أعلنت "الجبهة الشامية" في الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري، عن تعيين ممثل خاص لها في مدينة تل أبيض شمالي الرقة، للتوصل إلى حلول تنهي الصدامات الداخلية ضمن الفيلق بشكل عام، والتي ظهرت للعلن في نهاية شهر تموز الماضي.
وقالت "الجبهة" في بيان لها، يوم الأحد، إنه "بعد الأحداث المؤلمة مؤخراً في منطقة تل أبيض، وسعياً من قيادة الجبهة الشامية لحقن الدماء وإرساء الهدوء في المنطقة، وبالتعاون مع مكونات الفيلق الثالث، تقرر تكليف أحمد زيدان (أبو عمر حريتان) ممثلاً عن قيادة الجبهة الشامية في منطقة تل أبيض لمتابعة شؤون الفصيل ومعالجة الخلل الناتج عن الأحداث الأخيرة.
وأشار البيان إلى منح "أبو عمر" التفويض لاتخاذ "التدابير والإجراءات المناسبة والتي من شأنها حفظ حقوق الفصيل ومكتسباته"، إضافة إلى تكليفه بمتابعة "الملف القضائي الخاص بالأحداث الأخيرة صوناً لدماء الشهداء والمصابين"، حسب وصف البيان.
وأرسلت "الجبهة" كتاباً إلى قيادة الفيلق الثالث - منطقة تل أبيض، جاء فيه: "فوضنا السيد أحمد زيدان (أبو عمر حريتان) بحل كل الخلافات الحاصلة في منطقة تل أبيض، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة والمناسبة للوصول للحل الأنسب والأمثل".
وقبل يومين من تعيين الممثل، نشر الفيلق الثالث بياناً نفى فيه "ما تم تداوله من مزاعم كاذبة وإشاعات مغرضة عن وجود اقتتال بين مكونات الفيلق أو صراع بين قياداته"، وفق قوله.
وأضاف أن "ما جرى هو حدث داخلي محدود ضمن إحدى مكونات الفيلق الثالث، وقد سارعت قيادة الفيلق متمثلة بقائد الفيلق وقادة الفصائل مجتمعة منذ اللحظات الأولى لاحتواء الموقف وضبطه بالتنسيق مع مؤسسات الشرطة العسكرية والقضاء العسكري".
ما أسباب الخلاف؟
في 28 من شهر تموز الماضي، اندلعت مواجهات، بين مجموعات تتبع للفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري عند معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بسبب خلاف وصراع قديم - متجدد على الاقتصاد والأمن في المنطقة.
وهاجمت القوات المحسوبة على "حسام ياسين" بقيادة أبو الليث الحمصي آنذاك، معبر تل أبيض حينذاك بهدف تطبيق قرار عزل عنصر أمني يدعى "أبو الوليد" بالقوة، وأسفر ذلك عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
وجاء الهجوم بعد أن شعر تيار "حسام ياسين" بأن القوى المدعومة من "سمير عموري" و"أبو علي سجو" - وكلاهما مقرب من قائد الجبهة الشامية عزام الغريب - ستضغط من أجل عزل "أبو الليث" عن قيادة الفيلق الثالث في تل أبيض وتعيين بديل عنه، بالتالي الحد من نفوذ "ياسين".
ويوجه أفراد ضمن فصيل "الجبهة الشامية" تهماً لقائد الفيلق الثالث حسام ياسين، بمنح امتيازات اقتصادية لـ "فيلق المجد" على حساب "الجبهة الشامية" في تل أبيض، عبر تسليم عدة ملفات اقتصادية لشخص ينتمي لـ "المجد" يدعى "هاني الخالد"، ويعد هذا الأمر هو شرارة الخلاف بين الأطراف هناك.