ملخص:
- اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة تل أبيض شمالي الرقة بين مكونات الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني.
- الاشتباكات نشبت بسبب خلاف بين تيارين داخل الفيلق، أحدهما مقرب من قائد الفيلق والآخر من قائد الجبهة الشامية.
- تدخل الجيش التركي ونشر وحدات داخل المدينة لإيقاف الاشتباكات.
- المواجهات تعود لخلافات متراكمة منذ أشهر بسبب دوافع اقتصادية للسيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.
اندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس الأحد، بين مكونات داخل الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري، في مدينة تل أبيض شمالي الرقة.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن المواجهات نشبت إثر خلاف بين تيارين داخل الفيلق الثالث، أحدهما مقرّب من قائد الفيلق حسام ياسين، والآخر من قائد الجبهة الشامية عزام غريب.
واستُخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المواجهات التي استمرت لساعات، ما دفع الجيش التركي للتدخل ونشر وحدات داخل المدينة لإيقاف الاشتباكات بين الأطراف.
صراع فصائلي متجدد في مدينة تل أبيض لكسب الخزينة المالية الكبرى.#تلفزيون_سوريا #سوريا_اليوم pic.twitter.com/BFO69nAPx8
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 4, 2023
ما أسباب المواجهات؟
قالت "الجبهة الشامية" في بيان لها، إنّ الاشتباكات اندلعت، بعد اعتداء مجموعة تابعة لـ"المدعو أبو عامر الأمني" (المقرب من قائد الفيلق الثالث)، على "مدنيين من بينهم نساء في سوق مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي".
وأضافت أن "الجبهة الشامية تدخلت بشكل مباشر لاعتقال المجموعة المسيئة وتسليمها للشرطة العسكرية أصولاً بغية الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين"، وفق وصفها.
وفي حين لم يصدر عن الطرف الآخر المتمثل بقائد الفيلق الثالث أي توضيح، تؤكد المصادر أن المواجهات تعود لخلافات متراكمة منذ أشهر، وحشد قوات كل طرف ضد الآخر لدوافع اقتصادية، من أبرزها السيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.
صراع قديم متجدد
في 28 من شهر تموز الماضي، اندلعت مواجهات، بين مجموعات تتبع للفيلق الثالث، عند معبر تل أبيض بريف الرقة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بسبب خلاف وصراع قديم - متجدد على الاقتصاد والأمن في المنطقة.
وهاجمت القوات المحسوبة على "حسام ياسين" بقيادة "أبو الليث الحمصي"، معبر تل أبيض حينذاك بهدف تطبيق قرار عزل عنصر أمني يدعى "أبو الوليد" بالقوة، وأسفر ذلك عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
وجاء الهجوم بعد أن شعر تيار "حسام ياسين" بأن القوى المدعومة من "سمير عموري" و"أبو علي سجو" - وكلاهما مقرب من قائد الجبهة الشامية - ستضغط من أجل عزل "أبو الليث" عن قيادة الفيلق الثالث في تل أبيض وتعيين بديل عنه، بالتالي الحد من نفوذ "ياسين".
ويوجه أفراد ضمن فصيل "الجبهة الشامية" تهماً لقائد الفيلق الثالث حسام ياسين، بمنح امتيازات اقتصادية لـ "فيلق المجد" على حساب "الجبهة الشامية" في تل أبيض، عبر تسليم عدة ملفات اقتصادية لشخص ينتمي لـ "المجد" يدعى "هاني الخالد"، ويعد هذا الأمر شرارة الخلاف بين الأطراف هناك.
جذور وأقطاب الصراع
يتمحور الخلاف بشكل رئيسي بين قطبين رئيسيين داخل الفيلق الثالث، وهما قائد الفيلق حسام ياسين وعدد من المقربين منه، وقائد الجبهة الشامية عزام غريب (أبو العز سراقب) وجزء من فريق العمل التابع له.
بدأ الخلاف يطفو على السطح، في شهر أيار الماضي، حين عيّنت "الجبهة الشامية" عزام غريب قائداً جديداً لها، خلفاً للقائد السابق حسام ياسين، الذي استمر في مهامه قائداً عاماً للفيلق.
ومن المعروف أن "الفيلق الثالث" تشكل وفق تحالفات عسكرية في الجيش الوطني بقيادة مهند خليف "أبو أحمد نور"، قبل أن يعيّن بدلاً عنه "حسام ياسين"، ويتألف الفيلق بشكل رئيسي من الجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، ولواء السلام.
واتخذت الأطراف من منطقة تل أبيض شمالي الرقة ساحة لإثبات الذات، من خلال الاستحواذ على ملفي الاقتصاد والأمن، وتعيين الأشخاص من كل طرف في مناصب حساسة بناء على الولاءات.