ألقى وزير الأوقاف في حكومة الأسد "عبد الستار السيد" خطبة بعنوان "الرد على طروحات ما يسمى الأمة السورية" يوم الجمعة الفائت في محافظة طرطوس، لتفتح باب الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر بعض المعلقين أن كلام "السيد" يسيء إلى سوريا وتاريخها، ورأى أعضاء "الحزب السوري القومي الاجتماعي" أن كلام السيد يستهدف حزبهم وأفكارهم.
وقال "السيد" في خطبته "أن في دول منطقتنا يوجد عقيدتان أساسيتان هما الإسلام والعروبة وكل ما عداهما متفرق أو ضئيل" وأضاف "شو هي الأمة السورية؟ هل سمعتم بالأمة السورية؟ نحن نعرف الأمة العربية، ولا يمكن الفصل بين العروبة والإسلام أبداً".
وتابع "السيد" قائلاً: الغزو الثقافي الذي نراه في بلادنا الآن يتم على الإسلام بكل شيء، إضافة إلى اللغة العربية والعروبة وإلى الأصل.. إنو شي بيقلولك نحنا قبرص وسوريا ولبنان وما بعرف شو وبيدخلوا عباس بدرباس".
وتناقلت حسابات عبر مواقع التواصل مقتطفات من خطبة "السيد" ما دفع الحزب "السوري القومي الاجتماعي" لإصدار بيان عن "عميد الإذاعة " في الحزب "تموز قنيزح" أعرب فيه عن رفض ما ورد في الخطبة، واستغرابه من أنها صدرت عن وزير في حكومة من المفترض أنها تمثل كافة فئات الشعب، على حد قوله.
وكتبت وزيرة الاقتصاد السابقة في حكومة الأسد "لمياء عاصي" على صفحتها "لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، بمناسبة سؤال شو هي الأمة السورية وعبد الستار خطيب الجمعة بطرطوس".
وانتقد العضو في الحزب السوري القومي "علي عمران" وكتب على صفحته "كلام حاقد لا يليق بوزير، بل ربما بتلميذ صفيق في صفوف داعش، حتى الآن لم تدن "معاليك" الإسلام المسلح ولا التدخل السعودي التركي الإسلامي في دعم الإرهاب ضد شعبك ودولتك.. هل وجدت في المكون الحليف للرئيس ضالتك؟"
ويذكر أن "الحزب السوري القومي الاجتماعي" هو حزب سياسي قومي أسسه أنطون سعادة في عام 1932، وهو منتشر في لبنان وسوريا ومُرخّص رسميّاً، يدعو إلى إقامة "سوريا الكبرى"، التي تشمل منطقة الهلال الخصيب، أي العراق والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، كذلك الكويت وقبرص وشبه جزيرة سيناء ولواء إسكندرون، وتقول العقيدة القومية السورية بأن هذه المنطقة يجمعها تاريخ مشترك، ويُعد الحزب المجموعة السياسية الثانية في سوريا بعد حزب البعث، وهو أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية.
ومنذ بداية الثورة السورية، شارك "الحزب" إلى جانب قوات الأسد في قمعها للثورة، وشكل فيما بعد كتائب مسلحة باسم "نسور الزوبعة" قاتلت ضد المعارضة، وانتشرت في الساحل وحمص ودمشق والسويداء وعدة مناطق في سوريا.