شهدت الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة الحسكة، ارتفاعاً في الأسعار في السلع والمواد الغذائية، وذلك في أعقاب الأوضاع الميدانية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، في حين تكون الأسعار على بعد أمتار حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أقل بكثير.
قالت ميرفت (اسم مستعار) لموقع تلفزيون سوريا إن راتبها التقاعدي حتى بعد الزيادة -والذي لا يتجاوز 200 ألف ليرة- لا يكفيها ثمن أمبيرات الكهرباء، فهي تدفع 220 ألف شهرياً مقابل 6 أمبيرات من الكهرباء التي تصل لمنزلها 12 ساعة في اليوم، في حين تدفع ما يعادل 75 ألف شهرياً اشتراك الإنترنت، الذي يعد من الضروريات لكي تتواصل مع أهلها في المحافظات الأخرى.
وأضافت أن الوجبة اليومية للشخص الواحد تكلف ما يزيد على ثلاثين ألف ليرة، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من البندورة 8000 ليرة، كما اشترت 3 حبات كوسا للطبخ بمبلغ 21 ألف ليرة، في حين وصل كيلو السمن النباتي إلى 140 ألفاً.
وقالت صحيفة قاسيون المحلية إن وسطي تكاليف معيشة الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد في سوريا ارتفع إلى 9.5 ملايين ليرة سورية، حيث تصاعدت هذه الأرقام متأثرة برفع الرواتب غير المدروس وما تبعه من التضخم.
من جانبه، أوضح محمد (اسم مستعار) في حديث لموقع تلفزيون سوريا أنه يشتري المياه من الصهاريج -وهي غير صالحة للشرب- بنحو 50 ألف ليرة سورية للخزان الواحد، والذي يعادل سعة 5 براميل، بعد أن كانت كلفته بنحو 40 ألف ليرة، في حين حددت الإدارة الذاتية سعر الخزان الواحد في مناطق سيطرتها بسعر 15 ألف، ويباع للمستهلك بمبلغ 20 ألفاً.
وأشار محمد إلى أنه نتيجة انقطاع المياه بمدة زمنية طويلة عن المدينة، يُضطر إلى شراء عبوات المياه للشرب، ولكن بعد مشاريع المنظمات الإنسانية لتنقية مياه الآبار وتحليتها في عدد من المناطق، أصبح يجلب منها المياه بشكل يومي.
نسبة ارتفاع الأسعار والتفاوت بين منطقتي السيطرة
تعد الأسعار في المربع الأمني في مدينة الحسكة حيث يسيطر النظام السوري، مرتفعة مقارنة بمناطق سيطرة "الإدارة الذاتية".
تقول ريهام إن سعر الأمبير الواحد في المربع الأمني يبلغ نحو 35 ألف ليرة، في حين يبلغ سعر الأمبير في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية نحو 20 ألفاً.
أما عن أسعار الخضراوات واللحوم والسلع الغذائية فهي تتشابه، حيث يبلغ سعر الفروج الحي 32 ألف، بينما ارتفع سعر كيلو اللحمة إلى 110 آلاف، في الوقت الذي سجل فيه سعر كيلو البطاطا مابين 5 إلى 6 آلاف ليرة وكيلو كل من البصل والباذنجان بـ 3500 .
قال فادي وهو صاحب بقالية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية إن 4 ليترات من الزيت أصبحت بـ 70 ألف ليرة أي إن ليتر الواحد 17500، بينما سعر ليتر زيت زيتون أصبح ب 65 ألفا، مضيفاً أن ربطة الخبز السياحي وصلت إلى 4 آلاف ليرة.
وسجلت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع التوتر الأمني الذي شهدته المنطقة مؤخراً، مع استمرار تراجع سعر الليرة في السوق، ليبلغ 13700 للدولار الواحد، لتتبع ذلك قرارات بارتفاع المحروقات، وعلى وجه الخصوص مادة المازوت الضرورية لتشغيل المولدات والتدفئة مع انخفاض متسلسل بدرجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء، فضلاً عن تأثير هذا الارتفاع على المزارعين والفلاحين.
ما ينعكس على حياة المواطنين ويزيد من معاناتهم، وتعرضهم للاستغلال من قبل التجار في ظل الفلتان في الأسعار وغياب الرقابة وعدم قدرتها على ضبط الأسعار، بالتزامن مع تدني الأجور وقلة المساعدات المقدمة وانعدامها في عدد من المناطق.