اعتزل عدد من صيادي السمك في اللاذقية المهنة بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها، وفي مقدمتها عدم تزويدهم بالمازوت لتشغيل مركباتهم منذ نحو شهر ونصف الشهر، بالإضافة إلى استمرار مراكب "الجرف القاعي" بحصد الأسماك الصغيرة والكبيرة من البحر.
وقال أحد صيادي الأسماك في اللاذقية لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام والذي هجر مهنته وأصبح يعمل في صناعة المراكب إن "مهنة صيد السمك لم تعد تطعم خبزا".
وأضاف أنه خاصة خلال هذه الفترة التي يُمنع فيها صيد السمك بـ"الشنشلة" فإن الصياد سوف يعود من رحلة صيده "خاسراً"، لأن رحلة الصيد سوف تكلفه 70 ألف ليرة سورية، وهم مجبرون على شراء المازوت بالسعر الحر لأنهم لم يحصلوا على المازوت "المدعوم".
وأفاد رئيس جمعية صيادي اللاذقية نبيل فحام أن عدم نزول الصيادين إلى عملهم ليس وليد هذه الفترة فقط بسبب منع الصيد بـ"الشنشلة" وسوء الأحوال الجوية وإنما منذ أكثر من شهر، مشيراً إلى أن عدداً من الصيادين اعتزلوا المهنة وهو منهم وذلك بسبب الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها.
وعن قرار منع الصيد بـ"الشنشلة" خلال هذه الفترة بسبب موسم هجرة وتكاثر أنواع من الأسماك قال "فحام": "إن هذه الأسماك مهاجرة وإن لم نصطدها نحن، فسيصطادها صيادو الدول المجاورة فلماذا نحرم منها".
وأوضح أن منع الصيد بـ"الشنشلة" خلال هذا الشهر والاقتصار فقط على الصيد بالشبكة بفتحة 25 ملم وما فوق والأقفاص أدى إلى اصطياد قلة قليلة من السمك، لافتاً إلى أن هذا الأمر انعكس على سوق السمك الذي لا يوجد فيه سوى أنواع محدودة جداً مثل (بسرغوس وغريبي وغبص وبلميدا).
ارتفاع أسعار السمك
وارتفعت أسعار السمك في اللاذقية بشكل كبير حيث لم يعد بمقدور الأهالي شراؤه ليعوضوا به اللحوم البيضاء والحمراء التي لم يعد بمقدورهم شراؤها أيضا.
وقال أحد المواطنين إن "أسعار السمك أصبحت 5 نجوم، وأصبح لها زبائنها الخاصون"، مضيفاً أنه حتى سمك "البلميدا" لم يعد بمقدور أصحاب الدخل المحدود و"المعتّرين" شراؤه خاصة أنه النوع الأكثر شعبية وذلك لأن سعره كان منخفضاً.
وأوضح أن سعر كيلو سمك "البلميدا" الذي كان يباع خلال فصل الصيف بين الـ 1500 والـ 2000 ليرة سورية أصبح سعره الآن نحو 15 ألف ليرة.