icon
التغطية الحية

صحيفة تركية تكشف عن لقاء جمع أنقرة بالنظام السوري في قاعدة حميميم

2024.06.17 | 14:45 دمشق

صحيفة تركية تكشف عن لقاء جمع أنقرة بالنظام السوري في قاعدة حميميم
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت وسائل إعلام تركية عن لقاء جمع مسؤولين عسكريين من تركيا والنظام السوري في قاعدة حميميم الجوية التي تتخذها روسيا مقراً لها في اللاذقية يوم الثلاثاء 11 حزيران الجاري، مشيرة إلى أن اجتماعاً آخر سيعقد في بغداد من دون تحديد تاريخه.

وذكرت مصادر لصحيفة (Aydınlık) التركية، أن هذا الاجتماع، الذي توسطت فيه روسيا، ركز على التطورات الأخيرة في إدلب والمناطق المحيطة بها، ويعتبر "خطوة مهمة" في استئناف المحادثات المتوقفة بين البلدين.

وأشارت المصادر إلى أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يعقد على الأراضي السورية، وذكرت أن المحادثات تركزت بشكل خاص على التطورات الأخيرة في إدلب والمناطق المحيطة بها.

وأوضحت المصادر بأن روسيا نظمت هذا الاجتماع بين تركيا والنظام السوري في قاعدة حميميم بعد يوم من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في العاصمة موسكو.

بغداد تستضيف الجولة الثانية من المحادثات

ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل في بغداد، برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أبدى في تصريح سابق بتاريخ 31 أيار الفائت، استعداد العراق لتسهيل الحوار بين سوريا وتركيا: "نحاول إنشاء أرضية للتوافق والحوار بين سوريا وتركيا".

وفي رده على سؤال الصحفي حول ما إذا كان قد تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو رئيس النظام السوري بشار الأسد بشأن هذا الموضوع، قال السوداني: "بالتأكيد، هناك محادثات جارية بشأن ذلك. إن شاء الله، ستكون هناك بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً".

وفي وقت لاحق، صرح مسؤول حكومي عراقي لوسائل الإعلام بأن المسؤولين من تركيا وسوريا سيعقدون اجتماعاً في بغداد في الأيام المقبلة، مشيراً إلى جهود العراق للتوفيق بين البلدين، قائلاً: "حقق السوداني وفريقه نتائج إيجابية من خلال اتصالات ومحادثات ثنائية غير معلنة؛ وقبلت دمشق وأنقرة إلى حد كبير الوساطة العراقية".

تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية والرسمية بين مسؤولين أتراك ونظرائهم من النظام السوري منذ عام 2021، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.

وعلى الرغم من عدم اتخاذ خطوات عملية حتى الآن، إلا أن وزير الدفاع التركي السابق، خلوصي أكار، أعلن في آيار 2023 عن نية البلدين إنشاء مركز تنسيق مشترك في سوريا لمكافحة الإرهاب.

انسحاب أميركي محتمل من سوريا يغير قواعد اللعبة

وأشارت صحيفة (Yeni Şafak) المقربة من الحكومة التركية، إلى أنه في ظل هذه التطورات، يلوح في الأفق سيناريو جديد قد يغير قواعد اللعبة في سوريا، وهو انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من البلاد.

وأوضحت الصحيفة في مقالة نشرتها على موقعها الرسمي بأن واشنطن تفكر في هذا الانسحاب للتركيز على الصين، مما قد يؤدي إلى زعزعة التوازن الحالي في المنطقة، حيث أثار مجرد مناقشة هذا الاحتمال استعداد الفاعلين الإقليميين لمرحلة ما بعد الولايات المتحدة في سوريا. 

وأكدت الصحيفة على أن الولايات المتحدة تسعى إلى ضمان أمن إسرائيل وتأمين اتفاق بين الرياض وتل أبيب وموازنة إيران بتحالف تقوده السعودية، قبل الانسحاب من المنطقة.

دمشق وأنقرة أمام مفترق طرق

وتتوقع الصحيفة أنه في حال انسحاب الولايات المتحدة، ستجد دمشق نفسها مضطرة للانخراط مع أنقرة، حيث تشير تصريحات بشار الأسد الأخيرة حول الولايات المتحدة و"المجموعة الإرهابية" إلى أن النظام السوري يراقب التطورات عن كثب.

وترى الصحيفة أن النظام السوري خفف من شروطه المسبقة للتقارب مع تركيا، حيث لم يعد يصر على الانسحاب الفعلي للقوات التركية، بل على إعلان النية للانسحاب، حيث إن وزير خارجية النظام فيصل مقداد قال مطلع الشهر الجاري: "الشرط الأساسي للحوار هو استعداد تركيا لإعلان نيتها للانسحاب من أراضينا" وبالتالي، خف الشرط المسبق للتطبيع من الانسحاب الفعلي إلى إعلان نية فقط.

وبعد أيام من تصريح المقداد، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر: "نحن مستعدون لدعم اعتماد دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة، وتطبيع شامل، وإنشاء بيئة آمنة. بعد تحقيق ذلك وضمان أمان حدودنا بشكل كامل، قد نفكر في الانسحاب إذا لزم الأمر".

وبحسب الصحيفة، تتوقع أنقرة من عملية التقارب مع النظام السوري "دعم جهود مكافحة الإرهاب، ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني، وطرد الإرهابيين القادمين من العراق إلى شمالي سوريا، وضمان عودة اللاجئين بأمان إلى وطنهم".