تواجه المفاوضات غير المباشرة في القاهرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق هدنة "صعوبات"، من دون أن يفقد الوسطاء الأمل باستمرارها، في ظل ضغط إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن مصدر مصري رفيع لم تذكر اسمه، اليوم الثلاثاء، بأن هناك "مصاعب" تواجه مباحثات القاهرة غير المباشرة، لكنه أكد أنها "ما زالت مستمرة".
وقال المصدر المصري، إن المباحثات التي تعقد في القاهرة بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية وحركة حماس وقطر ما زالت مستمرة، بهدف التوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل شهر رمضان.
وأضاف أن هناك مصاعب تواجه المباحثات لكنها ما زالت مستمرة، موضحاً أنه لا صحة لعدم الوصول إلى اتفاق حتى الآن.
وقال مصدر مصري آخر لصحيفة "العربي الجديد" إن وفداً إسرائيلياً من المقرر أن يصل إلى القاهرة غداً الأربعاء لتسليم موقف تل أبيب بشأن ما قدمته حركة حماس.
يذكر أن إسرائيل لم تشارك في مفاوضات القاهرة الرباعية، التي بدأت الأحد الماضي وتشارك فيها مصر والولايات المتحدة وقطر وحركة حماس.
وكانت تل أبيب تشترط لحضور اجتماعات القاهرة، الحصول على قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة، للمضي قدماً في الصفقة، وهو ما رفضه أيضاً مجلس الحرب في إسرائيل وأشعل خلافاً جديداً مع رئيسي الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن مسار الحرب والمفاوضات، وفقاً لهيئة البث.
رد حماس
أعلنت حماس اليوم على لسان القيادي باسم نعيم، أن الحركة قدمت في القاهرة رؤية واضحة ترتكز على خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، بحسب "العربي الجديد".
وأضاف نعيم، أن رؤيتنا تقوم على وقف إطلاق نار شامل ومعلن بضمانات دولية، حتى لو تم تنفيذه على مراحل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت القناة "13" الإسرائيلية الخاصة عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، أن تل أبيب تنتظر رداً من "حماس" على مقترحاتها بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة.
وقالت القناة إن التصريحات تأتي على خلفية تقارير غربية تشير إلى "انهيار" المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس".
وتتزامن المفاوضات مع زيارة وزير مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس للبيت الأبيض، ومع ضغوط من الإدارة الأميركية، التي تطالب تل أبيب بوضع جدول زمني لإنهاء الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 151 يوماً.
عقدة الخلاف
يبذل الوسطاء جهوداً لتذليل العقبات وتقليص الفجوة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة قبيل شهر رمضان (الأسبوع المقبل).
وبحسب تقارير غربية وإسرائيلية تركز مساعي الوسطاء على تقليل مساحات الخلاف بين الطرفين حول تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وهوية المعتقلين من الجانبين المزمع الإفراج عنهم.
في حين تشير تقارير إلى أن "حماس" لن تقدّم تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى لديها "من دون ثمن كبير يجب أن تدفعه إسرائيل على صعيد التخفيف من معاناة أهل غزة ووقف إطلاق النار".
وتعد هذه المفاوضات واحدة من سلسلة اجتماعات عقدت خلال الفترة الأخيرة لإرساء اتفاق بين الطرفين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على عدم التجاوب مع مطالب "حماس"، مما يؤدي إلى تعثر المفاوضات.
يذكر أن إسرائيل وحماس توصلتا إلى هدنة استمرت أسبوعاً، من 24 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 1 كانون الأول/ديسمبر 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة جداً إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية.
ومنذ 151 يوماً، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".