قطعت شركة "روناك" في مدينة القامشلي بريف الحسكة، الكهرباء عن مئات المحال التجارية في أسواق المدينة، إثر خلافات مع البلدية حول سعر "الأمبيرات".
و"روناك" شركة تزويد كهرباء يُشرف عليها مسؤولون من "الإدارة الذاتية ويديرها كوادر من "حزب العمال الكردستاني - PKK"، وتحتكر تزويد أسواق القامشلي بالكهرباء، منذ سنوات.
وقال مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الشركة قطعت الكهرباء عن المشتركين، اليوم الأربعاء، مطالبةً برفع سعر الأمبير الواحد مقابل تشغيل 8 ساعات، من 9 آلاف ليرة سوريّة إلى 1.5 دولار أميركي (ما يعادل 20 ألف ليرة سوريّة)".
ورغم أنّ قوانين "الإدارة الذاتية" تنص على منع أصحاب المولدات الكهربائية من إيقافها، فإنّ شركة "روناك" لم تلتزم بالقرار، بسبب تبعيتها لـ مسؤولين في الإدارة وقادة عسكريين في "PKK".
وأوضحت المصادر أنّ "الشركة هدّدت المشتركين في حال تقديم أي شكوى عليها، فإنّ قيمة المخالفة ستحصّلها منهم، إلى جانب منعها أي مستثمر من وضع مولدات في السوق".
وقال صاحب محل ألبسة في سوق القامشلي لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "البلدية عاجزة عن إجبار الشركة على استئناف تزويد السوق بالكهرباء كونها مملوكة وتدار من قبل كوادر حزب العمال الكردستاني".
وأضاف أنّ "عشرات المهن والمحال في أسواق القامشلي، توقّفت عن العمل لليوم الثاني على التوالي بسبب عدم توفّر الكهرباء".
وبحسب ما ذكر طبيب لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ "المراجعين يضطرون إلى الانتظار لساعات في غرفة من دون إضاءة ولا وسيلة تبريد، بسبب قطع الكهرباء عن السوق بشكل شبه كامل".
وإلى جانب المحال التجارية، تعتمد عيادات الأطباء والصيدليات والمختبرات الطبية على مولدات شركة "روناك" كمصدر رئيسي للكهرباء في سوق القامشلي.
وأشار الطبيب إلى أنّهم تواصلوا مع "اتحاد الأطباء في الإدارة الذاتية للضغط على روناك والبلدية، بهدف إعادة تشغيل المولدات وتزويد الأسواق بالكهرباء، لكن المشكلة ما تزال مستمرة".
وأصدرت هيئة البلديات التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، في وقت سابق، لائحة تحدّد أسعار "الأمبيرات" وفق ساعات التشغيل، إلا أن أصحاب المولدات لم يلتزموا بها.
"مولدات كهرباء تدار من قادة عسكريين"
بحسب المصادر، فإنّ متنفذين في "الإدارة الذاتية" وقادة عسكريين تابعين لـ"قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ولـ"حزب العمال الكردستاني"، يستثمرون معظم مولدات الكهرباء في محافظة الحسكة.
ورغم تخفيض "الإدارة الذاتية" مخصصات مادة المازوت عن المولدات الخاصة في المنطقة، فإنّ "العديد من المولدات التي يملكها قادة عسكريون ومتنفذون يحصلون على المازوت بسهولة".
وكثير من هذه المولدات تقدم الكهرباء لمدة 24 ساعة إلى مشتركيها مقابل تسعيرة حُدّدت بالدولار (5-8 دولارات)، في مخالفة واضحة للأسعار التي حدّدتها "الإدارة الذاتية" بالليرة السورية حصراً.
ويُجبر المشتركون على دفع مبالغ تتراوح بين 20 و25 دولاراً عن كل "أمبير" كرسم اشتراك في هذه المولدات كونها لا تخضع للرقابة أو لقوانين تنظيم عمل المولدات.
وذكر أحد الأهالي في مدينة القامشلي أنّ "السكّان مجبرون على دفع هذه الأموال، فالكهرباء النظامية لا تتوفر لأكثر من ساعتين في اليوم ولا توجد حلول بديلة"، مردفاً: "المحروقات غير متوفرة لتشغيل المولدات الخاصة وهناك استغلال كبير من قبل القائمين عليها، خاصة في فصل الصيف".
يشار إلى أنّ شركة "روناك" التي تملك 9 مولدات في مدينة عامودا بريف الحسكة، سبق أن قطعت الكهرباء عن مئات المنازل في المدينة، وطالبت المشتركين بتحمّل تكاليف الصيانة بحجة أنها غير قادرة على التكفّل بصيانة المولدات رغم تحصيلها رسوماً شهرية كبيرة.