شهدت مدينة الباب ومحيطها في ريف حلب الشرقي، مساء أمس السبت، اقتتالاً بين فصيلين مِن الجيش الوطني السوري أدّى إلى وقوع ضحايا مدنيين، واحتراق أراضٍ زراعية.
وقال مصدر محلي مِن مدينة الباب لـ موقع تلفزيون سوريا إن مدنيين اثنين - أحدهما امرأة - قضَيا وجُرح آخرون (بينهم طفلة) باشتباكات اندلعت بين فصيلي "الجبهة الشامية" و"فرقة الحمزة" على أطراف مدينة الباب شرق حلب.
وأضاف المصدر، أن الاقتتال أسفر أيضاً عن مقتل عنصر مِن "فرقة الحمزة"، كما أدّى إلى احتراق بعض المحاصيل الزراعية في محيط بلدة قباسين، ومحطة وقود "العباس" على طريق بلدة بزاعة المجاورة، نتيجة الاستهداف المتبادل بحشوات قاذف "RPG"، في حين سارعت فرق الدفاع المدني لـ إخماد تلك الحرائق.
مِن جانبهم ذكر ناشطون، أن "زوجة قيادي مِن فرقة الحمزة يُدعى (النقيب أبو عبدو) قتلت، بينما تعرّض القيادي وأخته لـ إصابات بالغة، وكان برفقتهما في سيارته أثناء الاشتباكات التي اندلعت عند دوّار المروحة الواقع بين مدينة الباب وبلدة بزاعة".
وحسب المصدر، فإن سبب اندلاع الاشتباكات بين الفصيلين يعود إلى قطع "الجبهة الشامية" طريق التهريب على شاحنات تشرف عليها "فرقة الحمزة" وكانت معدة للتهريب إلى قرية السكرية الواقعة تحت سيطرة قوات نظام الأسد.
ونشرت "الجبهة الشامية" (الفيلق الثالث) عدداً مِن الحواجز الطيّارة "المؤقّتة" على طريق المحلّق غربي وشرقي مدينة الباب بهدف اعتقال عناصر "فرقة الحمزة" (الفيلق الثاني)، وسط استنفار أمني كبير مِن الجانبين في المنطقة، قبل أن تتدخل فصائل "الفيلق الأول" والشرطة العسكرية لـ فض النزاع بين الطرفين.
وتشهد قرية "السكرية" شرقي مدينة الباب - حسب مصادر محلية - عمليات تهريب مستمرة إلى مناطق سيطرة "النظام" وذلك تحت إشراف عدد مِن فصائل الجيش الوطني التي تسيطر على الجانب الآخر مِن المنطقة، رغم جميع الإجراءات والدوريات التي تنفذها الشرطة العسكرية والمدنيّة لمنع التهريب.
وسبق أن أصدرت الحكومة السورية المؤقتة، يوم 17 مِن شهر آذار الماضي، قراراً نصّ على إغلاق المعابر التي تصل مع قوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وأهمها (الحمران، عون الدادات، أبو الزندين)، إضافة إلى منع حرکة الأشخاص والبضائع التجارية بشكلٍ كامل، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية الوقائية مِن جائحة كورونا.
اقرأ أيضاً.. الحكومة المؤقتة تغلق 3 معابر مع "قسد" و"النظام" شرق حلب
يشار إلى أن معظم المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري ضمن عمليات "نبع السلام" و"درع الفرات" و"غصن الزيتون" تشهد - باستمرار -، توترات وخلافات واشتباكات بين الفصائل، أدّت - في معظمها - إلى وقوع ضحايا مدنيين، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الفصائل المقتتلة.