فإن "المساعدة التي قدمتها له شريكته في الاختراع والمشرفة على رسالته، الدكتوره نسمة حوماني من أصل جزائري، كانت واحدة من أسباب حصوله على براءة الاختراع".
تطبيق طرق علمية جديدة
أبازيد طالب دكتوراه في مجال علم المعلومات والذكاء الصناعي و الرياضيات التطبيقية، وعنوان رسالته، الكشف المبكر عن الأمراض العصبية باستخدام إشارات الدماغ الكهربائية بواسطة طرق الذكاء الصناعي والرياضيات.
عمل أبازيد على تطبيق طرق جديدة للحصول على نتائج أفضل، بهدف الكشف المبكر عن مرض السرطان، وذلك بناء على معطيات وفرها له مستشفى منخرط بالبحث العلمي وشريكه في مشروع الدكتوراه".
وبدأ بتحليل النتائج التي توصل لها مع مشرفته على رسالة الدكتوراه، وأيضا ًمع الأطباء ليؤكدوا له إن كان لنتائج بحثه معنى طبي أم لا، بحسب وصفه.
والاختراع الذي حصل عليه، كان لدراسته طريقة رياضية تعتمد على استخلاص أهم المتغيرات التي تميز بين الإنسان الطبيعي والإنسان الذي يعاني من أمراض عصبية، والتي أثبتت فعالية كبيرة في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر.
واعتمد في بحثه "على دمج نسب الدراسات السابقة لباحثين، وطبق طريقة رياضية تسمى "Gram Shmidt" بهدف استخلاص أهم المتغيرات التي تميز مرضى الزهايمر، وكانت النتائج جيدة ووصلت نسبة الكشف عن مرضى الزهايمر إلى مئة بالمئة في قاعدة المعطيات التي يملكها المشفى والذي يشاركنا مشروع الدكتوراه، بينما كانت الدراسات الأخرى تصل إلى 85 بالمئة".
حماية الفكرة
وتمكن أبازيد خلال ثلاثة أشهر من الانتهاء من بحثه، فيما أخذت الأمور الإدارية لتقديم البحث من قبل مختبر البحث العلمي التابع لجامعته إلى الاتحاد الأوروبي ستة شهور.
وعن حماية بحثة أفاد" أن هناك شركات تقوم بشراكة مع الجامعات التي تقدم أبحاثا بهدف دفع أقساط مبلغ حماية براءة الاختراع للمركز الأوروبي على مدى عشرة أعوام، والهدف من هذا، أنه في حال لم يتم شراء الاختراع من قبل المشافي ومراكز الأبحاث، تتقاسم الشركة والجامعة الخسارة المالية، كما تتقاسم الربح المادي في حال استثمار الاختراع"، مؤكدأ، أنه ليس له أي علاقة في الأمور المالية لاختراعه سواء حقق أرباح أم لم يحقق.
صعوبات العمل البحثي
وأكد أن أغلب الصعوبات التي يعاني منها الطالب، هي "رفض المشرف على رسالة الدكتوراه بحثه لاعتبارها فكرة مجنونة، ولكنني لم أعانِ من هذا الأمر ضمن فريق عملي المكون من ثلاثة أطباء مشرفين على رسالتي، والدكتورة الأساسية المشرفة عليها حيث قدمت لي هامشا كبيرا من الحرية".
والصعوبات المالية هي أكثر ما يعاني منه أي طالب دكتوراه في فرنسا، لأن المردود المالي لايتناسب مع الجهد المبذول والتعب الجسدي والنفسي الذي يعيشه الطالب خلال سنوات دراسته الثلاث.
وأشار أن وضعه المادي مقبول في الجامعة التي يدرس فيها والتي قدمت له منحة الدكتوراه، مؤكداً أنه فضل البحث العلمي، رغم أن في حال عمل في أحد فروع الهندسة لتقاضى ضعفي أجره الذي يتقاضاه الآن.
أصحاب فضل
وجه مجد أبازيد في نهاية حواره لموقع تلفزيون سوريا، شكره لوالده ووالدته لتشجيعهم له، وأكد أن والده كان على يقين أنه سوف يتمكن من إنجاز اختراع في حال وصوله إلى أوروبا، مضيفاً "أن والدته ضحت بدراستها الجامعية لتتفرغ لتعليمه وأخوته".
وينتظر أبازيد قبول اختراعه في المركز الأميركي، حتى تصبح براءة اختراعه ذات صفة عالمية.
وبدأ أبازيد مؤخراً العمل على بحث خاص بمرضى"الكوما"، بهدف تحليل خريطة أدمغتهم عبر إشارات الدماغ الكهربائية " EEG".